عبد الباري عطوان يسأل : من سيسقط أولاً إيران ام سورية ؟


جراسا -

عبد الباري عطوان ـ جميع الاطراف المتورطة في الملف السوري تعيش حالة من القلق والخوف هذه الايام باستثناء جبهة النصرة زعيمة التنظيمات الجهادية، ونظام الرئيس بشار الاسد، فليس لديهما ما يمكن ان يخسراه على الارض.
الجماعات الجهادية الاسلامية ذهبت الى سورية من اجل تحقيق هدفين، الاول اقامة دولة اسلامية، تكون نواة للخلافة الاسلامية، والثاني هو ‘الشهادة’ وبأسرع وقت ممكن للانتقال من دار الفناء الى دار البقاء مثلما تقول ادبياتهم.
اما النظام السوري فلم يتبق لديه الكثير حتى يخسره، في ظل الحرب المنهكة التي يخوضها منذ عامين ونصف ضد المعارضة المسلحة والحصار الاقتصادي الخانق، والتحالف العسكري الضخم العربي والدولي الذي يضع الخطط، ويرسل الاسلحة، ويهدد بالغزو لاسقاطه.
المسألة نسبية.. نعم، والمقارنة بين وضعي جبهة النصرة والنظام ربما ليست دقيقة تماما، ولكن ما يجمع بين الطرفين هو النزعة ‘الانتحارية’، والرغبة في القتال حتى اللحظة الاخير ة، ولكل قناعاته واسبابه.
الاطراف الاخرى المأزومة، والولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والاسرائيليون على وجه الخصوص تريد تدخلا عسكريا، جزئيا او كليا، ولكنها تتخوف من النتائج التي يمكن ان تأتي كارثية، وعلى عكس كل التوقعات، ولهذا يبدو التردد والارتباك هما التشخيص الادق لمواقفهما وردود فعلهما.
اسرائيل تمارس ضغوطا مكثفة على ادارة الرئيس باراك اوباما للتدخل عسكريا، والالتزام بتعهداته بضرب النظام السوري اذا ما اخترق ‘الخط الاحمر’، باستخدامه لاسلحة كيماوية، ولذلك قادت زمام المبادرة في احراجه بالإعلان عن ادلة دامغة في هذا الصدد.
الرئيس اوباما لا يريد ان يخضع لهذه الضغوط، ويحاول كسب الوقت، او اكبر قدر منه، بالقول انه يريد ادلة اكثر دقة حول الاسلحة الكيماوية، ولهذا يدعو الى تحقيق دولي لمعرفة متى جرى استخدام الاسلحة الكيماوية وكيف، مضيفا ان الخط الاحمر هو مقتل عشرات الالاف من السوريين، وليس 25 شخصا فقط بغاز الخردل.
‘ ‘ ‘
قصة ‘الخط الاحمر’ هذه اوقعت الرئيس اوباما في مصيدة من الصعب عليه الخروج منها، وعرّضته لانتقادات كثيرة في صحف امريكية وبريطانية واسرائيلية، فهناك من قال ان مقتل 100 الف سوري على الاقل هو نوع من الذبح الحلال الذي لا يعتبر خطا احمر، بينما ذبح العشرات بالاسلحة الكيماوية هو الذبح الحرام الذي يستدعي رد فعل سريعا.
في الغرب يتحدثون عن اربعــــة خيــــارات مطروحة حاليا امام الرئيس اوباما وحلفائه العرب والغربيين، لا بدّ من الاقدام على احدها او كلها لاستعادة هيبة الادارة وانزال اوباما من فوق شجرة ‘الخط الاحمر’:
الاول: اقامة منطقة عازلة في شمال غرب سورية قرب الحدود التركية مجهزة بصواريخ باتريوت لاسقاط اي صاروخ سوري.
الثاني: اقامة منطقة حظر جوي في عمق اربعين كيلومترا شمال الحدود الاردنية وداخل الاراضي السورية، تكون منطقة استيعاب للاجئين السوريين الجدد والقدامى، ونقطة انطلاق وتمويل للمعارضة المسلحة، تمنع وصول الجماعات الجهادية اليها لحماية الحدود الاسرائيلية.
الثالث: ان تترك امريكا مهمة التدخل عسكريا وتسليحيا لكل من فرنسا وبريطانيا، على ان تقود هي الحرب من المقاعد الخلفية على غرار ما حدث في ليبيا.
الرابع: ان يبلع اوباما لسانه وكرامته، ولا يفعل شيئا، لانه انتخب لولاية ثانية للاهتمام بالقضايا الامريكية وليس لخوض حرب جديدة مكلفة وغير مضمونة في الشرق الاوسط.
لا نستطيع ان نتكهن بالخيار المفضل للرئيس اوباما وادارته، ولكن ما يمكن التكهن به هو استمرار ضغوط انصار اللوبي الاسرائيلي في الكونغرس عليه، للدخول في حرب مع سورية او ايران باعتبارها رأس الافعى، حسب توصيف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، او الاثنين معا.
‘ ‘ ‘
الرئيس الاسد لن يسمح لخبراء الامم المتحدة بالتحقيق في مسألة استخدام الاسلحة الكيماوية، لانه، ومثلما يقول مقربون منه، لا يريد ان يواجه طلبات طويلة ومذلة بالتفتيش حتى داخل غرفة نومه، مثلما جرى مع الرئيس العراقي المرحوم صدام حسين.
اقامة مناطق عازلة او آمنة قد تكون بداية انزلاق الى حرب عصابات، من الجماعات السنية الاسلامية (النصرة واخواتها) والشيعية الموالية للنظام وخاصة حزب الله.
الاسرائيليون الذين يعيشون اسوأ حالاتهم هذه الايام، يريدون حربا ضد ايران وسورية معا، لتدمير المنشآت النووية في الاولى، والسيطرة على مخزون سورية من الاسلحة الكيماوية لمنع تسربها الى الجماعات الاسلامية المتشددة.
جبهة النصرة استولت على حقول النفط في شمال شرق سورية (الرقة والحسكة ودير الزور) وبدأت تشغيلها والتصدير الى اوروبا، وان بكميات محدودة، وكشفت صحيفة ‘الصنداي تلغراف’ البريطانية امس انها تخوض معارك شرسة حاليا، للاستيلاء على مصنع للاسلحة الكيماوية في منطقة ‘السفيرة’، واذا نجحت في تحقيق هذا الهدف، فإن شروط اللعبة وقواعدها ستنقلب رأسا على عقب، ومن غير المستبعد ان ينهزم النظام امامها من اجل هذا الهدف.
الغرب المتأثر بالتحريض الاسرائيلي، ربما يرتكب حماقة كبرى بتكرار مقولته ان النظام استخدم الاسلحة الكيماوية فعلا ويجب ان يحال رئيسه واركانه الى محكمة جرائم الحرب الدولية. فإذا كان حكم التجريم صدر فعلا، فهذا ربما يشجع النظام على استخدام هذه الاسلحة الخطيرة على نطاق اوسع، فهو في هذه الحالة لن يخسر شيئا، ويكون مئات الآلاف من السوريين هم الضحايا الجدد.
في ظل غياب الحلول السياسية، وتمسك كل طرف في الأزمة بكل مطالبه، النظام والمعارضة معا، واختفاء السيد الاخضر الابراهيمي، وتصاعد حدة التحريض الاسرائيلي، لم يبق غير الحلول العسكرية والتسليح والمناطق العازلة والحظر الجوي.. انه السيناريو العراقي بكل مراحله.



تعليقات القراء

ابو السندس
لولا حكمة اسرائيل وقوة امريكا لخرب العالم .اما عن روسيا وايران فحدث ولا حرج
29-04-2013 01:40 AM
مقترح
نقترح على االسيد ارئيس الاسد اي يلتحق بجبهة النصرة فهو يزعم انه يقاوم اسرائيل والجبهة ايضا تتوعد اسرائيل بالويل والثبور فلذك يضعوا ايدهم مع بعض ويهاجموا اسرائيل معلش يا ريس فالاسلام يجب ما قبله فاذا تبت وحسن اسلامك سنراك في الميدان تحاب مع اخوانك مجاهدي جبهة النصرة!
29-04-2013 03:27 AM
سلامة
.......
رد من المحرر:
نعتذر......
29-04-2013 03:28 AM
ابو ميرا
اشكر السيد بارى عطوان على ذكر المرحوم صدام حسين فعلا الله يرحمه
رد بواسطة سلامة
لا تشكره !
تعال أنا بظل أذكره قدامك بدون ما تشكرني ، خدمة مجانية لعيونك.
29-04-2013 08:23 AM
ابن الامارات


اذا كان بشار الاسد يريد ان يخلده التاريخ كزعيما عربيا شجاعا



عليه ان يجعل الحرب علي وعلى اعدائي

وهو ضرب اسرائيل وعمل مايشبه الفوضى الخلاقة فيها

كما يدعي الامريكان وكذلك عمل حرب شوارع وعصابات في كل الدول التي تمول العصابات الارهابية في سوريا
29-04-2013 08:43 AM
كاره.......
........
رد من المحرر:
نعتذر........
29-04-2013 08:47 AM
فف
مع سورية او ايران باعتبارها رأس الافعى، حسب توصيف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز (وامريكا واسرائيل شو )
29-04-2013 10:23 AM
رخيص
.........
رد من المحرر:
نعتذر.........
29-04-2013 11:21 AM
امجد ابو المجد
..........
رد من المحرر:
نعتذر........
29-04-2013 01:51 PM
يا حيف
هذا عن جد.........
29-04-2013 02:28 PM
سلامة
خذ يا عبد الباري عطوان

الاردن .. قلب الشرق القديم

لإيماننا بأن الاردن قلب الشرق القديم، ولأنه محط الحضارات القديمة صانعة التاريخ، ولأننا نفخر بأن تلك البقعة لشرقي النهر كانت ولا زالت محجا للعراقة والاصالة بقدر ما هي عليه من حداثة وتطور في العصر الراهن، كان اختيارنا في "جراسا نيوز" لهذا الاسم العريق الذي يحمل في طياته بذور تاريخ الشرق القديم الذي عبرته ازمنة وحضارات جمة، ظلت ماثلة في المخيلة الجمعية لشعوب الارض قاطبة، لتحدث بإرث صلب صلد لا تمحوه الحقائق المستجدة، لأنه الحقيقة الأبقى، ولأنه الثابت الصامد البعيد عن تحولات الجغرافيا وتأرخة الازمان . انها "جراسا" حيث كانت .. وجد اردن الحضارات.
29-04-2013 02:58 PM
أردني
هذا الشخص تبدوا تحليلاته ذات معنى وقيمه، ولكنها لا تحمل أيا من المصداقية، والدليل أن كل ما يكتبوه وما يتوقعوه لا يحصل منه أي شيء. عبارة عن جعجعة كلام، بغض النظر عن موضوع سوريا. هم القدس العربي دائما هو الإساءة للأردن ومنع أي تعليق أردني في موقعهم، وهذا جربناه وهو حقيقه، اكتب أردني وعلق، لن ينشروه لك.
29-04-2013 08:21 PM
أبو خالد - عوجان
وهل يسأل .... عن السقوط ؟؟
30-04-2013 12:41 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات