يبدع البعض في التمهيد لصناعة الكراهية والحقد ، يثير الفتن والمحن ، يقتل الحلم والصبر ، ينزع الناس من إنسانيتها ،لم ترتاح الأمة منذ عهد الصراع على الخلافة مابين معاوية وعلي الى اليوم ..ملايين قتلوا لأجل الكرسي ..!!
الكراهية التي يدعو اليها بكل أسف بعض "المتزينين "بالفكر الاسلامي يدعون الناس للتطرف والخروج على فكر الاسلام السمح المعتدل الصابر على الشدائد ..
دعوات القتل والدمار التي دعا اليها بعض العلماء والمفكرين والسذج في البلاد العربية من اجل الانتصار للشرعية في مصر لاتخدم سوى اعداء مصر ،البعض يدعو لتشكيل جيش حر داخل الدولة من أنصار الرئيس مرسي ! والبعض الأخر يدعوهم للصمود والصبر والتحد في مواجهة جولة الباطل ! وهناك دعوات للقتل يوجهها تنظيم القاعدة للاردن أن لم يتلق ابو قتاده حكما عادلا !!! من سيقتل الظواهري والقاعدة في الأردن ! ومن سيكون اول ضحاياهم ! المسلمون في العالم كله في بورما والصين وامريكا نفسها يتعرضون للقتل والحرق ، وفي غوانتنامو الى التعذيب والاهانه ولم نسمع لهم صوتا يهدد هناك انتصارا لهم ، اما في البلاد العربية ، لله درهم كيف يبدعون بقتل إخوتهم !
ثم لنسال انفسنا هنا ، ماذا يعني عزل مرسي ؟
هل تدمر الدولة المصرية من أجل كرسي مصر !
هل ستعيش مصر ما تعيشه سوريا من فوضى وخراب وقتل ودمار إن لم يعود مرسي للحكم !
اين الاحتساب والصبر وتحمل المشقة ومواجهة الأزمات بوعي دون ان تكون نتائجه خراب على مصر وشعبها !
هل تساوي الدنيا التي نلهث خلفها قطرة دم مواطن تراق لحساب الاخوان او الجيش !
وهل نهاية العالم ونهاية الاسلام ان يذهب مرسي بمؤامرة ..!!!
في افغانستان دخلت حركة طالبان بحرب ضد المجاهدين الذين انتصروا على الروس والى اليوم وأفغانستان تعاني .. تحول قلب الدين حكمت يار وبرهان الدين رباني وابو سياف ورشيد دستم واحمد شاه مسعود الى كفار بعد أن كانوا مجاهدين ...فتاوي القاعدة والطالبان .. وقتل عبدالله عزام بيد مسلم لخلافات بين المجاهدين !!
مجتمع الكراهية احل قتل المسلم لأخيه ، والإنسان للإنسان ..
حين تفشل بعض التنظيمات في ادارة الصراع او الحكم .. تبرر فشلها بمؤامرات امريكية وصهيونية وصليبية وفلول ورجعية الخ... ومن ثم تخرج الفتاوى لإعلان الجهاد على المسلمين وليس على الاعداء الحقيقيين ..
اليس هذا ما يجري في افغانستان والعراق وسوريا والآن يحاولون زرعه في مصر !!
من كان يؤمن بالله واليوم ألأخر ، فليقل خيرا او ليصمت ، الخير هنا الذي اراده النبي وقصده في الفعل والقول والدعوة للتسامح وربط الجأش والتحمل ومراجعة التجربة وبيان اين الخطأ والصواب ،والصمت هنا يعني أن لاتدعو للفتنة والقتل وتوسيع الأزمة ،
قالها النبي علي السلام في ذروة أزمة وليس في ذروة الراحة والاستجمام !
البعض من " المشايخ " ابعد ما يكون عن حضارية وعدالة الفكر والمنهج الاسلامي الذي سار عليه النبي عليه السلام والسلف الصالح رضوان الله عليهم ..
اقول هذا بمناسبة دعوات "نشاز "تدعو للفتنة والتحارب ومواجهة الأخوة في مصر العربية بعد عزل الرئيس مرسي من قبل مشايخ وإتباع فتن تزينوا بالإسلام شكلا لا مضمونا يدعون فيها جماعتهم هناك لتشكيل جيش اخر ومناوئ للجيش الرسمي وعلى طريقة حزب الله في لبنان ، حيث الفتن والمحن وإضعاف الدولة نومنها دعوات التحريض التي تطالب المصريين بالتحد كما فعل بيان حركة حماس امس .
الاخوان في مصر متمسكون بالسلمية ، وعايشوا مرارات الحكم لعقود مضت ، فبقيّوا صامدين محتسبين حتى خرجت الناس اليهم ودعتهم للحكم ،وفيهم من العقلاء ما يرد تلك الدعوات الساذجة الى وكرها ،بل وسيهزؤون بها بعون الله .