من هو الفائز بالحرب على سوريا


ان المتتبع والمراقب للذي يحصل على ارض سوريا يصاب بالذهول والحيرة بحيث أصبحت سوريا العروبة عبارة عن جحيم وقودها الشعب السوري سواء كان مع النظام او ضد النظام وكذلك وقودها الجيش العربي السوري ومقدراته وإمكانياته بل وتفكيكه والذين يسعون لإنهاكه او إنهائه هم أبناء جلدته بل هم من دفعوا الأموال لتجهيزه على مدى عقود من الزمن وكذلك وقود الحرب على سوريا هي مقدرات الدولة السورية بكل مقوماتها وإرجاعها الى القرون الوسطى وتدمير حضارتها الممتدة عبر التاريخ وهذا كله حصل ويحصل بتفكير وتدبير أعداء العرب والإسلام والحاقدين على هذه الأمة والجميع من هؤلاء كل منهم ينفذ مخططاته وأجندته ويراعي مصالحه على حساب سوريا العرب والأمة العربية فمثلا امريكا والعالم الغربي فهذه الحرب على سوريا تعتبر بالنسبة لهم جاءتهم هدية من السماء ويدعمون المعارضة ويشجعونها بقدر معلوم ومحدود بحيث لا تنتصر لكي تطول الحرب أكثر وقت ممكن طالما وقود هذه الحرب هم ابناء الشعب السوري الواحد وهذه النظرة للغرب لكل العالم العربي والإسلامي . وهم أي الغرب لديهم حقد دفين وكراهية تصل الى حد العقيدة على العرب والمسلمين وفوق كل هذا هذه الحرب تصب بمجملها في صالح الكيان الصهيوني وتجعله يتمدد ويتربع على عرش الشرق الأوسط بأكمله ويثبت قواعده ويستبيح فلسطين وأقصاها من البحر إلى النهر ، ولربما القادم افظع من عدوان إسرائيل على الدول العربية وها هي الدول العربية تتسابق لإقامة العلاقات والصداقات مع الكيان الصهيوني منها ما ظهر ومنها ما بطن اما الجانب الاخر من الدول التي تدعي انها تقف مع بشار الاسد فهي كذلك تبحث عن مصالحها فمثلا روسيا بالذات لم يبقى لها موطئ قدم بالشرق الاوسط سوى سوريا بعدما وافقت على ضرب العراق وتفتيته واحتلاله من قبل الغرب الظالم مقابل السكوت عنها أي روسيا لجرائمها على الشيشان والفتك بهم وارتكاب افضع الجرائم وأبشعها بحقهم , وزد على ذلك المليارات التي دفعت لها من قبل دول الخليج وهذا كله ثمن بدل السكوت على احتلال العراق وتفتيته وكذلك الان فهي تبحث عن الثمن المجزي لها غير بيع الاسلحة لسوريا وايران وهم متفقين أي الروس والأمريكان على إدامة الحرب على سوريا لتنفيذ مصالحهم المشتركة ولكن كل حسب ما يصلح له طالما ان هذه الحرب وقودها العرب والمسلمين وتصب في صالح اسرائيل وهي المستفيدة الأول من هذه الحرب . اما بالنسبة لايران فهي كذلك مستفيدة بالرغم من استنزافها بتزويد النظام السوري بالسلاح والمال والرجال ، نعم ايران مستفيدة مثلها مثل اسرائيل فمثلا خلال مدة الحرب الحالية على سوريا لم يفتح الغرب فمه ولم يسأل عن برنامج ايران النووي لا من قريب ولا من بعيد وهذا بحد ذاته مكسب لايران لان البرنامج النووي بالنسبة لها حياة او موت وكذلك ايران تعتبر نفسها هي سيدة الخليج العربي أي الفارسي بالنسبة لها وهي من تقارع الغرب وتفاوضه على تقاسم النفوذ والمصالح على الخليج العربي وهي من تحسب نفسها اهم اللاعبين في مصير الشرق الأوسط بأكمله مثلها مثل اسرائيل وتركيا لذلك هي من فكرت وصنعت حزب الله اللبناني وهي من دعمت المقاومة وكل هذا مقابل ثمنه أي جعلها لاعب رئيسي بالمنطقة وفرض اجندتها والحفاظ على مصالحها وهي أي ايران بصنعها لحزب الله ودعم المقاومة جعلت من الشعوب العربية من يقف معها والى جانبها ويتعاطف مع وجهة نظرها طالما ان موقفها المعلن هو ضد اعدائنا جميعا اسرائيل وامريكا فانا كمواطن عربي حينما حارب نصر الله اسرائيل في لبنان كنت على استعداد ان اقبل يديه وكذلك المجاهد الذي حارب في غزة انا كمواطن عربي ومسلم على استعداد ان اقبل رجلين المقاتل والشهيد لان إسرائيل هي عدوتنا وعدوة الله وعدوة العرب والمسلمين لذلك ايران عرفت كيف تستهوي الشعوب العربية ، وهي الان لها كلمة يحسب لها الف حساب على صعيد ما يجري في سوريا والشرق الاوسط بأكمله والتحكم في مستقبله وهي من اللاعبين الكبار في المنطقة وهذا كله يعرفه الزعماء العرب ويتغاضون عنه بل ويدفنون رؤوسهم بالرمال وكأنهم أي الزعماء العرب عارفين ومتيقنين انهم جاءوا بصناعة امريكية ولا حول لهم ولا قوة مما هم فيه وما يجري ويفرض عليهم بل اغلبهم من ينفذ الاجندة الخارجية ضد شعوبهم والزعيم العربي يروق له ان يسمع المديح وقول الشعر به وتمجيده وجعله الحاكم الملهم والمنقذ لهذه الامة ولولاه لحصل الطوفان وهذا بالطبع نفاق وكذب ورياء فمثلا لو اخذنا حاكم سوريا فلو هذا الحاكم استمع لشعبه من البداية ونفذ مطالبه وهي عبارة عن مطالبة بالعيش الكريم والمساواة والكرامة لجنب سوريا عش الدبابير الذين يتقاتلون على سوريا ولما وصل الامر لما سوريا هي فيه الان ، ولو طبق هذا الحاكم الملهم قوله انه بلد المقاومة والممانعة وأعلن الحرب على اسرئيل قبل بدء الاحداث المؤلمة على سوريا السؤال له ؟ هل باستطاعة اسرائيل ان تبقى سنتين ونصف في حالة حرب مع سوريا وهل خسائر الشعب السوري وممتلكاته والقوات المسلحة تصل الى ما وصلت عليه الان ولماذا يا سيادة الرئيس لم تعلنوا الحرب على اسرائيل وتسترجع الجولان وحينها يكون الثمن المدفوع مهما كبر مقبول لدى الشعب السوري والأمة العربية . ويكون موقف الشعب السوري بأكمله خلف القيادة السورية وتكون الشعوب العربية من المحيط الى الخليج بالتأكيد هم داعمين للشعب السوري وجيش سوريا ولو عنفا عن حكامهم لكن ياللاسف تم تضييع سوريا بالخطابات والشعارات الكاذبة ، بل القيادة السورية تريد من يحارب عنها بالوكالة وبلعت طعم إيران وحزب الله وهنا يجب التوقف ولو قليلا والقول سرعان ما انكشف حقد وزيف ايران وحزب الله من ادعائهم بالمقاومة ومحاربة اسرائيل بحيث اتجهت جميع الاسلحة بكافة انواعها الى مدينة القصير السورية من قبل حزب الله ومن يدعمه وأصبحت مدينة القصير بالنسبة لهم هي القدس داخل اسرائيل بل وأصبح مقام سيدتنا زينب بالشام محتل من قبل اليهود بنظر ايران وحزب الله لذلك انكشف المخفي والمستور لهؤلاء وثبت باليقين ان هؤلاء طائفيين وحاقدين ويستعملون المقاومة لتنفيذ أهدافهم وأجندتهم وهنا قول حق يراد به باطل وبالتالي تم التقاء مصالحهم مع مصالح اسرئيل والأمريكان وجميعهم يعمل على تدمير سوريا وها نحن العرب الان كافة نبحث بل ونتسول اعداء الامة شرقا وغربا ان يجدوا لنا من يخلص وينقذ سوريا مما فعلت أيادي ابنائها بها ولكي يتم انقاذ ما يمكن انقاذه من سوريا العرب وللحقيقة ان جميع المتحاربين على سوريا هم عبارة عن إطارات للسيارة التي يتم تبديلها وقت الحاجة وليس هم من يصنع ولا هم من يقود لذلك السؤال الكبير من هو الفائز على سوريا نعم أنها إسرائيل وأعداء الأمة .

الناشط السياسي
عبد العزيز زطيمة
26/5/2013



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات