نشطت في هذه الآونة المساعي الدبلوماسية الحثيثة للتعامل مع الملف السوري الشائك ، بينما تسعى جمهورية مصر العربية بالمشاورات مع التقارب الإيراني بما يسمى الخطة الرباعية من قبل الرئيس المصري محمد مرسي في محاولة منه لوقف آلة القتل السوري، وقال في بيان أصدرته وزارة الخارجية الإيرانية إن الجانبين اتفقا على "ضرورة وضع خطة عمل... للتحرك بشأن خطة الرئيس المصري بخصوص الأزمة السورية من خلال حل سياسي مقبول يمكن أن يساعد في إنهاء العنف وأن يساعد في المصالحة الوطنية بمشاركة شعب سوريا".
نرى على الجانب الأخر زيارة النظام الأردني إلى الولايات المتحدة الأمريكية لوضعها بما يجري ميدانياً على الأراضي السورية وخشية تدفق المزيد من الصواريخ السورية للحدود الأردنية لجر المنطقة إلى الحرب الدائرة على الأراضي السورية، خصوصاً بعد تهديد النظام السوري بوصول النيران السورية إلى الأردن، المتزامن مع تدفق العديد من اللاجئين السوريون الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأمور وبسبب ضغوطات في الموارد المالية والمائية والبيئية المختلفة، ولم تكن تتوقع الإدارة الأردنية لجوء هذا الكم الهائل من الأخوة السوريين.
أعتقد بأن الإدارة الأمريكية لا تنوي الشروع في خوض حرب مع النظام السوري إلا أنها أشارت بأن الأسلحة الكيميائية خط أحمر ولن تقف مكتوفة الأيدي إذا تبين تورط النظام السوري في استخدامها على رغم من وجود دلائل بريطانية وسورية معارضة على استخدام هذه الأسلحة في عدة مناطق في سوريا.
تنشط حالياً الدبلوماسية الروسية في جولة حول دول الجوار بدأها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، مساعد وزير الخارجية الروسية، التي شملت مختلف الأفرقاء اللبنانيين خلال زيارته بيروت بعد سلسلة اجتماعات عقدها في طهران، الحراك الروسي ودوره في الأزمتين السورية واللبنانية وما يدور في فلك المباحثات والجهود الإقليمية والدولية، وكان آخر هذه اللقاءات تلك التي عقدها بوغدانوف ، مع رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وكتلة المستقبل النيابية برئاسة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة.
ولفت بوغدانوف بعد لقائه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إلى أننا ضد أي تدخل في الشؤون الداخلية في سوريا ونرفض أي محاولات لاستخدام الأراضي المجاورة لسوريا للتدخل في شؤونها الداخلية، وشدد على إننا مع إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بجهود السوريين أنفسهم، معتبرا أن على اللاعبين الخارجين المساعدة في هذا الأمر.
أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن اعلان جنيف قاعدة لا بديل عنها في التسوية السياسية للازمة السورية، موضحا ان فكرة الوثيقة، التي على أساسها نبني عملنا، تتضمن ترتيب حوار وطني واسع بين السوريين ليقرروا مصيرهم ومستقبل بلادهم.. ومهمتنا المساعدة وتشجيع التوافق.
إذاً أعتقد بأن الأزمة السورية في تصاعد متزايد ولا ندري في حقيقة الأمر ماذا يدور في خُلد النظام السوري في مسألة استخدام الأسلحة الكيماوية حيال الضغوطات المتزايدة من قِبل الجيش الحر واتهام الأردن في تدريب الجيش الحر وتهريب الأسلحة إليهم .