شكراً لمن يُعْلِمَكَ قَدْرَكَ .. !!‏


قديماً قالوا: " إسْمَع من اللي إيبكّيك، ولا تِسْمَع من اللي إيضَحِكّك"، حكمة يُرددها ‏الكبار ولم نَعقِل معناها جيداً، ففي حادثة المركز الثقافي الملكي تتجلى قيمة هذه ‏الحكمة إيَمَا تجلي، فشكراً لمن أعْلمَنا قدْرَنا وقيمتنا، لقد هُنّا على أنفسنا وهُنّا على ‏الناس، كيف لا؟!، إذا كنا نحن الأردنيون لا نقيم لبعضنا وزناً ولا قيمة ولا حُرُمَات، ‏ففي الجامعات الأردنية كل يوم مشاهد تجعلنا في الدرك الأسفل لِسُلم القيم ‏الإجتماعية، وفي مظاهر التعبير أو ما يُعرف بالحِرَاكات نتصرف بلا ضوابط وكأننا ‏من عالم آخر غير ذلك الذي أتى منه الدّرَكيون، وفي محاكمنا نتجمّع ونُفقِدُ إقتصادنا ‏المُتعثر ملايين الدنانير، وكأنها أموال عدونا اللدود، وعلى أبواب مستشفياتنا نترك ‏ألـَمَ الأحشاء والمفاصل يأخذ من الناس ما لم يَصِلَه ضنك العيش الذي يُعانون، ‏وكأنهم ليسوا إخوة في الدين والعرق والهوية والانسانية، وعلى الطرق نجمع قذارة ‏الدنيا ونُرتبها بإشراف مندوبي الصحف ليرصدوا مشهداً يدل على معنى لم يستطع ‏بعضهم التعبير عنه بالكلمات والجُمَل، وغير ذلك كثير من مشاهد الهوان التي أردنا ‏أن يعلمها القاصي والداني عنّا وعن تاريخنا وأصولنا وقيمنا وتراثنا، بقي فقط أن ‏نعتصم لتوقف إندفاع السوريين الى حدودنا كما يُشاع هذا الاسبوع.‏
إذا كنا نحن هكذا مع بعضنا، فلم نستكثر ما حدث في المركز الثقافي الملكي، إذا كنا ‏نقتل بعضنا قتلاً على أتفه الأسباب، ونقذف بعضنا قذفاً على أدنى الاختلافات، ونظلم ‏بعضنا ظلماً لمصلحة زائلة، ونبْهَتُ بعضنا بهتاناً في ما لم تقترف أيادينا، فلِمَ ‏نستكثر ما حدث في المركز الثقافي.‏
في العرف العشائري هناك أشخاص ليس لهم حقوق منهم " عارك ذيله"، فلِمَ ‏إنقلبت في زماننا المقاييس، أصحاب الحقوق مرفوضون، و"عارك ذيله" يُهَيّج ‏الناس ويهيجون له، ماذا جرى للعقل الاردني؟!، وأين العُقلاء إن غابت السلطة؟!.‏
أيها الأردنيون، أيها العقلاء، أيها العرب الاحرار، لن تعِتزوا إلا إن عزّت عليكم ‏أنفسكم أولاً، ولن تكون لكم كرامة إن قبلتم من أنفسكم إمتهان كرامة بعضكم، ولن ‏يهابكم أحد، طالما حَقّرتم بعضكم، ولن يسمع أحد أنّاتكم، طالما لم تشعروا مع ‏ضعيفكم، ولن يُناصركم كائناً من كان، طالما إستقويتم على بني جلدتكم، ولن ‏تُساعِدَكم دولة، طالما لم تؤيدوا دولتكم، ولن تغفر لكم أمّة، طالما لم تغفروا لأمتكم ‏زلّة.‏
أيها الاردنيون، يا من ليس لهم إلا ثرى الاردن، إتركوا السياسة لأهلها، وإتركوا كل ‏ذي شأن لشأنه، وأشغلوا أنفسكم بشؤونكم، فالغرب قامت حضارته على مبدأ الإبداع ‏في الاختصاص، كُل في مجاله عالم، أما نحن، فكلنا عالم في كل مجال، والحقيقة أن ‏لا مجال لنا في كل العلوم، وفي هذا الزمان إن لم نَعُد عن غيّنا وجهلنا لن يكون لنا ‏مكان في قادم الزمان، فإرحموا ذرارينا.... ‏



تعليقات القراء

محمد الطراونه
ابدعت ابا طاهر.
05-06-2013 08:05 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات