بعد أن كاد أن يتجاوز عدد ما يدعون ( بالأصدقاء ) على صفحتي "الفيسبوكية" أربعة ألاف، وتنبّهت إلى أنه محظور علينا أن نتجاوز رقم خمسة الآلاف، استغليت فترة بقائي في المنزل بسبب المرض اللعين، وبدأت بمراجعة قائمة هؤلاء ( الأصدقاء )، فذهلت من حجم الأسماء المزيّفة والصور الوهمية التي تسرّبت بين قائمة أصدقائي وتدّعي صداقتي!

وجدت من بينهم عددا كبيرا من الأسماء المكررة والحسابات المغلقة والتي تظهر أحرفها باللون الأسود بدلا من اللون الأزرق الإعتيادي، حسابات كثيرة لم يكن بالإمكان فتحها ومعرفة من هم أصحابها بالرغم من أنهم يدّعون صداقتي. بعض الأسماء كانت لأجانب لا يعرفون العربية ولا أذكر أنني قرأت كتاباتهم ولا يمكن أن يكونوا من القارئين لكتاباتي أو متابعة أفكاري واهتماماتي، فما هو أسلوب التواصل بيننا حتى ندّعي صداقة وهمية!

بعض الأسماء كانت لفتيات بصور مثيرة جنسيا، لم أكن لأسمح بوجودها ضمن قائمة أصدقائي.

عجبت من أن كثيرا من الأسماء إذا قمت بالتأشير عليها لفتحها ومعرفة أصحابها، كانت تفتح صفحتي بدلا من صفحتهم، فأيقنت أي أسلوب تحايلي كانوا يستخدمونه بإستخدام اسمي وصوري ومعلوماتي بدلا من شخصياتهم المشوّهة.

بدأت بإلغاء هذه الصداقات المزيفة ونجحت بإيصال العدد لثلاثة آلاف وخمسمئة والعمل جار لتخفيض الرقم لما هو دون ذلك. حذفت من صداقتي بعضا ممن يتطرفون بآرائهم الفكرية بمختلف توجهاتها ولا أرغب أن أتواصل معهم في حوارات عقيمة ولا يهمني أن أكون جسرا لأفكارهم المتطرفة والمنحرفة.

 

أدعو كل من يستخدم "الفيسبوك" إلى تدقيق قائمة أصدقائه، خاصة وأنا ألاحظ أن البعض يتيهون برقم "خمسة الآلاف" فتراهم يكادون يطيرون عن الأرض زهوا ويتقافزون كالبطاريق بينما و (ربما ) في حقيقتهم لا يستطيعون التواصل مع صديق حقيقي واحد. نعم هو واقع افتراضي لكنه محسوب علينا ولا يجدر بنا أن نتركه ليصفنا بالصفات التي تسيء إلينا ولسمعتنا، خاصة وأننا نستخدم تعبير "الصداقة" والذي هو من أسمى التعابير ويكاد يصل إلى تعبير "الأخوّة". إن تعبير "صديقي" لا أستخدمه بتلك السهولة وأعتقد أنني إذا منحته لشخص فعلينا ( كلينا ) أن نكونا جديران به.