أزمة الطاقة وكفاءة النظام السياسي!!


تمثل أزمة الطاقة بالأردن نقطة تحّول مفصلية في مستقبل استمرار الدولة، ويبدو جلياً حالة العجز الحقيقي في إيجاد حلول لهذه الكارثة المتنامية يومياً والتي تفاقمت بسبب الانقطاع المستمر في إمدادات الغاز المصري، ويُعتبر حصر أزمة الطاقة بمشكلة الكهرباء خطأ كبير لأن الأزمة أكبر من ذلك بكثير وتشمل عناصر أخرى كالنفط والغاز. ومن المخجل جداً أن يقوم رئيس الحكومة بتهديد الشعب الأردني كل صباح بالصعقة الكهربائية، على الرغم من الحقيقية المرة التي يؤكدها الاقتصاديون بأن قرار رفع أسعار الكهرباء يعتبر حلاً ساذجاً جداً لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يسهم ابداً في الخروج من هذه الأزمة. 
تتصاعد أزمة الطاقة بسبب الظروف التي تعصف بالمنطقة، ويزداد استهلاك الطاقة بكميات كبيرة نتيجة الزيادة السكانية بسبب إرتفاع أعداد اللاجئين والذي تقدر نسبتهم بحلول نهاية 2013 إلى ما يقارب 40% من عدد سكان الأردن، وهذا مؤشر خطير جداً يفرض علينا الإسراع بإيجاد حلول لهذه الأزمة.
دائماً هنالك حلول سياسية لأي مشكلة اقتصادية، والنظام السياسي الأردني مطالب بأن يستخدم جميع الخيارات والأدوات المتاحة وأوراق الضغط أو ما تبقى منها للخروج من هذه الأزمة، لذلك تعتبر أزمة الطاقة بالأردن اختبار حقيقي لمدى كفاءة النظام السياسي في إدارة هذه الأزمة، رئيس الحكومة عاجز ولن يستطيع عمل أي شيء ويحاول أن يبرر الأزمة ويقزمها بطريقة جداً ساذجة لذلك - الضرب بالميت حرام -، نحن اليوم بأمس الحاجة لمن يقود هذا الحل السياسي للخروج من هذه الأزمة.
يشكل الإستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة أو الطاقة النووية حلول إستراتيجية للخروج من أزمة الطاقة، لكن هذه الحلول تحتاج لتمويل مالي كبير ويتطلب تنفيذها وقت لا نملكه، والتأثير السلبي يتزايد يومياً على الخزينة والمواطن والاقتصاد الوطني.
إن تصاعد حجم المديونية مع تزايد حجم عجز الموازنة العامة بسبب أزمة الطاقة لا يمكن الخروج منه برفع أسعار الكهرباء بهذه الطريقة، الأمر أكثر تعقيداً ومن المفترض أن يُخطط له من قبل حكومات سابقة من خلال سياسات واعية مدركة لحجم التحدي وليس التخبط والتعثر بسياسات حكومية متضاربة ومتقاطعة.
إن الأردن يحتل المرتبة السادسة في العالم في الاعتماد على الطاقة المستوردة وهذا ايضاً مؤشر خطير جداً في ظل التحولات الكبيرة في قطاع الطاقة، ناهيك عن الفساد الإداري والمالي الذي رافق إدارة هذه الأزمة حتى بلغ مستوى الخطورة حداً لا يمكن السكوت عنه.
التحدي كبير والمواطن لا يمكنه ان يدفع ضريبة عجز الحكومات بالتعاطي مع ملف أزمة الطاقة، ورئيس الوزراء واهم اذا يعتقد بأن المواطن يستطيع أن يتحمل عبء هذه الأزمة، ومن غير المجدي الاستمرار بالتغني بأغنية " الأمن والأمان" وهذه الأزمة تهدد أمننا واستقرارنا، والله المستعان.



تعليقات القراء

ابراهيم خلف
نحن باقون وصامدون بالطاقة بالطاقية صابرون ، حتى لو بالطلاق مش بالطاقة وين بدنا نروح .....

لا نعرف الا الاردن حتى لو جار الزمن ........
17-06-2013 12:45 AM
wfaa
طيب ؟؟؟؟؟ والحل
17-06-2013 02:58 PM
سمير
رد من المحرر:
د.سمير الرجاء اعادة ارسال التعليق
18-06-2013 12:50 AM
سمير الحناوي
اولا حاول السيد حواتمه تشخيص مشكلة الطاقه وحدد معالمها بشكل أقرب مايكون إلى الدقه حيث وصف المشكله بالكارثه المتناميه وأضيف لها بأنها نزيف مستمر فالخسائر الشهريه بحدود ٧٥ مليون دينار.ثانيا:عجز الحكومات المتعاقبه عن معالجة المشكله.ثالثا:السبب المباشر للمشكله هو إنقطاع الغاز المصري،ولكن السبب الأهم هو سوء التخطيط والذي إعتمد خطة بدون وجود بدائل لتزويد الغاز المصري ولم يؤخذ بالاعتبار المخاطر السياسيه والأمنيه والإقتصاديه بالإعتبار وأهملها بشكل تام ولم يضع ضمن الإحتمالات إنقطاع الغاز المصري لأي من الأسباب أعلاه.وبالرغم من ظهور بوادر المشكله في عام ٢٠٠٨ إلا أن وزارة الطاقه إعتبرت هذه المشكله عابره ومؤقته.رابعا:عدم الإعتراف بوجود المشكله والرهان على القدر ومرور الزمن وحصول معجزه تحل المشكله،لكن زمن المعجزات إنتهى.خامسا:العمل باسلوب الروتين الحكومي القاتل والبطء الشديد في حل المشكله وحتى الآن لم يتم الإنتهاء من مرحلة الدراسات الأستشاريه لبناء محطة لتفريغ الغاز في وحتى يتم الاستيراد من مصادر بديله،وخسائر اربعة أشهر كفيله ببناء هذه المحطه.سادسا:البطء الشديد في تنفيذ مشاريع الطاقه المتجدده فالدراسات الحكوميه كانت تشير أن إستغلال الصخر الزيتي يصبح مجديا عندما يصل سعر برميل النفط ٣٥ دولارا ووصل ١٤٧ دولارا ويحتمل الإنتاج عام ٢٠١٦سابعا:أقرت الحكومه إستراتيجية قطاع الطاقه عام ٢٠٠٧ والتنفيذ الفعلي لها يراوح حوالي نقطة الصفر أي أن مؤشر عدادها لم يتحرك وبحاجه إلى صيانه أو إستبدال.ثامنا:التعامل مع موضوع إختيار وزراء الطاقه بأنهم وزراء لتكملة عدد الفريق الوزاري وليست وظائف فنيه وسياسيه متخصصه تحتاج لأصحاب المهارات وأصحاب القدره على إتخاذ القرارات‏،وقد تم تغيير حوالي ٦وزراء في فتره حوالي ثلاث سنوات حتى أن بعضهم لم يتمكن من معرفة موظفي الوزاره الرئيسيين ودوائر الوزاره فكيف به أن يتمكن من صنع سياسة الطاقه أو التمكن من السير في تنفيذ إستراتيجية قطاع الطاقه.تاسعا:أوافقك الرأي أن رئيس الوزراء قزم المشكله لان إصراره على تعديل التعرفه الكهربائيه وفي هذا الوقت الدقيق ضرره أكبر من نفعه فمبلغ الخمسين مليون لن تؤثر على خسائر شركة الكهرباء والتي تقدر بمبلغ مليار.وأخيرا أنا على إستعداد لمناقشة هذا الموضوع الهام بالطريقه التي ترونها مناسبه لأنني أزعم أنني مطلع.سمير الحناوي
رد بواسطة كاتب المقال
الاستاذ العزيز سمير حناوي،،،

قرأت تعليقك القيم بشكل دقيق ، وشهادة انك قد اثريتنا بمعلوماتك المتخصصة،وكلي امل ورجاء ان نتواصل للاستفادة من خبراتك ,,,,,
للعلم انا اكتب مقال كل يوم احد في هذا الموقع يشرفني جدا سماع تعليقك
18-06-2013 02:17 PM
سمير الحناوي
الأخ زيد حواتمه المحترم:تحياتي لك ولموقع جراسا،لقد كتبت في مشكلة الطاقه في جريدة الغد وفي مواقع إلكترونيه عديده وفي وقت مبكر للتحذير من هذه الأزمه،وحتى لا تكون الحكمه بأثر رجعي وبعد ان تكون الفاس وقعت في الراس ،كما يقول المثل وإن كل نقطه أثرتها في تعليقي المختصر-برأيي-يمكن أن أكتب فيها مقالا كاملا آملا أن تم ذلك أن تتسع صدور المسؤولين في وزارة الطاقه بشكل خاص والحكومه بشكل عام عام للنقد البناء وإن مس تقصير البعض منهم بشكل او بآخر،وأعتقد أن بعض ما يعانيه هذا القطاع ناتج عن هذا التقصير سواء بعدم أخذ القرار ،أو التأخر بأخذ القرار وبالتالي تحميل الخزينه الملايين ولا اكون مبالغا إن قلت المليارات.أكتفي بذلك الآن وبإمكانك وضع رقم هاتفك الخلوي او عنوان بريدك الإلكتروني لأتصل بك لتبادل الرأي حول هذا الموضوع الهام،ولك الشكر.سمير الحناوي
رد بواسطة كاتب المقال
الاستاذ سمير الحناوي المحترم،،،

وفقك الله وسدد خطاك ، وجزاك الله كل خير ، وكل الاحترام والتقدير على الرد والاهتمام ،، يشرفني طبعا التواصل معك zaid.alhawatmah@facebook.com
19-06-2013 02:36 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات