غزة .. حراك يلوح بالأفق !!


قطاع غزة بتعداد سكانه الذي قارب ال مليونيّ نسمه ، يقيمون على أرض مساحتها 360 كم 2، محاطة بالبحر الأبيض المتوسط وإسرائيل ومصر... يعيشون هذه الأيام حراكا " نفسيا " بدا يظهر على السطح ويتداوله الشباب الذين اعتقل منهم العشرات لمجرد مناقشة اوضاعهم او مطالبتهم بالمصالحة وضرورة ان تتنازل الحركة عن بعض مكاسبها لصالح الناس ،ويتداول البعض منهم ممن اعتقلوا قصص وأحاديث عن اموال تنفق في غير مكانها تم الحصول عليها من قبل دولا عربية " خليجية " يستأثر بها حكام القطاع وحدهم .....

كانت غزة أصلا تحت الإدارة ألمصرية ثم استولت عليها إسرائيل في حرب الأيام الستة عام 1967. وفي سنة 2005، بعد 38 سنة من النزاع، كانت المستوطنات الإسرائيلية فيها تشكل مصدر توتر دائم ومن ثم سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من القطاع.

2006 فازت حركة حماس الإسلامية بالانتخابات التشريعية ألفلسطينية وفي حزيران 2007 سيطرت حماس على قطاع غزة وأبعدت منافستها حركة فتح .

بعد اعلان سيطرة حماس على قطاع غزة ، أعُلن الحصار الإسرائيلي الشامل ،وألغيت كل فرص التبادل التجاري مع الخارج، ويشتمل الحصار على منع أو تقنين دخول المحروقات ومواد البناء والكثير من السلع الأساسية، ومنع الصيد في عمق البحر. وقد نتج عن الحصار الطويل والخانق تعطل جميع المصانع وزيادة نسبة البطالة لتتجاوز ال 80% لتصبح أعلى نسبة بطالة في العالم، إضافة لنقص حاد في الأدوية والمواد الطبية كافة، ووفاة نحو 400 مريض خلال 9 أشهر فقط لعدم تمكنهم من السفر للعلاج في الدول الأخرى أو لنقص المعدات والأدوية اللازمة لعلاجهم، كما أن حركة البناء تعطلت تماما، مما زاد ازمة اصحاب البيوت التي دمرت في الحرب على غزة والتي يزيد عددها على 4100 بيتا وشقة سكنية.وأصبحت غزة تعيش على المساعدات ألدولية وعلى اقتصاد التهريب عبر ألأنفاق التي تربط القطاع بمصر ،والتي استطاعت حكومة مرسي إغلاق 80 % منها بضغط من الجيش ،ومن هنا بدأت مأساة غزة وسكان القطاع وخاصة منهم سكان المخيمات ، إذ أن غالبية سكان القطاع هو لاجئون فلسطينيون .

تتلقى أغلب العائلات في القطاع مساعدات غذائية من الأمم المتحدة كل ثلاثة أشهر ، القليل منهم لديه المال لشراء الحاجات ألأساسية، وتنفق العائلات نحو 50 في المائة من دخلها على ألغذاء ،وتعيش 40 في المائة من العائلات تخت خط الفقر.وخاصة بعد أن منعت اسرائيل سكان غزة من العمل في الزراعه التي اعلنتها مناطق عازلة وحددت مناطق الصيد التي كانت تسد حاجة الأف العائلات ،والمدينه تكاد أن تكون محرومة من الكهرباء ، فانقطاع الكهرباء يبلغ أحيانا ثمان مرات على الأقل في اليوم، وفي بعض الأحيان تنقطع الكهرباء لمدة 8 ساعات متوالية". " ويكون الانقطاع أطول في فصل الشتاء حيث يزداد الطلب على التدفئة فيما العديد من المنازل لها مولداتها ألخاصة ولكن أسعار الوقود مكلفة جدا بالنسبة للعائلات التي كانت تعمل في التجارة او النقل .

معاناة أخرى مع المياه ، فوفرة المياه النقية أدنى من النسب ألدولية التي تقرها منظمة الصحة ألعالمية أي 100 لتر لكل فرد كل يوم. كما تمثل معالجة المياه القذرة ومياه الصرف الصحي تحديا اخر. فنحو 90 متر مكعب من مياه الصرف الصحي تصب في البحر المتوسط كل يوم. وهذا يؤدي إلى التلوث وإلى مخاطر على ألصحة ومشاكل في صناعة الصيد البحري.

تحديات كبيرة واسعة ، تضاعف من حجم رفض السكان للحصار وتتطلع لإزالة اسباب الحصار ، دمار وقتل يتعرض له السكان جراء مواجهات اسرائيل وحماس بمعارك صاروخية تزهق ارواح الناس وتدمر منازلهم وتضاعف من همومهم ، عشرات الشباب يتجاوزون الخط الأحمر ويدخلون اسرائيل بحثا عن العمل رغم ما قد يلاقوه من اعتقال وحبس وغرامات جراء دخول اسرائيل بطريقة غير قانونية .

ضغوطات هائلة تواجه الشباب ،مشكلات اجتماعية تفاقم الأوضاع ، حماس ترفض الكشف عنها او نشرها ، وهناك من يتحدث عن تململ بين أوساط الشباب ، والاعتقالات لا تستثني احد يتحدث بضرورة الخلاص من المعاناة، القبضة الحديدية حاضرة ،ومن هنا نتساءل وأمام كل ما تعيشه غزه وسكانها ..وهناك اسئلة كثيرةتترددعلى ألسنة الناس قد تدفع باتجاه تغييرات واسعة وقريبة داخل القطاع ومن أبرز تلك الأسئلة .

هل سيشهد قطاع غزة حراكا يفضي الى نهاية حكم حماس وعودة المدينة الى حضن الدولة الفلسطينية ، وخاصة أن كل مبادرات ومشاريع التسوية والمصالحة لم تفلح في التخفيف من وطأة وضغوطات الحياة في القطاع ، الحصار الطويل على غزه ارهق الناس وقتل المرضى وأزهق الشباب ،بطالة ،مخدرات ، مناوشات ، تراجع اقتصادي ، تردي اوضاع صحية ؟

هل لخلافات حماس والجهاد والمناوشات المسلحة وقتل واعتقال افراد من الجهاد الإسلامي وإعلان الجهاد وقف التنسيق والاتصال مع حماس بعد مقتل احد الجهاديين على يد مليشيات حماس مقدمة مواجهة بين الطرفين ؟

هل ستقبل فصائل الجهاد الاسلامي بسطوة حماس وحكمها وتجاهل الجهاد بل وضبط ايقاع حركتها وحريتها في العمل ؟؟ وهل ستعمل خلايا فتح " النائمة " لدفع الحراك الشعبي الذي يتداوله بعض الشباب للانطلاق مستغلين حالة الاحباط الشعبي ؟

هل ستعمل مصر " الإخوان " على وقف دعمها لحركة حماس وكشف تدخلها في الحكم في مصر واختراق الحدود وقتل الجنود المصريين وخطفهم ..؟

حركة حماس ترفض الاعتراف بالواقع الصعب لغزه ، والقيادة الفلسطينية غير آبهة بشعبها في غزة ،والجيش المصري أصابه القهر من تصرفات حماس وتجاوزاتها ، والشباب الذي يواجه الالة العسكرية الاسرائيلية ملّ من الفقر والبطالة والجوع والمعاناة والحرب مع اسرائيل دون طائل ، وخذلتهم مبادرات المصالحة الفلسطينية دون جدوى او تقدم يفضي للتخفيف من المعاناة .

تجمعات للشباب تتحدث عن ضرورة إنهاء الحالة ، والتحرك نحو الخلاص ، ففي النهاية لايمكن لهم العيش بأسوأ مما يعيشونه الآن لو واجهوا نظام حكم قاس يضاعف من همومهم وتحدياتهم ويفقدهم ألأمل بمستقبل مشرف .

فهل ستشهد غزه حراكا شعبيا واسعا للخلاص ، ام ان قبضة الحكم الحديدية هناك ستحول دون انفجارها .

وفي النهاية لابد من حل يخرج به الحكم في غزه لمواجهة تلك الضغوطات التي يعاني منها سكان القطاع قبل أن تتفجر الاوضاع ويخرج الناس شاهرين غضبهم مما آل اليه حالهم منذ اعلان غزه " امارة اسلامية مستقلة" ،ويقول احد الشباب هناك : لن يطول صمتنا ، وعلينا ان نتحرك ، ونعلم أننا سندفع الثمن غالبا ، لكن ،لابد من إنهاء معاناتنا، لأننا ندفع الثمن أصلا في كلا الحالتين ،فلماذا لانتحرك لعلنا ننهي هذه المعاناة الطويلة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات