المشهد المصري اليوم يمثل حالة دسمه لكل الاعلاميين والباحثين عن تصدر المشهد السياسي المصري وبالتالي العربي بعد أن وضعت أخبار مصر في مقدمة أجندة الوسائل الاعلامية العربية والدولية ، وسوريا أصبحت ثانية والعراق ثالثا والمغرب العربي رباعا وفلسطين في ذيل التغطية الأجندة الاعلامية التي تمارس الانتقائية البحتة في تغطيتها للمشهد المصري وبقية مشاهد الربيع والقمع العربي .
وكما يقول المثل " كلا يغني على ليلاه " كذلك الاعلاميين كل يغني على مايريد أن يتصدر الحدث الذي يغطيه ، وما بين " ليلة الإعلام وليلة ثورة مصر " إغتصبت الديموقراطية المصرية كما تغتصب نساء مصر في ساحات وميادين الربيع المصري المتفرد بين مواسم الربيع العربي ككل .
وبالعودة لبداية المطالبة برحيل حسني مبارك والأدوات التي إستخدامها من قبل الإعلاميين في تغطيتهم للحدث ، نجد حالة من التطابق في المواضيع المغطاة وكأن الشريط الاعلامي يعيد نفسه من جديد ، ففي البداية حشود كبيرة في ميدان التحرير تغطى بشكل مكثف وكبير وعلى حساب حشود في بقية الميادين وكأن مصر تجسدت فقط في ميدان التحرير ودائما تبدأ ساعة العصرية أي " ساعة العصرية يا بهيه " ، وتسريب خبر من هنا أو من هناك عن مقتل عدد من المتظاهرين والقبض على عدد من البلطجية وهم يهربون السلاح للساحات ، وصور لملصقات لاتختلف عن ملصقات رحيل مبارك ، ويختم المشهد بعمليات إغتصاب جماعي ووحشي في ساحات وميادين مصر .
ويخرج علينا من بين كل هذه المشاهد تصريح لليهودي بن إليعازر يقول فيه أن شعب مصر يشاهد السينما ويسمع الموسيقى بكثرة فكيف سيرضى بحكم الإخوان ؟ ، وهو بذلك إختصر الحدث المصري بجملة قد جانبها شيء من الصواب وإن خرجت من صهيوني كريه كبن أليعازر، وألقى بالمسؤولية على رفض الشعب المصري للرئيس مرسي بتاريخ مصر الفني الذي تجسدت فيه المناهل الأولى للفن في الوطن العربي ، وأعاد كذلك لذاكرة الشعوب العربية مقولة " يشك بأنها صحيحة " أن أحد الحكام المسلمين عندما سئل عن مصر بعد فتحه لها قال " نسائهم لعب ورجالها يجمع الطبل وتفرقهم العصا " .
فهل صدق بن إليعازر في قوله أم أنها مؤامرة كما قيل في حديث عمر بن العاص عن مصر؟