بترا بعد 44 عاما


مطلة على ميدان الحرية , رغم شح الإمكانيات والموارد، ورغم كل ما يحيط بها من ثورة اعلامية والكترونية، تجاوز فيها الكثيرون كل أعراف المدرسة الصحفية ، إلا أنها بقيت كما هي ، تتطور وتنمو وتكبر دونما إسفاف أو سقوط إلا ما كان منه عفو الخاطر.

في عيدها لا تحتاج مني وكالة الدولة الرسمية ، الناطقة باسمها وناقلة الأحداث الى شعبها كما هي، بكل أصول ومهنية الخبر الصحفي ؛ لتبقى مهنية وحرفية إلى درجة يصل بها إلى سدرة العمل الصادق الأمين، لا تحتاج الى شهادة، رغم خبرتي القليلة في العمل الصحفي ، وحتى لا يتهمني البعض بالتسحيج والتطبيل، فأنا طاريء عليها قد أمضي بقية هذا العام أو اكمله وأعود الى حيث نشأت في وزارة التربية والتعليم.

إلا أنني أبيت إلا أن أقول شهادة هي لي حق بعد رصد الواقع، في هذه الوكالة وأنا الذي اطلعت في هذه الفترة القصيرة على حجم الجهد الذي يُبذل لإنتاج خبر صحفي دون تمييز هل هو مع الحكومة أو ضدها، كل همها أن يكون الخبر مع الوطن دون ظلم او تزييف أو البحث عن مغنم أو مكسب، مع أن هذه المنابر في أعظم الدول الديمقراطية هي تنشر سياسة الحكومة حرفيا دون شذوذ يذكر.

في زمن الإعلام المتهافت على كسب إعلان، بقيت وكالة الأنباء الأردنية في مكانها الطبيعي تأخذ الحدث بكل تفاصيله؛ لينتقل عبر خطواته الطبيعية كتابة وتحريرا وتدقيقا، دون ميل مع أحد، أو مثيرا للفتنة أو الخوف، مراعيا أركان الخبر الصحفي المهني، تغطي مساحة هذا الوطن، لم تبحث عن إعلان من أحد ثمنا لتلك التغطية تسد به الحاجة أو تطور به نفسها.

لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن يكون زوارها بهذا الحجم، وعندما أقرأ المواقع الالكترونية والصحف الورقية أو أستمع إلى نشرات الأخبار في الإذاعات والمحطات المحلية، أجدها تعج بأخبارها عنوانا وتحريرا، وهي مفتوحة للجميع فمنهم من أشار اليها في نهاية خبره ومنهم من اعتقد نفسه انه كسب شيئا غير السقوط بعدم الإشارة.

"بترا" والعائد إلى أرشيفها الإخباري لا يصدق أنها وكالة تنطق باسم الدولة ومقيدة من حكومتها، فبها عناوين وأخبار تجاوزت كل الخطوط ولكنها حافظت على ثوابت الوطن ورموزه، واستقت الأخبار من مصادرها فكان الخطأ محدود.

دخلت مع الأردنيين في ربيعهم، ونشرت كل ما يليق بالقاريء، دون أن تحمّل الخبر شيئا زائدا يوقع الناس في حيرة، ولم تُقحم نفسها في نزاعات وخصومات، وما اعتقد صحفيوها ومحرروها أنه الصواب وليس من التوافه تم نشره بكل حرفية ومنطقية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات