"حربين مذهبيتين" تحاصران الاردن


جراسا -

فيما يعكس تدهور الوضع في العراق التوترات الطائفية المشتعلة في المنطقة، ويقود الى مزيد من التأزيم في الوضع المتأزم أصلا، يجد الأردن نفسه محاطا بهذه الصراعات المذهبية، وبينما تزداد "الحرب الأهلية" الدائرة على حدوده الشمالية، فإن بوادر لأخرى بدأت تلوح على الحدود الشرقية.

ويتفق خبراء وسياسيون على أن أفضل ما يفعله الأردن هو أن ينأى بنفسه عن المحاور الطائفية والصراعات المذهبية المشتعلة، وأن ينشط باتجاه حلول سياسية ودبلوماسية، لأن هذه الحروب الطائفية لها انعكاسات سلبية على المملكة اقتصاديا واجتماعيا، وتهديدات امنية بالدرجة الأولى.

وفيما يؤكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في اكاديمية الملك عبدالله الثاني للدراسات الدفاعية محمود ارديسات، أن الأمور في سورية لم تعد اقليمية، بل أصبحت دولية، بوجود لاعبين أساسيين مثل اميركا وروسيا وإيران، فإنه يرى أن الأردن "لن يستطيع وحده حل المشكلة".

وفي الوقت الذي أكد فيه الخبير العسكري ارديسات وجود انعكاسات للحرب الطائفية في العراق وشبه الطائفية في سورية على الأردن، فإنه يلفت إلى تأثير الوضع في العراق على الأردن منذ العام 2003، والمتمثل باللاجئين، وبجوانب أمنية واقتصادية واجتماعية، رأى انها ستتزايد الان بشكل سلبي، مع تدهور الوضع مرة اخرى وتطوره باتجاه اصطفافات طائفية.

ويبرر ارديسات رؤيته للتزايد السلبي لهذه الانعكاسات لما يجري في العراق على الأردن، بتزامن هذه الأحداث مع ما يجري في سورية، واستقبال الأردن لأعداد متزايدة من اللاجئين، فضلا عن الأزمة على الحدود الأردنية السورية، من حيث القصف المتبادل بين الجيشين السوريين الحر والنظامي ما يزيد من خطر "الانتهاكات الأمنية" على الاردن.

وفي ربط بين الوضع في العراق وانعاكاسات الوضع السوري عليه، يرى اللواء المتقاعد ارديسات ان هذا الأمر سيجعل "وضعنا أصعب، فعلى حدودنا الأخرى مع العراق نرى ملامح اصطفافات متأثرة بالوضع في سورية، فهناك اتهام من قبل المعارضة السورية للنظام العراقي بأنه يساعد نظيره السوري بالأسلحة، ما يجعل المعارضة في مواجهة النظام العراقي، خصوصا وان هناك متعاطفين مع الثورة السورية في محافظات الشمال العراقية".

أما بالنسبة للأردن، فاعتبر ارديسات أنه "يجب ان تكون اولويات السياسة الأردنية الآن التوصل الى حل سياسي وانتقال سلمي، وأن ينأى الأردن بنفسه عن الاصطفافات الإيدولوجية والطائفية، لأن "ما يخدمنا في الأردن هو الوصول الى حل سلمي في سورية والعراق، والوصول إلى اتفاق بين الطوائف العراقية".
ويتفق المحلل السياسي عريب الرنتاوي مع ما ذهب اليه ارديسات، واصفا الوضع الحالي: "نحن في قلب حريق.. شمالنا وشرقنا مشتعلان، كما أن غربنا "فلسطين" مشتعل منذ السابق ولم ينطفئ بعد".
وقال الرنتاوي إن هذا هو "السيناريو الأسوأ، والذي كنا نحذر منه باستمرار، وهو الاشتعال المذهبي، والذي تغذيه قوى دينية وحكومية وله تداعيات كبيرة على الأردن اقتصاديا واجتماعيا، إضافة إلى تهديدات أمنية".

ويعتقد الرنتاوي في هذا الصدد، أن العراق ينزلق الى الحرب الأهلية من جديد، إذ إن سيناريو 2006 و2007 يبدو مرشحا للتكرار، وإن الأمر مقلق للأردن، والذي عليه الابتعاد عن المحاور الطائفية والنأي بالنفس عن هذه الصراعات، وأن يكون نشيطا في المجال السياسي لإيجاد حلول وتنشيط جبهة لمناهضة الصراعات الطائفية والمذهبية المشتعلة في المنطقة.

من جانبه، يخالف السفير العراقي لدى الأردن جواد هادي عباس ما يذهب اليه المراقبون، باحتمالية اندلاع حرب اهلية جديدة في بلاده ويقول لـ"الغد": "هناك مبالغة بتقدير ما يجري في العراق، كما ان مناطق مثل الحويجة تم السيطرة عليها، وجزء كبير من العشائر يرفض العنف".

وعبر السفير عن أن أمله بأن "لا تتطور الأمور اكثر مما هي عليه، وان لا تصل الى اسوأ من هذا"، مؤكدا أن "الوضع مسيطر عليه".

ورأى عباس ان الوضع في العراق مختلف عن سورية، وأن الأخيرة "يوجد فيها حكم دكتاتوري منذ 43 عاما، وفيها معارضة ترتكب أخطاء"، مشددا على أن "الحكومة العراقية على مسافة واحدة من الجميع في سورية، ولا تقف مع طرف ضد آخر"، مشيرا الى انه في العراق" تمت الاستجابة للكثير من مطالب المتظاهرين، والوضع مختلف عن سورية".

وفي وصفه لما يجري في العراق، قال "كانت هناك جماعة تريد أن يصبح العراق مثل سورية، وما هي إلا زمرة من المندسين بين المتظاهرين، كما أن بعض السياسيين العراقيين يستغلون الوضع ويعمدون الى التبهير الإعلامي، إلا أن العقلاء ورجال الدين والعشائر يعملون مع الأمن ويرفضون التعدي على الجيش".

الغد - تغريد الرشق



تعليقات القراء

ريما
اللهم احفظ هذا البلد - الله يستر
اصبحنا واصبح الملك لله
29-04-2013 06:51 AM
ابو ميرا
الله يحفظ الاردن شعبا وملكا
29-04-2013 08:17 AM
اهااا
والله طول عمرنا عايشيين كلنا مسلميين ...
29-04-2013 03:00 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات