صواريخ أس 300 و القلق الإسرائيلي


تطل علينا الذكرى السادسة والأربعون للخامس من حزيران التي هزمت فيها الدول العربية على أثر تدمير سلاح الجو والقواعد العسكرية العربية بهجوم كاسح لطيران العدو الصهيوني. فأصبحت عقدة الطيران الاسرائيلي مهيمنة على العقل العربي،وأصبح الجيش الصهيوني الجيش الذي لايقهر بفضل قوته الجوية الضاربة.

وبرغم الاستعدادات والحشد الهائل الذي أضافه الزعيم عبد الناصرلإزالة آثار العدوان الصهيوني، ومعه حليفته سوريا، إلا أن هذا الشعورالمرعب لطيران العدو ظل قائما في العقل العربي، إلى أن كانت المواجهة التي حدثت بين قوات حزب الله عام و2006 وكانت نتيجتها صمود هذه القوات الشعبية المسلحة بالإيمان والتضحية،وتمكنها من دحر قوات الصهاينة وإخراجها من لبنان بدون مفاوضات أو شروط.

فتنبه بعض القادة العرب على أن بالإمكان إلحاق الهزيمة بالعدو بالإعتماد على سلاح الصوا ريخ الذي أثبت نجاعته في تدمير قوات العدووإلحاق الأضرار بالبنى التحتية له, فبدأت قوى المقاومة في لبنان وفلسطين تعتمد هذا السلاح للنيل من عزيمة العدو، وكذلك دول المواجهة ،وفي مقدمتها سوريا التي أدخلت في عقيدتها القتاليةتطويرا هاما و هو الإعتماد على هذا السلاح وعلى القوات الشعبية الظهير والسند لقواتها النظامية.

وجاء العدوان على سوريا منذ أكثر من عامين بعد أن أدركت القوى المعادية تنامي حجم قوة الردع السورية، والمتغيرات الجديدة على أسلوب القتال،وتمكنت بأساليبها القتالية الجديدة من صد الحرب القائمة عليها ، وتحقيق انتصارات على أعدائها وقلب موازين القوى لصالحها ، مما أجبر أعداءها للدعوة للحوار والتحضير لمؤتمر دولي، للوصول للحل السياسي، وكان للموقف الروسي المبدئي الذي وقفته القيادة الروسية بقيادة خليفة لينين الرئيس بوتين الأثر الكبير في ثبات سوريا ووقوفها في وجه الحرب الكونية ضدها.وتجلى هذا الموقف الشجاع بالإعلان عن دعم سوريا بشبكة صواريخ حديثة قادرة على تمكين سوريا من الصمود وردع أي عدو يحاول الإعتداء عليها والنيل من وحدة واستقلال أراضيها.

فما هي ميزة هذه الصواريخ التي أثارت القلق والذعر لدى أعداء سوريا؟ إن صواريخ أس 300 ،هي صواريخ نوعية لم تكن متوفرة في أية دولة في المنطقة تستطيع إصابة أهدافها وتدميرها التي تقع على بعد أكثر من مئتي كيلو متر، أي أنها قادرة على تغطية وحماية أجواء سوريا ، واستهداف أجواء الأراضي الفلسطينية التي يحتلها العدو. كما أنها تستطيع ضرب أي هدف مائي يحاول فرض طوق بحري على سوريا فهي توفر حماية للأجواء والمياه السورية ، وتمنع فرض أي حظر جوي في سمائها.

إن هذه الصواريخ تمثل إضافة نوعي للقدرة العسكرية السورية، وتنعكس بشكل إيجابي على الموقف السياسي لسوريا ، مما يعزز دورها كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، ومن هنا يأتي تأثير هذا الموقف على ما يسمى بالتسويات التي تحاول أمريكا وأتباعها تمريرها والمتمثلة في تبادل الأراضي الفلسطينية مع العدو الصهيوني.

كما إن القوة العسكرية الجديدة تعزز من صمود سوريا في مواجهة الحرب التي تستهدفها ، وتنعكس على وحدة الشعب وتماسكه مع جيشه وقيادته.

لقد أعلنت سوريا أنها مع الحل السياسي والحوار، ويتعزز هذا الموقف يوما بعد يوم بسبب الإنتصارات التي يحققها الجيش على الأرض. أما المعارضات السورية فقد تشتت وتتغير موافقها وليس لها رؤية مشتركة بسبب تأثرها بالقوى الخارجية المرتبطة بها, وستظل رهينة الأجندات الخارجية لأنها معارضات لا وطنية ومشبوهة بمسلكها العام.

لقد صرح الصهاينة بأنهم سيمنعون وصول صواريخ إس 300 إلى سوريا بأي ثمن!! لكن يبدو أنهم يغطون في نوم عميق أو سكرةلم يفيقوا منها بعد، فالصواريخ بدأت بالوصول والتموضع في الأراضي السورية وأصبحت بأمرة قوات الردع المناسبة لتحرير الأراضي العربية في الجولان وفلسطين وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين.

حسن عجاج عبيدات



تعليقات القراء

الله محيي الجيش الحر
الله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحرالله محيي الجيش الحر
01-06-2013 02:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات