ترافق الخريف السياحي مع الربيع العربي في الدول التي اجتاحها مايسمى بالربيع العربي وفي أثناء الثورات في تونس او مصر اوليبيا او اليمن تأثرت السياحة بشكل كبير ولم تعد تأتي الأفواج السياحية اليها وبالمقابل استفادت دول أخرى من هذه الأحداث مثل الاردن ولكن للأسف لم تزدهر السياحة كما هو متوقع نظرا لأسباب عديدة منها الترويج والتسويق الذي لم يرق الى المستوى المطلوب ومررنا بموسم الصيف الماضي بدون ان نستقطب أهل الخليج العربي بأعداد كبيرة نظرا لأنهم توزعوا على بلدان أخرى مثل تركيا ودول شرق آسيا وبعضهم حضر الى الاردن نظرا للأحداث في سوريا ولبنان ، وفي هذه السنة 2013 بالرغم من زيارة الرئيس الأمريكي الى البتراء لم تستغل ترويجيا بالشكل الصحيح.
ان من أسباب ضعف السياحة المحلية يعود الى ضريبة المبيعات وارتفاع أسعار الفنادق والنقل ، نظرا لارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات والمياه والخدمات الأخرى ، وازاء ذلك فان المواطن يلجأ الى السفر الى الدول المجاورة مثل تركيا لأن التكاليف فيها أقل من التكاليف داخل الاردن.
وقد ورد في مشروع قانون الموازنة للعام 2013 تقليص مخصصات هيئة تنشيط السياحة الى 6 ملايين دينار بدلا من 7ر9مليون دينار سابقا ، وهذا ينعكس على التسويق السياحي واستقطاب عدد أكبر من السياح ، لأن جلب السياح بدون ترويج لن يزيد اعدادهم بل يتناقص ، وهذا ناتج عن عدم تفهم الحكومة لأهمية الترويج السياحي . وكماهو معروف ان السياحة تعتبر رافدا رئيسيا لميزانية الدولة .
وما يميز الاردن هو التنوع في السياحات وتوفر الغرف الفندقية والمواصلات والخدمات الأخرى الى حد ما ولكن لم يصل الى المستوى المطلوب باستقطاب ملايين السياح مقارنة مع بلدان أخرى عربية أو أجنبية ومثال ذلك مدينة البتراء المصنفة من عجائب الدنيا ، ولكن للأسف لم يتم تسويقها بما تستحقه من مكانة عالمية ، بالاضافة الى ان توسعة مطار الملكة علياء سيساهم في رفع طاقته الاستيعابية من 5ر3 الى 9 ملايين مسافر سنويا. وكما يقال ان السياحة في الاردن تعتبر "بترول الاردن" ولكن الحكومات المتعاقبة لم تستطع ان تنافس دول الشرق الاوسط على الأقل في اعداد السياح.