النسور يتجاوز كل الخطوط



ابراهيم ارشيد النوايسة

يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الصف ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3(.
فالله سبحانه وتعالى يمقت الإنسان في حالات ويرضى عنه في حالات، لو استعرضنا بعض الحالات التي يمقتها الله عز وجل، أحد أكبر هذه الحالات أن يكون كلامك في واد وعملك في واد آخر، هذا التناقض بين الأقوال والأفعال، هذا الكلام الذي يلقى للاستهلاك والواقع على خلافه، هذا الموقف الازدواجي، هذه الصورة ذات الوجهين المتناقضين، هذه الشخصية الازدواجية، تقترب من انفصام الشخصية، له شيء يقوله، أقوال يقولها، أفعاله تناقض هذه الأقوال، والحقيقة العالم اليوم أكبر نقص في سلوك البشر الآن أن الأقوال شيء والأفعال شيء، الأقوال معسولة غالباً بالنفاق الاجتماعي ..... والبرامج الاحتيالية .
الدكتور عبدالله النسور صرح في إحدى خطابته عندما كان نائباً في البرلمان الأردني بأن (الحكومات التي ترفع الأسعار مجرمة )، ولم نفق بعد من من صدمة رفع المشتقات النفطية التي كحلها بدعم المشتقات النفطية ، حتى صدمنا على رفع أسعار الكهرباء وقد برر النسور بأن الزيادة لن تتجاوز الواحد والنصف لن يشعر بها أي مواطن متدني الدخل أو متوسط الدخل !!! كلا يا دولة أبو زهير سيرافق رفع التسعيرة الكهربائية موجة جديدة من رفع الأسعار وسيشعر بهذا متندني الدخل ومتوسط الدخل فإن كلامكم المعسول والمستهلك قد رددناه إليكم .
فشلت حكومتكم في عملية الاصلاح السياسي والمالي والاجتماعي... بل إن دور مجلس البرلمان الأردني السابع عشر كان هامشياً ولم يحقق أدنى طموحات الشعب الأردني في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال تحسين الحياة المعيشية أو السياسية بدون الاعتداء المستمر على جيوب الفقراء من عامة الناس .
لقد كانت أهم أسباب انحطاط الحضارات القديمة تهميش دور شعوبها وانتشار الفقر والبطالة وغلاء الأسعار أعتقد بأننا قد وصلنا إلى هذا الحد ولن تفهمونا إلى عندما تخرج الأمور عن السيطرة وفي وقتها لن ينفع الندم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات