لم يكتفي الاستعمار بسايكس بيكو حين انفردت فرنسا بسوريا وحين انفردت بريطانيا بالعراق وفلسطين بل في سنة 1920 وعلى اثر معركة ميسلون بدأ الفرنسيون عملهم في سوريا بحل الجيش الوطني والاستيلاء على سلاحه وذخائره ولما سقطت وزاره علاء الدين الدروبي على اثر مصرعه في خربة غزاله اصدر المفوض السامي الفرنسي بلاغا الغى به جميع القوانين والانظمة التي وضعت في العهد الفيصلي ونفذ الفرنسيون بعد ذلك برنامجهم الاستعماري القديم وقسموا الدولة السورية الى الدول الخمس التالية:
اولا دولة لبنان: فصلوا لبنان عن سوريا وانشأوا دوله لبنانية مستقله عاصمتها مدينه بيروت بعد ما ضموا اليها أقضية بعلبك والبقاع وحاصبيا وراشيا من اعمال حكومة دمشق وكذلك مدينه طرابلس حتى النهر الكبير في الشمال وصيدا وصور ومرجعيون في الجنوب ومعنى ذلك ان لبنان صار يتألف في الدور الجديد من المقاطعات التالية: جبل لبنان القديم – لواء بيروت ويتألف من اقضية صيد وصور ومرجعيون وطرابلس مع قضاء عكار والاقضية الشرقية وهي بعلبك و حاصبيا وراشيا والبقاع ، وفي اول سبتمبر اعلن الجنرال غورو دوله لبنان الكبير واستقلالها عن سوريا.
ثانيا: دولة حلب التي استسلمت للفرنسين بدون حرب او قتال وعين عليها كامل باشا القدسي واليا والذي انفصل مباشرة عن حكومة دمشق واخذ يسير طبقا لتعليمات الفرنسيين حيث اصدر المفوض السامي الفرنسي في سبتمبر سنة 1920 قرارا اعلن فيه فصل حلب فصلا نهائيا عن دمشق وانشأ بها دولة مستقله تسمى دولة حلب.
ثالثا: دولة العلويين وفي يوم 23 سبتمبر سنة 1920 ايضا اصدر المفوض السامي امرا ثالثا بانشاء دولة العلو يين على ان تكون مدينه اللاذقية عاصمة لها و تتألف من لواء اللاذقية القديم ويضم اقضية صهيون وجبلة وبانياس وكذلك قضاء حمص الاكراد وصافيتا من لواء طرابلس القديم من ناحيه طرطوس وكذلك قضاء مصياف من اعمال حماه.


رابعا: دولة دمشق والتي تضم مناطق سورية لم تدخل بدول لبنان أو حلب أو العلويين المشار اليهاأو بدولة جبل الدروز الآتي ذكرها
خامسا: دولة جبل الدروز وتسمى بمشيخه جبل حوران ويدخل ضمنها كامل وعرتي الصفا واللجا وتمتد الى حدود الدير من الجهة الشمالية والى حدود الازرق من الجهة الجنوبية.
وفي 14 مايو سنة 1930 نشر المفوض السامي الفرنسي مجموعة الدساتير التي وضعها للدول السورية الخمس والتي اصبحت جمهورية دمشق وجمهورية لبنان وحكومة جبل الدروز وحكومة العلويين ولواء الاسكندرونه وارسلها الى جمعية الامم المتحدة بواسطه وزارة الخارجية الفرنسيه فاقرتها وبقيت نافذه ومعتبره الى ان خرج الفرنسيين من سورياسنة 1945 بعد حرب الجلاء وبقيت دولة لبنان لوحدها واصبحت الاسكندرون جزء من تركيا حسب رغبة الاستعمار .
وخلاصة القول هل سيعيد التاريخ نفسه وبقرار الامريكان والفرنسيين والاسرائيليين ومن هو في ركبهم وهل سيعاد تقسيم سوريا لما كانت عليه سنة 1920 ام ستعود سوريا الى ما اصبحت عليه في اواخر الخمسينات من القرن الماضي ويعود لها الاكتفاء الذاتي مثلما تعود لها الديمقراطيه الحقة و تعود الغوطه الى بهجتها ويعود الدمشقي ينشد
من قاسيون اطل يا وطني .. ارى دمشق تعانق السحبا
وتطمر عمليات تقسيم وتفتيت الوطن العربي بعامة وفي سوريا بخاصة الى غير رجعة
حمى الله سوريا وشعبها الابي وان غدا لناظره قريب