السادس في الطابور


ايا وطني كم أنا حزين عليك ومقهور ودمائي في عروقي غضباً تفور، كأي أردني حبك في قلبي محفور وأنا عليك غيور، وأنا في غيرتي عليك معذور، فكل الأردنيون تنامى لديهم الشعور بأنك في رياح الربيع العربي أمسيت تمور ... وأخشى ما أخشاه أن تكون السادس في الطابور.... فساساتنا نائمون في كل قعر وفي كل أحفور.... لا هم لهم سوى حلب المواطن وعصر المعصور.... وجلب كل معارض لهم ( مغفور) فالرحمة فقط عند رب السماء ولا ذنب عندهم مغفور، وأحلامنا قد وئدوها ولن ترى أبداً النور، وإذا ما ألم بالوطن ألم كان مأواهم الجحور والشعب وحده من يملئ دفاعاً عن ثرى وطنه الثغور.
هل بغير الرجال تُشد الظهور؟؟!
يا وطني لم ولن يكون لك سور، وعلى ترابك الكل يستطيع العبور وتقسم رغيفنا مع ضيفنا بكل سرور ولا تلقى منهم حامداً لك ولا شكور ويقللون من قدرك ويستوطنون "حيطك" والسور بكل تبجح وبكل غرور يأكلون حقوقنا بهتاناً وزور ويدوسون ما قدمنا لهم من زهور!
هل يعقل صاحب البيت أن تكون بيد ضيفك مأسور؟؟؟!
وزرائنا كالحملان في مرتعها تدور ولكن إذا كشف عنها المستور، وعلى الحبال أصبح غسيلهم القذر منشور،صار ملاكهم كما الكلب المسعور،وأعيان بعمر الديناصور يقطنون مجلساً من قلوبهم مهجور وعيونهم طمعاً تقدح بالشرور أما نوائبنا فلا يزالون مشغولون بالقشور ومع الرياح ذهبت وعودهم والنذور، ممثلين عنا ومصيرنا في يدهم أصبح مأسور، والمتيقظ فيهم من سكرة ليلة أمسه مازال مخمور، ففسادهم نخر ما تبقى من العظم المنخور، واستنزفوا الخيرات فنفذ المدخور وبدأت العيون في الرأس تغور، والأمعاء خاوية والجسد أبلاه الضمور، وضاق بنا ذرعنا وضاقت بهمنا الصدور وأمسى خاطرنا منكم جميعاً مكسور فالسلطان والمال في يدكم أنتم فقط محصور.
في بلدي كل قصر من القصور تفوح منه رائحة البخور دقت على أبوابه يافطة رسم عليها جماجم وساطور وكتبت تحتها عبارة " قف" ممنوع المرور، لا تقترب فالمكان محظور محظور لا تصور لا تنظر حتى إلى السور أبقى بعيداً إذا أردت أن تبقى في هذه الدنيا مذكور، وإياك ثم إياك أن تكون جسور، وإلا سيكون دمك مهدور،فقلد وعدونا عندما ولدنا أن نملئ كل القبور وهل سيرأف بضحيته يوماً القاتل المأجور؟...... يا ليت بيتنا الأردني مثل قصوركم دائماً محمي ومعمور .... لكنا صقوراً نعيش بمهابة مع الصقور ولا ينظر إلينا "كفزاعة" لا تخيف حتى الطيور في أرض عقيم لا تنبت فيها البذور.
يا من ملكت بيدك زمام كل الأمور، الكثير من الأسئلة في خُلد الأردني الصبور تدور وعلى أي إجابة تعذر عليهم العثور والشعب في سؤالها لك مجبور فهل هناك من جواب يروي ظمئ الجذور؟ ويشفي لهم غليلهم ويريح لهم الصدور؟أم أنه سيلقى كالعادة جواباً من الحقيقة مبتور؟؟؟
 هل سيبقى الدستور كما الكتاب المسطور صالحاً لكل الأزمان ولكل العصور وأي تعديل عليه يعتبر كفرٌ وفجور؟
هل قدر علينا أن نعيش دهوراً وراء دهور كلاعب في الملاعب مغمور، وإلى متى سنبقى نمد أجسادنا جسراً يعبر عليه سادتنا إذا استعصى عليهم العبور؟
هل أبدلت أحلام العصافير بكوابيس النسور وهل ربطت راحة بالنا بجلسات أخوة السرور؟
هل قدر علينا أن نكون رقم في طاولة "روليت" تدور ؟هل ربط إصلاح حالنا بحجر نرد على الطاولة منثور ؟
هل ربطت خرافة محاربة الفساد بأن نثور أو لا نثور؟
هل قدر على الشعب أن يعيش كالطرطور عندما ترتبون في بلده الديكور؟
هل نحن السادس في الطابور وهل سيأتي علينا الدور في استئصال الباسور أم أن ما يدور أشبه بطهور؟
هل ستبقى خيرات أرضنا البور مدفونة تنتظر اليوم المنظور؟
أيها السادة يا من كنتم معنا في هذه العجالة حضور، اقرءوا الفاتحة عن روح وطني المغدور فلم يعد هناك من حي فيه يقرأ ما بين السطور.

بدم د. ماجد احمد الحياري



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات