البوصلة الوطنية في خطاب الملك


البوصلة الوطنية في خطاب الملك

أ.د. عدنان المساعده*

خطاب جلالة الملك في حفل تخريج الجناح العسكري في جامعة مؤتة خاطب العقل والضمير الوطني الصادق حيث أزال الغموض وطمأن القلوب من خلال صدق اللهجة وقوة البيان وعمق الشعور بالمسؤولية بمتابعة كل قضايا الوطن التي تلقى الاهتمام من جلالته لتردّ بقوة على الشائعات التي تثار من وقت لآخر، وتبدد الهواجس التي سيطرت على العقول، حيث وجه جلالته البوصلة الوطنية وشخصّ الكثير من القضايا التي يجب مواجهتها ومعالجتها بحزم وقوة حيث تقع ضمن مسؤولية الدولة كما هي مسؤولية المواطن، لأن الوطن بحاجة الى كل جهد وطني مخلص وصادق.

رسالات جادة وحازمة تضمنها خطاب مؤتة التاريخ في صرحها الاكاديمي والعسكري المتميز بينّت حجم التحدّيات والمسؤوليات التي تواجه وطننا داخليا وخارجيا، فليس من مصلحة بلدنا أن نبقى نردد كلمة \\\" الوطن البديل\\\"التي تعافها النفوس السوية والعقول السليمة لأن ذلك مرفوض جملة وتفصيلا في قاموس الأردن السياسي، وأن كل الشرفاء من أبناء الوطن والأمة يرفضون ذلك. والدولة الاردنية هي الأقوى في تماسك وحدة ابنائها، ونسيجها الاجتماعي المتين، وترفض كل من يحاول الاساءة الى بلدنا الواحد الموحّد الذي نقدّم أرواحنا رخيصة من أجله ليبقى عالي الشأن وسيد الأوطان.

ان سيادة الدولة الأردنية وإحترام الأنظمة والقوانين لتبقى مهابة الجانب قويّة الأركان حماية للوطن والمواطن، والدولة تمتلك القدرة على وضع حد لكل السلوكيات التي قد تنال من هيبتها، وقادرة كذلك على محاربة الفساد والفاسدين لنحافظ على مجتمعنا ومؤسساتنا نظيفة من كل الشوائب لا يعتريها أي ضعف هنا أو هناك. وعناصر القوة التي أشار إليها جلالته تشتمل أيضا أن تكون العشيرة قويّة لإنها ركيزة أساسية في بناء المجتمع، وسند قوي لمؤسسات الدولة حيث تتمثّل القَيم النبيلة، وتأخذ دورها الفاعل في رسم الصورة النقيّة ومحاربة كل ما يسيء إلى منظومة قيمنا الأخلاقية التي تمتاز بالأصالة ونبذ كل مظاهر العنف والعقلية المنغلقة التي تقودنا الى الوراء والتراجع. فالعنف الذي أصبح ظاهرة أخذت تنحى منحى خطيرا الذي رافقه انحدار قيمي كبير، الامر الذي يتطلب وضع حلول عملية قابلة للتطبيق لنتلافى أية افرازات سلبية قد تؤثرعلى مستقبل بلدنا الذي لاتعلو عليه مصلحة مهما كانت فهو الوطن الأقوى والأبقى.

نعم يا سيدي، أن كرامة الوطن وكرامة الإنسان وسيادة القانون دليل وعي ومظهر حضاري علينا أن نترسمّه ليكون سلوكاً نمارسه، ويجب أن يكون ذلك نابعاً من ضمير نقي يتقي الله في هذا الوطن الذي نحفظ سياجه منيعاً ونصون مقدراته وإنجازاته بأمانة ومسوؤلية. فالإنتماء الحقيقي للوطن يكون بتقديم الإنجازات والعمل الخيّر الذي يدفع بعجلة التنمية الشاملة الى الامام، بعيداً عن الشعارات الزائفة والمزايدات غير البريئة، لأن التحدّيات التي تواجهنا كبيرة ومنها الوضع الاقتصادي الذي يتأثر بمؤثرات عالمية لسنا بمنأى عنها، ممّا يدعونا أيضاً لنتابع مسيرة التحديث والتطوير بالوعي والإرادة والإنتماء والإخلاص لنكون قادرين على مواجهة كل الصعاب مستندين على أرضية صلبة وقويّة بإيمان وعزيمة.

وفي غمرة الاحتفال بمناسبات الوطن الغالية على قلوبنا جميعا عيد الجلوس الملكي، ويوم الجيش، وذكرى الثورة العربية الكبرى التي تجسّد جميعها حبنا وانتماءنا لثرى هذا التراب وواجب الدفاع عنه متسلّحين بالإيمان نترسّم عزيمة وخطى جلالة سيدنا لاستشراف المستقبل الواعد الذي سنبنيه بعون الله بالسواعد المؤمنة والمنتمية وبالجهد والعمل الموصول والإخلاص، لنكون قادرين على ترجمة الانتماء الحقيقي عملا وقولا لتحقيق المزيد من الانجاز والبناء لوطن عزيز يستحق منا كل التضحية، نوجه البوصلة دائما بما ينهض بمقدراته ويحفظ كرامته وكرامة ابنائه.

ومضمون خطاب جلالة الملك وضحّ أن الأردن يمتلك الرؤية الشاملة للاصلاح الحقيقي وحماية قيم الديمقراطية وحماية وحدة نسيجنا الاجتماعي وتمكين مؤسساتنا الوطنية في صناعة القرار الذي يخدم مسيرة أردننا الغالي نحو أردن قوي مزدهر وآمن. كما أن الأردن سيبقى عربي الرسالة والنهج والإنتماء حيث كان وسيبقى بعون الله حصنا قويا يدافع عن قضايا الوطن والأمة بسياسة حكيمة وواعية يقودها ملك شاب عربي هاشمي وضع بلده الذي أحب في مكان عال حيث أصبح صوت الأردن هو لسان الأمة ويتكلّم باسمها بقوة المنطق وروح الإنتماء لمبادىء الرسالة التي عاش لها الهاشميّون عبر تاريخهم الذي سطرّوه بالتضحية والفداء لتحقيق ارادة الامة وكرامتها وحريتها في وطن حر كريم. ودمتم بخير وحفظ الله الاردن ودام جلالة الملك سيدا وقائدا.

* استاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات