الربيع العربي .. وتداعياته السلبية


 من وحي ما يدور الآن في مجتمعاتنا العربية من أحداث، استلهمت معلوماتي في هذا المقال من الحقائق الماثلة أمامنا ، وكنت أضع الخوف في تصوري على مستقبل الأجيال ، التي أخذت رغما عنها تجتر ويلات أخطاء الزعماء والساسة العرب ، وما آلت إليه الحالة المزرية للأوضاع السياسية في عالمنا العربي ، مع العلم بأن المجتمعات العربية وإلى حد قريب كانت تجند كل إمكانياتها من أجل الخروج بأزمات العالم العربي حالاته المعقدة إلى إنفراج يمكن أن يخرج هذه الشعوب من وضعها المحرج ، ويبعث فيها الحياة ، ويزحزحها ولو قليلا من حالة السكون والذل والخنوع إلى حالة الانبعاث ، وتحريك الأجيال وبث روح التفاؤل فيهم ، عن طريق إيجاد متنفس لهم ، وفتح الآفاق أمامهم نحو الحياة والانفتاح والحرية التي ما كانت تلك المطالب يوما سوى حلما يراود كل إنسان واع في هذه المجتمعات .

وما أن ألقت نسائم ما يسمى بالربيع العربي ظلالها على الشعوب العربية التي أمضت من الزمن عقودا ترزح تحت نير الاحتلال العربي للعربي ، وشراسة الطغمة الحاكمة للإنسان العربي المحكوم وهو ملقى على حصيرته ، في بيته يعيش فقرا أليما ، وسحقا لئيما لكل من يبحث عن الحرية ، أو مجرد النطق بها ..

كم كنت أتمنى بعد أن جاء اليوم الذي أصبح فيه المواطن العربي حرا بما تعنيه الكلمة بكل معانيها ، وقد تنفس نسائم الحرية بكل حرية وأمان ، ولكن المؤسف أننا أصبحناإلى جانب هذه المكاسب ، التي دفع ثمنها آلاف الأبرياء في بعض الدول العربية ، أصبحنا كما أسلفت نستهجن كل ما نراه من ردود فعل سلبية وتفسير خاطيء واستغلال قبيح لمفاهيم الحرية لدى مجتمعاتنا وشبابنا .

بل وإن من الأغرب من هذا كله .. أننا بتنا نرى أناسا عملاء لا ناقة لهم ولا جمل بكل ما حدث ، نراهم وهم يقاسمون القصعة لوحدهم ، بل وقد بات هذا التقاسم حكرا على أناس غير وطنيين ، ولا تربطهم بالعروبة سوى مناديلهم ، لا بل ونؤكد بأن لهم أجندات خارجية وعلاقات مشبوهة ، كانت سببا في تعطيل عجلة ومسيرة الإصلاح منذ ثلاث سنوات ، وأعطت الفرصة المناسبة لأعداء الأمة لكي تسكمل مشوارها العنصري البغيض مع شعوبنا على نفس الأسس الاستعمارية ولكن بثوب جديد ، وبإيقاعات واشكال مختلفة . ومن العجيب أن نرى أن من يقدم هذه الخدمة لأعداء الأمة هم أناس يركبون حصان الإصلاح ، ويلبسون ثياب المناضلين ، ويدعون العروبة والوطنية ، وهم والله بعيدون كل البعد عما يعنيه الإصلاح ، وما تتطلبه الحرية من تضحيات ومن طهر وجدية في كل عمل يعملونه .

لكن .. مع كل تلك التجاوزات التي لا تسر البال ، فإني ما زلت متفائلا بأن يوم الحرية قادم ، وستفهم الأجيال والشعوب معنى الحرية الحق ، ولا بد لها من أن تسعى جاهدة ومخلصة من أجل تحقيق هذا الحلم .

استبيحت أرض العرب ومُسخت شعوبها ، منذ أن ابتلاهم الله بزعماء فجرة وفسقة ، خلدهم الاستعمار ، وعمق جذورهم في التراب العربي ، وظلوا يجثمون على صدور الشعوب كل تلك الحقبة المنصرمة ، و منذ أوائل القرن العشرين ، وخلق منهم أصناما بل أربابا في دويلاتهم ، أصبحت تعبدهم الشعوب وتبيت في هياكلهم ، وتؤدي الفروض والصلوات كلها في محاريبهم ، بل وتتلوا آيات الولاء والذل والعبودية بين أيديهم ، حتى أن بعضهم جعل من نفسه صنما كبيرا بمنزلة الآلهة ، يتوجب الانحناء بين يديه والركوع تحت قدميه ، والابتهال له في كل نازلة تصيبه ، تماما كما كان عبدة الأصنام يعظمون أصنامهم ويَطوَّفون بها حول بيت الله الحرام ..
فمن منا أيها الناس .. لم يبتهل ومن منا لم تنفرج أساريره عن شعور بالفرح والغبطة والتفاؤل بمستقبل عربي مشرق ، نرمي من ورائه مسح غبار الذل والهوان الذي لطخ جباهنا سنوات طويلة ، نعم .. فمنذ أن انطلقت أول شرارات الربيع العربي لتنتشر بسرعة البرق يمنة ويسرة ، وبادر المرجفون بالتهليل والتكبير ، مبالغين بالتفاؤل والشعور بالحرية والانفراج ، ظنا منهم بأن الطغاة الذين أشبعوهم ذلا ،وإن رحلوا سترحل معهم بقايا سياطهم ودبابيسهم ، وقد يؤول الأمر لأرباب جدد أنكى وأقبح ممن سبقوهم .

لكنني مع ذلك كنت أتمنى أن لو علمنا بأن ثورات الربيع العربي ما كانت لتنبيء عن حريق مخطط له قد يستعر على مدى امتداد رقعة الجغرافيا في الوطن العربي ، وربما لم تترك تلك الحرائق فرصة إلا وكانت حاضرة فيها ، لتشمل كل الجوانب المتعلقة بالإنسان ، وبكرامة الإنسان وطموحات الإنسان ، التي كانت مستهدفة أصلا ومخطط لها منذ زمن بعيد ، أي ومنذ زوال ظلال وسلطان الدولة العثمانية عن المنطقة بعيد هزيمتها النكراء في أعقاب الحرب العالمية الأولى أواخر القرن الماضي، يوم كانت العقليات العربية تغط في سبات عميق ، حيث طمروا رؤوسهم في التراب وتركوا أعقابهم في مهب الريح بعريها ، تركلها الأقدام بكل ازدراء ووحشية .

باتت المنطقة العربية على عكس ما تمنينا ، وباتت ترن في أسماعنا نغمة ، نظنها مستحيلة ، وهي سعي تركيا كما يقول السياسيون في أيامنا هذه ، لستعادة هيمنتها على المنطقة العربية التي كانت محتلة آنذاك من قبلهم ، ولا أحسب التاريخ قد أغفل ما صنعه الأتراك أيام حكمهم للعالم العربي من جرائم ، ولكن علينا في الشرق الأوسط ، أن نفكر جيدا ، بأسلوب تركيا الاقتصادي، ومسيرتها الإصلاحية الناجحة التي برهنت لكل دول الدنيا بأن رجالات الإصلاح هناك قد أثبتوا جدارتهم . وليتنا بل وأتمنى أن يستفيد من تلك المسيرة الاقتصاديون ودعاة الإصلاح في بلدنا ، إفادة ملموسة وواقعية معتمدين بذلك على المخلصين والشرفاء من أبناء هذا الوطن ، لا أن نكتبفي بالزعيق والنعيق والمطالبة بالإصلاح عن طريق المسيرات ، والعبث بمقدرات الوطن ، وقتل الروح المعنوية بين شبابه . ثلاث سنوات عجاف عايشناها بين كر وفر ، والمتظاهرون في أردننا الحبيب ، يخرجون بعد كل صلاة جمعة للتنديد والصراخ ، وربما عمد بعضهم للتخريب والنهب والسلب ، واستهداف رجالات الأمن بعصيهم وحرابهم وخناجرهم المسمومة ، فأي إصلاح هذا ، وكيف نسميه إصلاحا وهو مغموس بالحقد والكراهية ، وهو يستهدف الأمن والأمان والسلم في بلدنا الحبيب ...
وحينما كانت الشعوب مستعمرة لسياسات حكام اعتمدوا في حكمهم للشعوب على استخدام السياط والحراب وأعواد المشانق والإمعان بالتنكيل وقتل الأسر عن بكرة أبيها ، ومصادرة الحريات، بل واستخدم بعض الحكام أسوأ أنواع وأشكال البطش ، كما نكل البعض منهم بأصحاب العقول والفكر وقتلوا منهم ومن أسرهم الكثير .. الكثير ، حتى لم يبق بأي صاحب فكر الجرأة أوالمجازفة بإعطاء قلمه الحق لكي يكتب عن الحرية ، أو يكشف بشجاعة عن عورات الحكام واستبدادهم وطرق تعاملهم مع الشعوب ، بل لم يبق أيضا شيئا من الحرية لمن أراد أن يصرخ في وجه الظلم والطغيان والاستبداد أو أن يرفع عقيرته بكلمة واحدة قد لا تواتي نوازع النظام ورغباته ، أو أن تتطرق لمساوئه ولا معايبه من قر يب ولا من بعيد ، ولا أن تطالب بالحرية ولا بالمساواة .. ولا أن يكون لهم راي شجاع يعبر عن مشاعرهم أو ينتقد سياسة أي نظام عفن جثى على صدورهم ، و سيطر على الشعوب بالحديد والنار..
أعلم جيدا الكثير عن أن ممارسات أحد الحكام العرب الخاطئة ، من الذين ذهبوا إلى حيث يواجهون الله ، بطغيانهم وبعنجهياتهم ، حيث كانوا إلى حد قريب جدا من انتقالهم إلى الرفيق الأعلى، يجبرون وزراءهم وحواشيهم من أصحاب السلطان والمناصب ، بأن يركعوا بانحناءة ترهقهم ذلة إذا ما ما تجاوز من أمامهم ذلك الصنم ، ولم يتورعوا عن فعل ذلك إلى أن انهدم الصنم وذهب مرغما لمواجهة ربه .

وكان تبعا لطبيعة الموروثات الاستعمارية المعتقة ، أن بقي الحكام حكاما سنين طوال ، يتوارثون الحكم والممالك الأبناء عن آبائهم مع أنهم كانوا بمستوى منحط ، وليس لديهم من الكفاءة لكي يحكموا ، حتى أن أغلبهم كان لا يقرأ ولا يكتب وما زالت بقاياهم وبكل أسف إلى الآن ، وهم جهلة وغير أكفاء لتولي مسؤولية الحكم ولا السلطة ، فظل السادة سادة والعبيد عبيدا منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا . ومن أجل هذا استغل جهلهم الاستعمار البغيض ، وسام شعوبهم سوء العذاب .

وما نحن الآن على ما يبدو إن بقينا على حالنا ، إلا امتدادا لتلك الظلال التي أعقبت سلطان وحكم العثمانيين ، بعد أن أورث الزعماء العرب في الماضي كلهم من المحيط إلى الخليج ، فسلموا راية الاستسلام إلى الغرب وفي مقدمهم بريطانيا ، التي رسمت كل ويلات المنطقة ببرنامج سخيف ، لم يستطع أي حاكم تم برمجته على هذا الأساس أن يتجاوز إطاره المشوه أصلا .. وهاهي الوراثة الاستعمارية تنتقل اليوم إلى أمريكا وإسرائيل ، وأصبحتا تسوق الزعماء بعصا غليضة تضربان بها أدبارهم ووجوهم إن هم حاولوا الابتعاد قليلا عن جادة المخططات .

لقد عمدت دول الغرب وبمباركة بعض الزعماء المستسلمين المتخاذلين في عالمنا العربي في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، إلى توطيد دعائم السياسة في العالم العربي ، ولجأت بريطانيا إلى رسم خطوطها مادق منها وما بدا للعيان ، وأول ما رأت تطبيقه مناسبا لبلاد العرب ، هو الإسراع إلى دق الخوازيق المسمومة مابين الشعوب ، حيث لم تكن هناك دول ولا حدود ، فأصبحت تلك الخوازيق حدودا جغرافية وطبيعية معترف بها من قبل الساسة العرب المتخاذلين . وشعوبنا المغلوبة على أمرها ، وإلى اليوم ما زالت أمام تحديات كبيرة ، في ظل خذلان حكامها ، وكم أتمنى أن ينهض أي زعيم عربي من تحت الرماد ، لينزع أي من تلك الخوازيق خازوقا واحدا ، بكل شجاعة وصدق وانتماء، و إدراكا منه لمتطلبات القومية العربية التي نادى بها الكثير من الزعماء ، وما كان لنا أن ندرك أبدا صدق هؤلاء الزعماء ، لأن نداءاتهم ذهبت كلها إدراج الرياح ..
لكم العذر يا قادة .. فأما إن حاولتم انتزاع تلك الخوازيق من حدود العرب .. وأصبحت القومية العربية بقدرة قادر دستور هذه الأمة ، تستنير بها من أجل أن تشرق على الشعوب شموس الحرية ، ولتكن المسيرة على طريق الوحدة والحرية والتكافل الاجتماعي ممكنة! ، طالما أن المال العربي المهدور بالمليارات ، لو استثمر في هذا الاتجاه ، فسوف تصبح منظومة العالم العربي قوية كالصخرة تتكسر عليها طموحات الاستعمار المستهتر بحريات الشعوب ومستقبلها وآمالها ، وسوف تكون صعبة صامدة تتصدى لكل محاولات الغرب من أجل استغلال الثروات العربية بأمور لا تفيد الشعوب ولا تعلم عنها شيئا ، وأهمها هو فرض الهيمنة على العقليات المتخلفة من هؤلاء القادة ، وإجبارها على أن تقف موقف عداء مع شعوبها ، ومن أجل ذلك تملي عليها إملاءاتها وتخوفها من ثورات الشعوب ، فتجبرها على شراء السلاح والمعدات العسكرية كي تخمد بها ثورات شعوبها المزعومة .

وأما الحرب على سوريا ، فهي أيضا من ذيول تلك المؤامرات التي ابتدأت أنيابها أول ما ابتدأت ، تنهش شعوب الجزائر وليبيا ومصر واليمن وغيرها من ممن تأثرت بلدانها بالربيع العربي .
إن الحرب على سوريا ، ولا أقول في سوريا كما يبدو للعيان الآن ، ما هي إلا مؤامرة كونية ، تندرت لها الأمم الغربية وأعداء العروبة ، حين ارتأوا أن يدمروا هذا القطر العربي الأصيل على أيدي أبنائه ، ولكي لا تؤول إرادة الشعب فيه ، أو قوته العسكرية إلى أيدي أناس تهمهم عروبة ومستقبل سوريا العزيزة ، والتي كانت وما زالت تعتبر سلة غذاء لهذه الأمة .

فبعد عراق صدام ، بطبيعة الحال جاء دور سوريا ، نظرا لموقعهما الاستراتيجي الذي يزعج الإسرائيليين ، ويزعجهم أكثر حينما يروا أن القوة العسكرية تشكل تهديدا لأمن إسرائيل ، بل فإن قوة الشعوب العربية تكمن في قوة جيوشها ، وهذا يعتبر عهدا جديدا لم تعهده العقلية الصهيونية من قبل، وهم الآن يسعون إلى تفكيكها وتحويلها إلى مناطق ديمغرافية تحكمها أقليات ، أبدا لن يكون بوسعهم أن يفكروا مجرد تفكير بإقامة اتحاد بينهم من أجل استعادة هيبة الدولة القوية الواحدة .. ولذلك فأن تفتيت سوريا ، وتقسيمها إلى دويلات وارد تماما ، ومن الغريب بالأمر بأن العرب لم يفهموا بعد بأن المؤامرة اليوم أكبر من كل التوقعات ، ومنهم ما زال يساند الحرب الدائرة في سوريا ، دون أن يدرك النهاية المحزنة لتلك البلد العربي العزيز ، ولا أدري من هو المستفيد من تلك الحرب غير أعداء الأمة ، وأما االذين يقودون الثورة هناك ، قد أدركوا بأنهم مستهدفون تماما ، ولن يكون لهم داعم لا من الغرب ولا من العرب إلا بعد أن ينهار قوتهم العسكرية ، وتقتل في نفوسهم الروح الجهادية التي يظن البعض منهم بأنها حرب مقدسة ضد نظام الأسد ، لكنهم الآن باتوا يعلمون تماما بأنها ليست سوى مؤامرة ، تستهدف سوريا العرب أمة ووطنا وشعبا ، ولن تنتهي أبدا إلا بعد أن تستنفذ كل مقومات الدولة سواء ما بين أطياف الثوار أو قوات النظام ..
وكم أتمنى على نظام الأسد أن يعي أبعاد هذه المؤامرة وأخطارها ، وأن يبادر باللجوء إلى تحكيم العقل، والخروج من سوريا بكرامته ، بعد أن يعمد إلى التهيئة إلى إجراء انتخابات عامة ، على أن تكون انتخابات ديمقراطية ، يتولى قياد الأمة في سوريا في هذا الوقت بالذات أصلحهم ، وأكثرهم مواطنة وانتماء لسوريا وللعروبة التي بيعت بثمن بخس وانتهت ..
إن بشار الأسد إذا قام بهذه المبادرة فقد يحقن ماء وجهه ، ويخرج من هذه الحرب القذرة منتصرا بدل أن يكون مهزوما منكسرا ذليلا ، وبدل أن يقتل أو يغتال ، وتصبح سوريا مسرحا لحرب دموية ، ويصبح شعبها كله ضحايا خراب ودمار ، تبعا لمفاهيم ما يسمى بالربيع العربي الذي ما زلنا نجترح ونجترُّ ويلاته في الدول المجاورة ،
وهاهي اليمن نراها تمضي إلى التقيسم لتصبح دولتين من جديد شمالية وجنوبية وستصبح ظاهرة القتل والدمار متوقعة بين عشية وضحاها . هذا هو المصير المنتظر لسوريا العروبة ، بلد النضال والكفاح في عهد النشاما الذين غادروا هذه الحياة وتركوا بصماتهم للتاريخ يبرزها للمتفكر بالعروبة من رجالاتها الأفذاذ المخلصين الشرفاء ..
فسواء قبلنا أم لم نقبل ، فإن المسألة كما نلاحظ أخذت منحنى خطيرا ، نراه على شكل تحديات تستفحل يوما عن يوم ، ولقد استمرأت بعض الفئات على ما يبدو ثمرات الحصاد في الأقطار التي داهمها الربيع العربي على حين غرة ، لأنهم يرونه من مناظيرهم قد يحقق لهم كل مكاسبهم ورغباتهم ، ولكنه من وجهة نظر العقلاء ، فقد أفصحوا عن آرائهم ، وقالوا كلمتهم بحل شجاعة ، بأنهم لا يرون في هذا الربيع العربي ، إلا نكسة للأوطان وللشعوب على حد سواء ، لأن هذا الربيع ثبت للملأ بأنه من صنع الغرب وإسرائيل وأعداء العروبة المتآمرين على الإسلام وأهله ، و الفطن الكيس أصبح الآن في دوامة لا يحس بما يدور حوله ، من كثرة المتآمرين على الشعوب والأوطان . والمرجفون في الأرض ، ما زالوا يخادعون أنفسهم قبل أن يحاولوا خداع الناس بأساليبهم وأوهامهم ..
من هنا فإني أطالب حكومتنا وبشكل جدي ، أن تُفَعِّلَ وبشكل قوي وحازم دور الجهات الأمنية في كبح جماح الفئات الضالة التي تحاول استغلال الظروف والإصطياد في الماء العكر .. قبل أن يأتي يوم لا يمكنها فعل شيء أمام التيارات والمؤامرات التي تحاك ضد بلدنا وشعبنا ووحدتنا الوطنية ..
نحن هنا لن نرضى أبدا بعصابة أيا كانت انتمائتها وأجندتها أن ترسم لنا معالم الطريق ، ولا أن تفرض رأيها علينا صوابا كان أم خطأ ، ونحن نعرف الحقيقة كاملة عنهم فهم قوم أو عصابات ضلت طريقها ، لا يعرفون سوى تنفيذ أجندات ومخططات يطمحون أن يكونوا فيها من ذوي المناصب الرفيعة ، وهم لا محالة سيقودون البلاد والعباد إلى نهايات لن تعود أبدا على الأردن ولا على أهله سوى بالخراب والدمار ، فهم على ما يبدو قد أعدوا أنفسهم جيدا من أجل التآمر على وطننا ، لجرفه بتيار المؤامرة استغلالا وانسجاما لما يسمى بالربيع العربي الهش.

وكم أتمنى على أصحاب الضمائر الحية ممن يقودون المسيرات بأن يتوخوا الحذر والانتباه الشديدين ، وأن لا ينجرفوا بحبائل المنحرفين والمتآمرين على بلدنا .. وأقول .. لا للمسيرات الخاطئة ، ولا للانجراف وراء الطغاة والحاقدين ، أو الاستعجال في تسريع عملية الإصلاح دون تخطيط عقلاني سليم، فلنعطي الحكومة ومجلس النواب فرصة للعمل ، وبعدها فليفعلوا ما يشاؤون 

والله من وراء القصد ،،،،،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات