في شرفات الثقة


وقفت بين فزاعات وضع على فم كل منها مروحة تدور إذا هبت الريح، تبعثر العصافير الصغيرة، وخنازير وجرادين ودودة الحقل يعلمون جميعهم أنها فزاعة، تحزمت بكبة لونية تشبه قوس قزح، لفت بكثير من قطع القماش المهترئ.
إغراءات مترعة بالإسراف، وعهر الاستعراض، والكل يعزف على وتر النقص في الرجولة، والثبات على القناعة الباطنية، وقفت حائراً ،منبهراً، مصعوقاً من هول التكور على مؤشر بورصة الشعبوية، والناس ليلهم موحش، وبلاطهم بارد.
يعتقدون أن السياسة نجومية، وهذا عمر الفراشات، والاستعراض نصر وهذا للغواني والراقصات، ومن فاته قطار العمر خنق روحه بربطة حمراء، وصار يمشي على الماء، ظناً منه انه فارس الأحلام، وهل يستطيع أن يخفي انه اشمط اعور.. وراح يعب البحر بجناحي بطريق، ويصيح للأوطان، وما زال بوستر المكتب العقاري ملتصقاً بين كتفيه، ورائحة الكمسيون والسمسرة لا تفارق إبطيه.
أي استحواذ تريد منا أن ننساه، وأي ماءٍ يطهر ما علق بكم من رجس الأنانية والأستقواء والاستعلاء والحرمان والتحجيم والإقصاء! أيتها الفزاعات الموؤدة الوجدان، خرافية الجسد، تائهة الشطآن، أين ذيلك فنحن لا نرى غير عيونك كحبات الثوم ترفرف في الظلام، تنتظر سقوط الساقط لتلعق بقايا الجنين .
كفا عبثا وعلكاً بلجبص، فمدينتي مازالت وستبقى مدينة الأقواس والرماح والنبال والنبلاء من الفقراء، مدينة الحنطة.. ستبقى تنادي للصلاة.
من قال لكم من تحت سجادة حمراء، أن الوطن ليلة حمراء، وطعام رخوي يسند الأعصاب، خوفاً من هزيمة السرير، هنالك فرق بيني بينكم.. فعودي كجذر التين النابت في الصخر، يزحف على بطنه، ليطرح تيناً تعود الطيور منه خماصاً.
لكم الشيطان يا من ستتدحرجون عن شفا الكهولة، في قعر المخارز، ونهاية الأصابع تزحف كثلج فوق صفيح من الشفرات.. عاش بين الاحتضار والاحتقار.
أدمنا تعاطي الخروع، وملح الانجليز، ومد الأصابع حد البلعوم، وتعودنا جرعات الملح حتى تكسرت الأطراف، واستأنس الثعابين منا الخواصر، ومن حرارة الروح بز اللسان، فانفرط عقد الحروف تحت أقدام عفاريت الجان.
أنا ارستقراطي الطباع، عمالي السواعد، فلاح بالفطرة، رأسمالي الهوى اشتراكي القسمة ..مهما تحدبت ومهما تقعرت، وكيفما لملمت جراحي وكيفما تبعثرت، وكيفما راودتني نفسي وكيفما أيقنت، ومهما تفرعنت وكيفما تشرعنت.. لن يدنس قلمي مالٌ ..هنا عند أقدام التراب المقدس قد ركعت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات