القرد وقطعة الجبن


في قاعة المحكمة وقبل أن ينطق القاضي بالحكم أنهمرت الدموع من عينيهما وقاطعتا القاضي عندما شعرتا بالظلم ( أرجوك سيدي القاضي قبلِنا بهذه القسمة اعطنا ما تبقى من قطعتي الجبن... كفاية بأة الله ميو.. ) القاضي القرد او القرد القاضي وبكل شفافية ووضوح : ايتها الهرتين فإن رضيتما بهذه القسمة فإن العدل لا يرضى واتى على ما تبقى من قطعتي الجبن منهياً بذلك حكم المحكمة ، خرجت الهرتان في حالة ذهول... يرددنا ان العدل لا يرضى ........ان العدل لا يرضى ......
هذه القصة الخيالية الرمزية وبعد أن أجرينا عليها تعديلاً بسيطاً ما زالت ترتسمُ في مُخيلتنا منذ الصغر ونتعجب من دهاء وحنكة القرد عندما اختارته الهرتين ليحكم بينهما على اقتسام قطعة الجبن ، حيث بدأ القرد بمكيال أعوج عندما قسم قطعة الجبن الى قسمين وجعل واحدة اكبر من الأخرى ووضعهما في كفتي الميزان حيث رجحت الأولى عن الثانية فقضم الأولى لترجح الثانية وهكذا حتى النهاية ، حيث أصبحت هذه القصة مدخلأ أو مبدأ أو نظرية للتلاعب في مصير او حقوق الآخرين

والسؤال هنا : هل ستطبق الحكومة مبدأ أن العدل لا يرضى؟ والمنبثق عن نظرية القرد وقطعة الجبن في ما يخص القضم من جيوب المواطنين في كل شاردة وواردة والاستقواء على جيبة المواطن المخزوقة جراء ارتفاع جميع اسعار السلع ومصادر الطاقة وعلى وجه الخصوص الأن الكهرباء ،حيث أن الحكومة تمهّد توجهاً لرفع أسعار الكهرباء وتبدأ دائماً بالاعلام حيث بدأت التسريبات الشبة رسميه من خلال وسائل الأعلام المختلفة وعندما قامَ أو سيقوم التلفزيون بالبث على شريطه الأخباري العبارة التالية " توجه حكومي لرفع أسعار الكهرباء " وذلك حتى يكون المواطن قد تم تهيئته وعلى استعداد ليمتص أو يبلع هذه الضربة تدريجياً كما بلع سابقاً وامتص ضربات ناتجه عن توجهات أو خوازيق حكومية مماثلة ، حيث أن عملية البلع أو الزرط اسهل من عملية الطحن أو القرط وأن من يوجه لك الضرب وجهاً لوجه أفضل من الذي يغدرك بطعنة من الخلف وهذه تعتبر ميزة ايجابية تمتاز بها حكوماتنا .

ومن المحُزن حقيقة التصريحات الحكومية بأن شريحة كبيرة من المواطنين لن يطالهم هذا التعديل وكأن الحكومة تخاطب اغبياء ؟؟؟؟؟ ألا تعلم الحكومة أن الشركات المنتجة والتي تعتمد بشكل أساسي على الكهرباء ستقوم بتحميل هذا العبىء على السلع والتي سيتحملُها المستهلك النهائي وهو المواطن أي مايسمى " بنقل العبءالضريبي إلى الأمام أو تصاعدياً " نقول للحكومة كفاية بأه أبقوا لنا شيئاً وعلى الأقل الكهرباء التي هي ملاذنا الأخير بعد ان فجعتمونا بمحبوبة الملايين صاحبة الألوان الأزرق و البرتقالي ،والاخضر، والرمادي ، لكن هنا نقول مرة اخرى للحكومة ان الذهاب إلى رفع أسعار الكهرباء يعني الموت هناك ، والسؤال هل سنردد كالهرتين ان العدل لا يرضى؟....لكن ........ الزمن.......... عندما ترفع الحكومة اسعار الكهرباء عندها نخلع القابس عن الثلاجة ونركل صوبة الكهرباء وتتوقف الصناعة ونتحول مباشرة إلى الغاز الحيوي مطالبين الحكومة بتخفيض ودعم اسعار الفجل وتوفير جاعد لكل واحد قاعد مع ضرورة الغاء فصل الشتاء والخروج من الخريف إلى الربيع مباشرة ونعاهد الحكومة بأن لا يكون طول حبل الغسيل أكثر من متر مع خمسة ملاقط فقط ولن يكون هنالك غسيل من اصله وبالنسبة للأستحمام فلن نستحم سوا مرة واحدة بالسنة لتوفير المياه لبرك السباحة ، ولن يكون هنالك سوا قميص وبنطلون واحد لكل مواطن مع دشداش لغايات الغيار فقط .

على المستوى الغذائي : فاننا نعد الحكومة بأن نعمل بروشورات تثقيفية تشجع لا بل تجبرالمواطنين أصحاب الدخول المتواضعة على الرشاقة وتخفيف الوزن إلى النصف ولهذا سنعمل بحديث رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام "صوموا تصحوا" .

على المستوى البيئي : فاننا لن تنفس حفاظاً على البيئة ، وسننخرس ولن نتكلم بكلمة واحدة توفيراً لحروف اللغة وسنقوم بتأسيس حزب "الخُرسان والطرشان" توفيراً للسمع واللقلقة وأن تكون مطالبنا بجحر العيون والعظ على الشفايف .

متمنياً للحكومة أن تكون عفواً شفافة وواضحة وأن تنجح في سد عجز الموازنة من جيوب المواطنين ، وأن تترك الفاسدين بين عمان وأوروبه طائرين وبفلوس الغلابة عايشين متنعنشين ومبسوطين .

حماك الله يا وطني وحمى القائد والشعب ، ويا ايها القارب الصغيرانك تحمل اكثر من طاقتك وان الكاباسيتي بتعتك لا تحتمل اكثر من هذا واننا نخاف عليك من الغرق حماك الله .........حماك الله..........حماك الله ...........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات