الخبز إكسير الحياه


قد يظن الكثير من الناس بأن كلمة (إكسير ) كلمة غير عربيه وهي دخيلة أو غريبة على لغتنا العربية الام ، لكن الحقيقة أنها كلمة عربية ، وردت معانيها في بعض معاجم اللغة العربية وأجمعت معظم المعاجم على أن من معانيها أنها شراب يطيل الحياه .

عندما خلق الله الكائنات الحيه صنفها الى ثلاث فئات ... الفئة الاولى نباتية أي أنها لا تأكل الا النباتات من الاعشاب والحشائش والثمار ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن تتحول هذه الكائنات الى أكل اللحوم أو ما يشتق من المخلوقات الاخرى ، فكانت هذه طبيعتها التى أوجدها الله عليها ، أما الفئة الثانية فهي الحيوانات التي لا تأكل الا اللحوم ،أو ما اشتق منها أي انها لا تأكل النبات أو ما اشتق منها بأي حال من الاحوال ، أما الفئة الثالثه وهي الانسان والذي جمع بين الخصيصتين فهو يأكل النبات ومشتقاته وكذلك يأكل اللحوم ومشتقاتها ، ولم تكن هذه التصنيفات الالهية صدفة أو بغير حكمة أو معنى ، بل جاءت من أجل المحافظة على التوازن البيئي ودورة الحياة في الطبيعه ، ولكم أن تتخيلوا لو أن جميع المخلوقات كانت نباتية ولا تأكل الا النبات كم سيكون حجم المشكلة من حيث القضاء على الغطاء النباتي من الارض وكذلك زيادة أعداد الحيوانات في الطبيعة والتي بدورها ستساهم مساهمة فاعلة في تدمير التوازن البيئي ، وستكون الكارثة مماثلة لو أن كل المخلوقات كانت حيوانية – أي آكلة لحوم - .

لكن البديع في صنع الله وتدبيره أنه أوجد مادة واحدة مشتركة تأكلها جميع المخلوقات النباتية والحيوانية بكافة بيئاتها ، البرية والمائية والجوية وحتى البرمائية ، مادة يمكن اللجوء اليها عندما يفقد الكائن الحي غذاءه من الصنف الذي خلق له ، والبديع ايضا انه لا يمكن أكل اصل هذه الماده من جميع المخلوقات ، فكأن الله سبحانه وتعالى جعل منها المادة الوحيدة التي تساعد الكائن الحي على البقاء على قيد الحياه ، نعم انه الخبز ، فكل مخلوقات الله سبحانه وتعالى تأكل الخبز سواء أكان مخلوقا او حيوانا مفترسا لا يأكل الا اللحوم او كان حيوانا نباتيا لا يأكل الا النبات ، كذلك المخلوقات البحرية المفترسة منها أو المسالمه وهذا ينطبق على أنواع الطيور ، الداجنة والمسالمة منها أو الجارحة المفترسة ، فجميعها تأكل الخبز ، ولم أسمع يوما أن هناك كائن حي لا يأكل الخبز .

إذن فالخبز هو إكسير الحياه ويمكن اللجوء اليه عند شعور الكائن الحي بالجوع نتيجة عدم عثوره على فريسته أو طعامه ، كما أنه لا يمكن للحيوان آكل اللحم كالقط أو الكلب أو ما شابه ذلك أن يأكل القمح حباً أو عشباً على الرغم من أنه أصل الخبز، فكانت ميزة أعطاها الله سبحانه وتعالى للخبز ومشتقاته فقط لتكون هي إكسير الحياه .

وهذا ما ينطبق على المواطن الاردني فعندما تصبح كيلو البندوره او كيلو البطاطا بثمانين قرشا فإنه يلجأ الى الخبز ليسد منه رمقه ، أما اللحوم ومشتقاتها ، والطيور ومفرداتها ، والأجبان والالبان ، فقد باتت ملغاة من قواميس معظم الاردنيين ، حتى اللحوم المستوردة التي لا لون ولا طعم ولا رائحة أصبحت عزيزة غالية لا نقوى على شرائها ، ولم يعد لنا ملجأ الا الخبز أنيسنا ورفيقنا الذي باتت بوادر حرماننا منه على الابواب ، فقد استنفذت الحكومة الرشيده كل المنافذ لتسديد فواتر نهب اللصوص للوطن ، فلم يتبقَ بعد المحروقات والماء والكهرباء الا الخبز ، لتسديد عجز الموازنة وخسائر الشركات المبيوعة ، التي انتفخت جراء نهبها بطون من يسمونهم رموز ، نعم هم رموز لكنهم رموز للفساد واللصوصية والنهب ، يدفعون الحكومة لتمد يدها الى رغيف الخبز حتى تتخم من خلاله جيوبهم ونفوسهم العفنة .

الخبز .. انه أكسير الحياه وربما سيكون المسمار الاخير في نعش المتسلطين ولن يسكت الفقراء على نهب الرمق الاخير في حياتهم وحياة أطفالهم ، وحتماً سيهبون لقطع اليد التي ستمتد الى خبزهم المغمس بدمهم ودموعهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات