الأردن على الحافة


الدول الذكية المنتجة للفكر هي من تضع الخطط والمواصفات والشروط لعملية ما قبل البناء ، كي يكون هذا البناء ناجحاً ومبني على أسس وقواعد سليمة وواضحة غير قابلة للإنهيار. 
مجلس النواب السابع عشر يتم الأن بنائه دون مواصفات أو شروط حقيقية وذلك بعدم تحديد الفئة العمرية، أو الشهادة الأكاديمية، أو الالتفات إلى عملية التكرار والتوريث من المجالس السابقة التي لم تفرز لنهضة المجتمع وبقاء استمراريته وعطائه على كافة الصعد المختلفة بأي شيء على الإطلاق، وقد اعترف أرباب الدولة عن صحة تزويره ولم يٌلتفت إلى القوانين والأنظمة التي شرعوها لنا لنمضي على هديها في عالم يموج بالمتغيرات الإقليمية الشاملة.
إن النهج السياسي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة العربية والذي يعيش ضمن المتغيرات الاستراتيجية على الساحة العربية التي جرت وما زالت تجري في العديد من الدول العربية الشقيقة ، يتطلب منه العزم الحقيقي في عملية الاصلاح الشامل وأن يلفظ كل من تحوم حوله شبهات الفساد في المجلس الجديد ، وأن لايتبع عملية تغطية شمس الحقيقة بالغربال، فلقد أصبح مخزون الفكر والوعي عند المجتمع الأردني الصامت يفوق كل التصورات والمراهنات .
إن آمال وتطلعات الشعب الأردني العظيم في تحقيق أهداف العدالة الإجتماعية وقمع كل أنواع الفساد المختلف من خلال منظومة العمل البرلماني في المضي قُدماً لن يتأتى من خلال مجلس يفتقر إلى المقومات الرئيسة والجوهيرة في عملية دفع المسيرة الإصلاحية ، والتي بدت واضحة للجميع بغض نظر الدولة عن الرشاوي المقدمة من المرشحين لتحقيق المكاسب النرجسية العفنة ، وتزوير الإرادة الشعبية العارمة في عملية جديدة لتدوير الفساد من جديد، والعودة إلى صفوف الإحتياط في الشارع وتجاهل النسبة والتناسب من أطياف المعارضة الأردنية .
بدأت عمليات التطعيم والتلغيم في المجلس النيابي الأردني من خلال ترشيح بعض الشخصيات البارزة في البرلمان صاحبة المال والنفوذ والوجوه المكررة التي تم تزويرها في مجالس سابقة وها هي تستعيد نشاطها في عملية الترشيح من جديد ؟
بدفع الرشوات المادية وتحضير الولائم وصنوف الحلويات المختلفة، حدثني احد الأشخاص عندما زار أحد النواب السابقين لطلبه المساعدة، قال له النائب أنا وصلت إلى قبة البرلمان بنقودي ورفض مساعدته وشاهد المواطن العربي رفع الأحذية وسحب المسدسات على الفضائيات الأردنية .
ولم يكن السابع عشر إلا نسخة مكررة عن السادس عشر ويتجلى ذلك واضحاً من خلال ا نتشار الفساد في المؤسسات الوطنية ولا من حسيب ولا رقيب وانشغال المجلس بالكامل عن الأجندات الشخصية ولا بد بين الفينة والأخرى أن يخرج علينا أحد المتشدقون ويصرخ بأعلى صوته المواطن ومصلحة المواطن خط أحمر ولن نسمح بأرتفاع الأسعار ولا ولا بينما تُرفع الأسعار وتزيد الضرائب وترتفع أما الفساد المالي حدث بلا حرج كذلك السياسي والاجتماعي وغيره من مفاهيم عملية الإصلاح الشمولي .







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات