التعري والخيانة المحترمة


 كثرت في هذه الآونة ظاهرة غريبة ودخيلة على مجتمعنا العربي والإسلامي ألا وهي ظاهرة التعري بدعوى الحرية الشخصية، ومن قبل الحراكات الشبابية سواء كانوا رجالا أم نساء ، ومن بعض المدعيات بالناشطات من أجل حقوق المرأة والإنسانية ، ومن بعض المتمردات على القيم والأخلاق والدين بحجة أن جسدها ملك لها يحق لها أن تعرضه ولو بطريقة مقززة تراه هذه الناشطة على أنه الوسيلة الفضلى لتحقيق ما تبغي الوصول إليه ، فهل السينما ذات المستوى الهابط لها تأثير في هذا الأمر؟ وهل لوسائل الاتصال الحديث من تواصل اجتماعي غيرت المفاهيم والقيم ؟ أم ماذا جعل هذه الأمور تفلت بهذا الشكل الغريب؟

ما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو قراءتي لخبر عن إحدى الفنانات المصريات والتي صرحت بأنها قدمت دورا لزوجة خائنة في أحد أفلامها بطريقة لا تخدش الحياء والذوق العام ، قائلة ان أداء دور الإغراء أو العري في النهاية يخضع لرؤية المخرج وإن كانت المشاهد جريئة""، وأنها غير مهتمة بحجم الدور الذي تلعبه ، بقدر الرسالة من وراء هذا الدور ، لإنه يقدم رسالة ، ويحمل معنى فنيا يستفيد منه المجتمع ، جاء هذا الكلام على لسانها في دور زوجة خائنة لزوجها في الفيلم طبعا مبررة هذه الخيانة لكبر سنه ، لكنها في نفس الوقت تحبه بحكم العشرة وفي الفيلم ايضا.

ولا بد للمرء من تساؤلات جمة :
هل هناك من مبرر للخيانة في الحياة بشكل عام ؟ ومهما كانت الظروف والأسباب ؟
وهل كبر سن الزوج يبرر للزوجة خيانته حتى ولو بدا الأمر تمثيلا ؟
وهل رؤية المخرج من مشاهد العري والإغراء والمشاهد الجريئة والساخنة حسب تعبيرات أهل الفن أمر لا مفر منه ولا يمكن البعد عنه ورفضه أيتها الفنانة المبجلة ؟ والاستجابة إليه وتنفيذه أيتها الممثلة المحترمة ؟ وهل كلام المخرج قانونا ، وحكما مطلقا لا نقاش فيه ؟

أين الدين ،أين الشرف ، اين الضمير، أين الخلق ، أين المبادئ والقيم ؟ في سلوكنا حتى ولو كان تمثيلا كما تزعمين؟

ما هي الرسالة التي تقدمينها للمجتمع من هكذا أدوار ؟
وما هو المعنى الفني الذي يستفيد منه المجتمع ؟ ولهذا الجيل من أبناء الوطن المثقل بهموم كبيرة.
وأين القيم والأخلاق التي تحاولين غرسها في من يشاهد هذا العمل أوغيره من الأعمال الساقطة ؟
وهل هناك خيانة محترمة ؟ في دور ترينه لا يخدش الحياء العام ؟ وخيانة غير محترمة، أيتها المحترمة؟"

إن الخيانة من اسواء الأخلاق التي يوصف الفرد بها وتتعدد الخيانات فهناك خيانة في الوظيفة ، ومن يخون في الأمانة التي وكل بها ، ومن يخون في دينه ،، والخيانة الزوجية التي تفسد المودة وتضيع فيها الأنساب ، وخيانة الوطن التي تأتي بعد خيانة الدين ، فمن يحاول خيانة وطنه حتى بمجرد الكلام ، يعتبر خائنا .

إن الإعلام المرئي سواء كان مسلسلات أو أفلام أو غيرها ،لها أكبر التأثير على النشء والمجتمع ، لما تحمله من نظرة لمن يري فيهم القدوة والمثال ، عند جيل بعد عن قدوته من السلف الصالح ، وبات ينظر للممثلين والممثلات ، ولاعبي كرة القدم على أنهم النجوم والقد وات الصالحات .

ولي تساؤل لو كان للممثل أو الممثلة ابن أو ابنة ، وشاهدكم في هذا العمل ، وتسأل وسألكم أيها الممثلون والممثلات، عما يشاهده فما الإجابة ستكون ؟ وما هو التبرير لمثل هذا العمل ؟ فهل ترضون يا ايها النجوم لأبنائكم ، مما تقومون به من أفلام ومسلسلات تقدم مظاهر العري والخيانة بطريقة محترمة كما تدعون وتزعمون""؟؟ أم تشجعونه عليها.

وليت الأمر ينتهي عند فنانة واحدة بل هناك الكثير من الفنانات الداعيات إلى القيام بدور يوضح ما تقصده بحرفية وإتقان وبجراءة من عري وتعر لخدمة تبين فيها وجهة نظرها وبمهنية ، ومن أنه يخدم قضية وهدفا منشودا، ولا تجد حرجا في ذلك ""؟؟.
ولقد وصل الأمر لبعض الرجال للتعري وإن كان بعدد اقل من النساء لسبب لا يستحق ما قام به هذا الرجل المتعري ،فليست المخالفة المرورية أو الظروف الاقتصادية التي تمر بصاحبها تدعوه للتعري تعبيرا على رفضه وسخطه لما هو فيه ، أو لعدم توفر المال في جيبه يدعوه لهذا السلوك الشائن، فهل هذا مظهر يدل على رقي وحضارة وشرف ودين ورجولة أيها الرجل؟؟ .

والأنكى من ذلك هو قيام النساء والفتيات((الناشطات)) بالتعري بحجة الحرية الشخصية، وتبريرا للدفاع عن الوطن ، وتتعرى بحجة أنها تريد إرسال رسالة للعالم على أنه تقصد من ذلك توضيحا لما تريد ، أو بوجهة نظر تراها صحيحة ومقبولة، وأن ما يهمها من ذلك هم أبناء جلدتها الذين يئنون من قسوة الحياة والحروب ، وليس ليشاهد فسقها وفجورها على أنه أمر طيب ومن أنها تريد إيقاف الحرب و إيقاف المجازر فلا بد من أن تظهر الأجساد ويكتب عليها العبارات المطالبة بما تريده هذه المتعرية"""؟ لنيل الحرية وإسقاط الحكام .

منطق عجيب وغريب ،لا أرى فيه سوى قلة الحياء وانعدام التربية ، والبعد عن الذوق العام ، وذهاب الخلق بل انعدامه وما هو إلا الهوس بتقليد الغرب الفاسق، الذي لا يرتبط بخلق أو دين أو شرف ، تعبيرا على حرية ممجوجة ومسخ مقزز، بل هو لجلب الانتباه ولفت الأنظار بطريقة غير مسبوقة والظهور بمظهر جريء أمام العالم كما تريد هذه الناشطة""؟؟.

فليس من حب الوطن التعري،وليس من أجل وظيفة التعري ، وليس من أجل إسقاط نظام التعري ، وليس من اجل الحرية الشخصية التعري ، وليس من أجل البعد عن الدين في نظركنَ أيتها المتعريات إظهار الأجساد العارية للقاصي والداني لنيل هذه الحرية والوصول للمبتغى المنشود كما يخيل "؟ ، أليس الإسلام من حفظ الكرامة والشرف للمرأة بحشمتها وعفتها ووقارها؟

واليكنَ أقول إن التفاحة إذا حاول أكثر من واحد قضمها يمجها ويعافها الآخرون ""؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات