كيف لا يكون الأقوى


كيف لا يكون الأقوى هذا الذي استقوى على جيب المواطن دون رحمة أو رأفة , فعندما يجد الدعم والسند والتأييد , في ظل الصمت الذي يعيشه المواطن المغلوب على أمره , رئيس يتميز بأسلوب الدهاء والمراوغة والتخدير والإصرار على اتخاذ القرار دون رجعة عنه ودون الاستماع لصوت الشارع أو الاصغاء لمن يقترح البديل حتى وصل به الامر الى تكميم أفواه الاعلام , والإصرار على رفع الأسعار بحجة حماية الاقتصاد والخوف على الدينار من الانهيار , في السابق كان المدافع عن جيب المواطن رافضا للقوانين وحاجباً للثقة عن حكومات متعاقبة , أما اليوم فسبحان مغير الأحوال , من معارض لقرارات الحكومات السابقة عندما كان نائباً بخطاباته الرنانة , الى مقترح ومتبن ومؤيد ومنفذاً لها , وعندما كُلف بتشكيل الحكومة استغل أسلوبه الجميل وكلامه المعسول لتكون الجيوب هي الحلول , كيف لا يكون الأقوى بوجود قانون الصوت الواحد الذي أفرز لنا نواباً غير مؤهلين لتشكيل حكومة برلمانية مقسمين بين نائب مؤيد للحكومة يبحث عن مصلحة شخصية حتى وصل الدفاع عنها بإشهار السلاح , و اخر معارض لقراراتها المتسلطة على جيب المواطن , لكن البعض منهم ساهم برفع أسعار الكهرباء عندما ترك جلسة التصويت ليتجنب كلام الشارع حتى فاز القرار بأغلبية الحضور لأسميه مجلس الدهاء والخديعة , وهنالك المزيد المزيد والمعروف لدى الجميع بحيث جعلت ثقة المواطن به ضعيفة مهتزة , وعند الحكومة مجرد مجلس شكلي لا يسمن ولا يغني من جوع , كيف لا يكون الأقوى فعندما كلف الملك رئيس الديوان بالتشاور مع أعضاء مجلس النواب للخروج بحكومة برلمانية بعد تشكيل الكتل النيابية التي أظهرت فشلها منذ البداية ليكون القرار بإعادة التكليف ليمنح بعض النواب الثقة مقابل وعود بالتوزير , وعندما عجز دولة الرئيس عن إرضاء الجميع لجأ للملك الذي حسم الخلاف بأن المرحلة الحالية غير مؤهلة لتكوين حكومة برلمانية , كيف لا يكون الأقوى عندما يطلب الملك من النواب التعاون مع الحكومة , كيف لا يكون الأقوى عندما تكون حراكات الشارع متفرقة والأحزاب غير متفقة والأغلبية صامته , الحكومة ترفع والمواطن الفقير يدفع والمجلس يؤيد , رئيس يعرف من أين تؤكل الكتف , فكيف لا يكون الأقوى .
ياسر الزيديين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات