جلالة الملك ينحاز للشعب في لقائه مع النواب


 إن جلالة الملك حسم الجدل حول هذا الموضوع ، لاعتبارات تتعلق بالمصلحة الوطنية ومسيرة الإصلاح باتجاه إقفال الباب أمام دخول النواب إلى الحكومة حاليا، وهو ما دعت إليه غالبية الفعاليات الحزبية والنقابية وحذرت منه شخصيات سياسية باعتباره قد يتعارض مع مبدأ الفصل بين السلطات.

كعادة جلالته ومن خلال قراءة الواقع الأردني كان لقاء جلالته بأعضاء مجلس النواب مهماً بتوقيته، لأننا نتابع في الآونة الأخيرة جملة من القضايا ألأساسية، ألا وهي التعديل الوزاري وإمكانية توزير النواب، حيث وضع جلالته إجابة لهذا السؤال، تمثلت بأنه لا يمكن أن يتم ذلك إلا بعد إجراء خطوات هامة تسبق توزيرهم.

و علل جلالته في لقائه إننا اليوم بحاجه ماسة إلى تحديث النظام الداخلي لمجلس النواب ، وإنجاز مدونة السلوك التي تم طرحها سابقاً، بيد أنها لم تنجز، حيث لا بد من تحديث النظام وتطوير الكتل النيابية كخطوات استباقيه لتوزير النواب , وهذا يعزز مفهوم التمكين الديمقراطي , ويعالج الاختلال هنا وهنالك وخير دليل طرحه ذلك في أوراقه النقاشية التي دعي جلالته يومها ضرورة إعادة النظر بواقع المجلس من حيث إعادة ترتيب البيت الداخلي .

إن في حديث جلالة الملك حول موضوع توزير النواب في المرحلة الراهنة يدفع عملية الإصلاح بالاتجاه الصحيح فهذا الموضوع بحاجة إلى مزيد من التفكير والدراسة خصوصا إن النواب غير مؤهلين لاستلام حقائب وزارية بسبب ضعف الكتل النيابية لأنها غير برامجية، كما أكد جلالة الملك على استعمال القوانين وتطبيقها بحزم تجاه العنف الجامعي والمجتمعي، وطلب جلالته من النواب تطبيق القوانين على الجميع.

هذا يعزز إن عدم رغبة جلالة الملك في توزير النواب حاليا يؤكد انحيازه إلى الرأي العام والشارع الأردني في عدم توزير النواب في هذه المرحلة التي تتطلب تشكيل كتل برلمانية تقوم على أساس برامجي صلب.

لعل من أهم القضايا التي تطرق إليها جلالته أمس خلال لقائه برئيس وأعضاء مجلس النواب قضية العنف الجامعي باعتبارها دخيلة على مجتمعنا الجامعي والمجتمعي، ولا تمت لعاداتنا وتقاليدنا بصلة، لذا كانت رسائل جلالته إلى النواب واضحة بضرورة العمل على معالجة هذه الظاهرة كون هناك مسؤولية كبيرة تقع عليهم باعتبارهم ممثلين للشعب، وذلك عن طريق وضع خطط مدروسة للحد منها وإعادة النظر في العملية التعليمية ومخرجاتها.

إن جلالة الملك يؤكد في جميع المناسبات أهمية نبذ العنف المجتمعي الذي يعتبر طارئا على مجتمعنا المبني على التسامح وقبول الأخر، مؤكدا ضرورة محاسبة كل المتورطين في إثارة العنف والفتن بين إفراد المجتمع الواحد.
وإن محاسبة المتورطين في العنف تتطلب تطبيق القانون بكل حذافيره لمنع تكرار المخالفة ولردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على الآخرين، الأمر الذي يوجب على السلطات الثلاث تطبيق مبدأ سيادة القانون وإشاعة احترامه بين الناس.

ولعل الأبرز هنا هو التأكيد الدائم إلى تعزيز سيادة القانون وتطبيقه بقوة وحزم ونزاهة بحيث يشمل الجميع دون استثناء، خاصة في ظل الملاحظة الشعبية التي سادت في الآونة الأخيرة على ضوء العنف في الجامعات على وجه التحديد، والمتمثلة بتراجع هيبة الدولة، والتي لا تعود إلا بتطبيق القانون.

إن جلالة الملك خلال لقاءاته المستمرة مع كافة فعاليات الوطن يركز دائما على القضايا التي تهم أبناء وبنات الوطن، والتي هي من أهم أولويات المرحلة، وفي صميم المسيرة الديمقراطية ضمن مسيرة الإصلاح المتكاملة التي يمضي بها الأردن تحت ظل الراية الهاشمية.
مع ضرورة احترام القانون واستمرار سيادته حتى نسير في الطريق إلى الدولة الديمقراطية الحديثة التي تستند إلى القانون والنظام كركيزة أساسية تعزز الحرية والعدالة لجميع أفراد المجتمع.

إن جلالة الملك متابع لكافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن مما يثبت إن جلالته يسبق الآخرين في تفكيره وفي سعيه لمعالجة كافة القضايا التي تهم المواطن الأردني سواء كانت داخلية أو خارجية من منطلق حرصه المستمر على وضع الجميع إمام مسؤولياتهم باعتبار إن الكل شريك في جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.



تعليقات القراء

علي مساعده
هذا عهدنا بسيد البلاد ادامه الله لنا ذخرا وسندا وعسى الله يصلح نوابنا ويهديهم. وبدل ما يدورو وزارات يدور على الاصلاح
14-05-2013 01:04 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات