ألا بالمجد .. ألا بالغار أردننا والقفقاس


أنا من هناك،،، لي شجرة صنوبر وبيت كثير الشجر،،، دالية، وشجرة حور تطل على ذلك النهر المجيد،،، أنا من هناك،، منذ بدء الخلق وجدت، حضارة، تاريخا، وماض مجيد،،، أنا من هناك جُبلت، فكان دمي، فارسا يأبى إلا الوجود فوق جياد الشمس ليعلي كلمة نور الله أبى إلا أن يحق الله كلمته ولتعلون الكلمة أن لا إله إلا الله وحده لا نعبد إلا إياه ولو كره الكافرون،،، رغم ظلام السرمدي، فبئست تلكم اليد السودء، ورغمت أنوف الروس بقوا، وسنبقى،،، فبالقرمزي يا قفقاس...
سلامٌ على تلك الجبال الشامخات عزاً فوق حمى القفقاس الطهور، سلامٌ على العابرين من فوق بحر المجد مهاجرين لله، سيوفاً لدينه، وإخواناً لنبيه اختاروا الإسلام منهجاً، أعزة على الكفر أباة، غير حاني الجباه إلا سجودا للواحد القهار،،، فكانت الهجرة وما تكون إلا لله ، مسلمين أحنافاً لا نرضى سوى دين الله سبيلا، فكانت القفقاس، ومازالت، لوحة عشق خطت في سفر الأبطال حكاية هوى للأرض سطرها الأجداد بالدم حتى غدت قرمزية مكللة بالغار، لُحنت حباً حتى غدت ترنيمة موت علموا فيها شعوب الأرض كيف الحر يغار.
في الواحد والعشرين من أيلول في كل عام ، تعبر ذاكرة كل شركسي المحيطات والبحار إلى أرض الوطن الأم وجبالها الشامخات لتستذكر تلك الليلة التي ما عرف قبلها الشركسي لون الحداد، تلكم الليلة التي هاجر فيها الأجداد الوطن ، قتل الفارس الفرس، ودّع القفقاس بدمع العين حاملاَ إياها عشقاً، مقسماً أن العودة ستكون وشيكة وأن القيصرية لن تطال دين الله دام الدم يجري في عروق الفارس الحر الذي ما ارتضى يوماً الذلة ،،، قسّمت العائلات؛ قسم خرج حفاظاً على النسل ليتعلم الإسلام ويعود لتعليمه ، أما الآخر فبقي ليذود عن الحمى ... أخ خرج،، وآخر بقي،، والأخير استشهد والآخر ما وصل ...
امتلأ البحر بطهر الأجداد الذين قضوا نحبهم في ظلماته ، أما الباقون فقد نذروا الأرواح فداء للأرض وسيجوها بدماء العز نصرا، غلبة ومنعة، فما كانت الرجالات إلا هناك ، وحق حقا في سفر التاريخ أن يكونوا أمة خلت من قبلهم الأمم.
أما العابرون صعيدا طيبا مسلمين غير مسافحين، موحدين ناصرين لدين الله، أشداء على الكفار، وصل منهم الأردن الطهور ، خلعوا نعالهم تقديساً لأرض الأنبياء والمرسلين فكانت الهجرة لله وحقت، وما بارت تجارتهم بإذن العلي القدير.
دخل الفرسان عمّان، دخلوها آمنين، أقاموا على الجبل حتى أقاموا المدينة وأعلوا البنيان،،، دخلوا وادي السير ،،، شيدوها وكذا كانت جرش فالأزرق والزرقاء ثم ناعور ... .
عاش الفرسان في عمان والضواحي، سيجوها بالدماء، زرعوها عزاً وغرسوها حباً،،، غرسوا في الأبناء عشقها هوى وتتيماً حتى غدت جمر الفؤاد.
أتى الأمير عبدا لله بجيوش الثورة الكبرى، التحقوا بها فكان السمع والطاعة لحفيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، أصبحوا الحرس الملكي الخاص ورجالات الدولة في عهد الملك طلال - رحمه الله - حتى أتى الحسين العظيم الباني - تغمدت روحه رحمات رحمان - فشد على أيدي الأجداد بعد أن بايعوه بالدماء، فكانت الكرامة، وكنا أول من في الميدان، حفظناها يوم أن ضاعت، وأعدناها بعد أن غابت، وكانت النكبة فكنا الكتيبة الأولى التي دخلت لتذود عن قدس الله.
إنا نحن من سجينا عمان الحرة ومن حمينا الأردن بالدماء ، أسسنا مع الحسين وأعلينا البناء وكنا شجر الزيتون بعد أن بايعناه... غادرنا رفيق الدرب الذي أحببناه، وأتى المعزز عبدا لله الثاني،،، الكل جدد البيعة إلا نحن،، لأن بيعتنا متوارثة عهدا من الأجداد إلى الأحفاد، خلفه نسير حاملي الرايات جنداً لا نرضى الذلة ومن يحاول مسَ الحمى الغالي،، كنا الرماح والأسنة مشرعة قامات لا تلين ولا تستكين ولا ترويها إلا دماه .
بلادي إن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن ضنوا علي كرام،،،
سرق المقعد، وسجن العريف فراس، إما الإقصاء فهو حاد من المناصب والوزارات،،، وكل هذا مع وقع ذاك، ما كان منا الخوان، إلا أكفا رفعت لله تشكو وقع الحال، وصوت ينادي،،، واعـبـدالله،،،،
واعبدالله،،، ارفع الظلم باسم الله عنّا وأحق الحق يا ابن رسول الله، فالذئاب تتنازع على القصعة تريد تمزيق النسيج وتجريد الفارس من السلاح،،، متناسين هم لا نحن أنا أردنيون الإنتماء ولا شك بالولاء،، أما فراس فهو ابن الأمن العام وهو منه وإليه، فإنا جميعا للأردن منه وإليه عشيرة من عشائر الوطن الغالي اللاتي ترفض الذل والعار والمساس بتراب الوطن ورموزه.
أما القفقاس فظلت وستظل المهرة الحرة، وغدت المهجة من الفؤاد، نحمل اسمها بيارق ، نستذكرها بأسمائنا كل يوم ... بعائلاتنا ... بفروسية الرجالات منا ... تقترن أسماء الناس بعائلاتهم نسباً وتقرن أسماؤنا بها في كل يوم شرفا ووهجا ، شوقا،،، حنيناً،،، هوى وعشقاً،،، نترسمها ترنيمة لا تنمحي،،، عهداً ووعداً نحمله في قلوبنا، حيث يرتحل الناس فرادى ما بين البحار ، أما نحن فنرتحل ما بين النجوم لنذوب عشقاً.
نقف اليوم شموخاً يملؤنا الفخر بأجداد صنعوا التاريخ فقرت عيونهم، وخطوا بأسنة الرماح متلعات مضاجعهم دون الذلة إلا سجوداً للعلي الغفار ...
فكل السلام على العابرين،،، لكم منا السلام، وعليكم السلام ، أما أنت يا قفقاس، فسيبقى الرداء قرمزياً وإكليلك الغار، ودم الشهيد سقاك فشق الصخر أقحوانا عسجدا،،، ألا ارتويت كما ارتوت عمّاننا،، ألا بالمجد ألا بالغار،،، ألا بتاج الشمس قد كللت نصرا يا قفقاس...



تعليقات القراء

عماد ابزاخ
ابدعت اخت دينا بطرحك للموضوع بهذه العبارات والمعلومات تحاوايا بسوغ
22-05-2013 11:15 AM
نورس
صباح الخير كم هي جميلة كلماتك وكم هي رقيقة تلك المشاعر الساكنة في قلبك في دنيا جعلتنا نشعر بان العواطف والحنين الى المكان قد مات فينا امنياتي لكي بتوفيق ونجاح اللهم امين
22-05-2013 11:29 AM
Very Beautiful
What a great letter. Very elegantly composed and written.
22-05-2013 12:44 PM
ما فهمت شئ
بصراحه ما فهمت شئ... من كل قطر اغنيه.... ولا في جمله مفيده
22-05-2013 04:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات