تفاؤل دولي حيال جنيف 2


ما ان تم الاعلان عن التوافق الروسي الامريكي في اللقاء الذي جمع وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري في موسكو في ايار الماضي حول الازمة السورية حتى سرت حملة من التشكيك في امكانية التوصل لحل ينهي نزف الدم السوري المستمر على مدى عامين ، شكوك تقودها بلا شك فصائل متطرفة في ما يسمى بالمعارضة السورية ، حيث اعلنت على الفور رفضها لاي حوار يشارك فيه ممثلو النظام رافضين التحدث او البدء حتى باي حديث قبل تنحي الرئيس السوري بشار الاسد . هذا المعسكر يمثله اعضاء جبهة النصرة المتطرفة والجهاديين الرافضين لاي حل سياسي للازمة ، مؤمنين بضرورة المضي بالحل العسكري لانهاء نظام بشار الاسد . وفي المقابل تحركت بعض القوى في الداخل السوري واطراف خارج سوريا من المعارضة لدراسة المقترح الروسي الاميركي الذي يدعو لعقد مؤتمر دولي حول سوريا عرف فيما بعد بمؤتمر جنيف 2 ، الا انها لم تتمكن حتى اللحظة من تحديد موقفها من المشاركة في المؤتمر المنوي عقده. وعلى الرغم من تعهد روسيا باقناع النظام السوري بالمشاركة وهو ما تم الاعلان عنه من الجانب السوري الرسمي حول قبوله المشاركة في المؤتمر لحل الازمة ووقف نزيف الدم في البلاد ، لا زالت الولايات المتحدة ومعها الغرب عاجزة عن اقناع المعارضة بالمشاركة . ولوحظ في الفترة الاخيرة انقسامات كبيرة وحالة من التشرذم في صفوف المعارضة السورية وبدا ذلك واضحا في الاجتماع الذي استمر 8ايام والمنعقد في ايار الماضي في انقره والذي تم البحث فيه توسيع الائتلاف الوطني السوري مما تسبب بمزيد من الانقسامات ليخرج المؤتمرون بانشقاقات وخلافات تعمقت اكثر واكثر مما يؤكد ضعف هذه المعارضة وعدم اعتمادها ايديولوجية واضحة وموحدة وهو ما اعطى القوات المسلحة السورية الفرصة لتحقيق المزيد من الانتصارات العسكرية واستعادة العديد من المناطق التي كانت تسيطر عليها الفصائل الارهابية المسلحة والقصير خير شاهد على ضعف المعارضة وفشلها الذريع الذي بدا واضحا في مؤتمر انقره وما تمخض عنه من تفكك في صفوفها والحبل على الجرار ، حيث سنشهد ربما قريبا استعادة الجيش العربي السوري سيطرته على كامل التراب الوطني ويسدل الستار على المسرحية التي استمرت اكثر من سنتين وسط اجتماعات للمعارضة واصدقاء سوريا وغيرها من الهيئات والمنظمات الحكومية والاهلية مثل الاجتماع المنعقد في انقره اليوم
اما التشاؤل الدولي فله كذلك مبررات دولية لا تقتصر فقط على تفاقم الخلافات بين المعارضة نفسها ويتمثل ذلك في المماطلة الدولية في تسليح المعارضة يقابلها دعم ايراني ومن قوات حزب الله خلقت واقعا جديدا في المعادلة على الارض في الوقت الذي لا زالت الدول الداعمة للمعارضة ومنها اصدقاء سوريا تدعو لاجتماعات هنا وهناك وليس اخرها مؤتمر اصدقاء سوريا ال11 المزمع عقده يوم غد في الدوحة لمناقشة سبل دعم المعارضة السورية . هذا التراخي الدولي بدعم المعارضة مضافا اليه تشتت المعارضة وعدم تجانسها ورفضها المشاركة في المؤتمر والانتصارات التي يحققها الجيش النظامي على الارض كلها تدعو الى التشاؤم وليس التفاؤل بامكانية عقد المؤتمر واغلب الظن ان الجيش سيحسم الامر عسكريا قبل انعقاد المؤتمر وشتفشل المعارضة ذاتها بنفسها وينسى الناس الربيع العربي والرحمة للشهداء والعودة للاجئين الى ديارهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات