كنا نتحدث قبل فترة من الزمن عن الخلايا النائمة التي إذا استيقظت فإنها سوف تستهدف الأردن من العمق في أكثر المناطق سخونة وأكثرها ديمومة وديموغرافيا ومن الممكن الإيقاع بينها لتحدث الفتنة ، فما نراه منذ فترة بسيطة من الزمن ظاهرة غريبة متزايدة بشكلٍ مستمر وكنا نعزوها إلى العنف الجامعي، وما تكاد تنتهي بجامعة حتى تبدأ بأخرى، واستمرت هذه الظاهرة تتفشى في الجامعات الأردنية بشكلٍ ملحوظ وغريب.

عندما اشتد الخطب سياسياً وإقليميا توجهت هذه الظاهرة إلى أكثر الأماكن سخونة ونالت من أربعة من شباب جامعة الحسين في معان وما رافقها من تداعيات واشتباكات مسلحة بين بعض العشائر الأردنية وأبناء الوطن قوات الدرك، وما زالت مستمرة نتمنى من الله العلي القدير وقف هذه الأعمال على جناح السرعة ورد الفتنة والحفاظ على أرواح ومقدرات الوطن الغالي .

كان هنالك فضل كبير للأجهزة غير المرئية في انتزاع فتيل العديد من الخطط والحيل لنثر بذور الفتنة من الداخل بينما نشهد بأن الصواريخ النظام السوري قد تجاوزت مدها في استهداف الحدود الشمالية لأكثر من مرة وقد تجلى نشامى الوطن بالحُلم والصبر لعدم إقحام الوطن في بوتقة الصراع والفوضى، وتفويت الفرصة على من يريدون بالوطن شراً .

لقد تحملنا الكثير من الضغوطات الإقليمية منذ تأسيس المملكة وحتى الآن، ونستذكر في هذا المجال أحداث أيلول الأسود وما كان يرسمه لنا الخارج من سياسات لنيل من سلامة وآمن الوطن، كذلك نستذكر في هذا الصدد هبة نيسان عام 1989م التي نجمت عن أسباب السياسات الحكومية في مسيرة الغلاء ورفع الأسعار، كما أود الإشارة هنا بأن هذه الشرارة انطلقت أيضاً من أكثر المناطق الأكثر تأثراً وسخونة ومن حيث تأسست إمارة شرقي الأردن عام 1921م وشملت جميع المحافظات الأردنية .

الآن لابد لصناع الفكر السياسي والأمني أخذ الحيطة والحذر والانتباه في التركيز إلى الجامعات الأردنية لحيلولة دون تفاقم الأمور وتفويت الفرصة على من يصطادون في الماء العكر .