محمد عشا وختم القيمة المضافة


"اذا اردت ان تكون لك قيمة في الدنيا يجب أن يرضى عنك اليهود" محمد عشا الدوايمة "قدّس الله سره" .
عندما قرأت هذه "الحكمة" اللقمانية والقول المأثور للنائب الذي ملأ النيا صراخا وعويلا على فلسطين وشعبها, وحقوقهم المنقوصة والمهضومة وأرقامهم الوطنية المسحوبة وعدم تجنيس أبناء بناتهم "المأردنات" فقد سارعت أسأل نسيبا صديقا عزيزا "لحّاما" أبا عن جد, عن معنى الأختام التي نراها على قفا الذبائح المعروضة للبيع في ملاحمنا, وجودها, شكلها ولونها, فأفاد بمهنية واحتراف أشكره عليها: الأختام تشهد بأن هذه الذبائح قد مرت على فحص طبيب المسلخ وأجازها للإستعمال الآدمي, أما اللون وشكل الختم فتحدد جهة استقدام اللحوم او منشأها, بلديا سودانيا رومانيا استراليا وارد دبي مثلا وهكذا. بمعنى آخر الأختام تعطي للذبيحة قيمتها المضافة وتسمح ببيعها وغير ذلك فهي فاقدة للشرعية والقيمة.
وعندها...وعندها فقط فهمت ما ذهب اليه النائب الجهبذ الدوايمة في قوله السالف الذكر, بل وفهمت أن يختار لنفسه شركاء يهود واسرائيليين للبزنس وجمع السحت, وأدركت القيمة المضافة التي كسبها المحترم من زيارته للكيان الصهيوني وتهنئته لكبيرهم الذي علمهم السحر بيريز بعيد "احتلال فلسطين" والذي يصادف بالضرورة والمنطق عيد استقلال هذا الكيان الغاصب.
عندها فقط فهمت فحوى شعاراته الإنتخابية الداعية لإراحة الكيان المحتل من أعبائه الديموغرافية بتجنيسها هنا وتوطينها لدى الوطن المشاع الجامع شرقي الشريعة, وعندها أدركت لماذا يواصل حملته وأسلوبه المبتذل للمتاجرة بدم شهداء فلسطين وقضيتها منذ فجرها وحتى عباسها ودحلانها وعشّاها.
نعم "الآن فهمتكم" وفهمت كيف تصنع الملايين وتُسمّن الحسابات كالعجول والغنم ويتم التدليس على البسطاء والعامة والبيع والشراء بالقضية والمقدسات بالصراخ وطول اللسان والبذاءة السياسية والوقاحة النضالية.
نعم, ختم الجزار بيريس وأركان كيانه الذي ذبح مئات آلاف الفلسطينيين والعرب فوق تراب فلسطين "التاريخية" وشرد من شرد, على قفا الباحث عن القيمة وتأشيرة الدخول الى العالم والمال والشهرة من بوابة اليهود هما المبتغى والهدف وأقصى الطموح للاهثين خلفها والطامعين بصكوك غفرانها.
وإن من يسعى لنيل الرضا والقيمة من اليهود والصهاينة, لا بد أنه رهن عقدة نفسية صعبة تشعره بالنقص وقصر الباع.
ويبقى للأيام أن تطلعنا على لون وشكل الختم الممهورة به قفا زوار كيان العدو وربما حروف ثلاثة معها: VIP
لا...وزاد صاحب ختم القيمة المضافة باللون الأحمر على فضائعه وفضائحه التي قززت حتى اقاربه وذوي رحمه ودفعتهم لشجبها والتنصل منها, على غرار ما فعل والد المُضِرّ زهران عندما تبرأ منه, على شعره أبيات وقصائد كارثية كثيرة, عندما تعرض هذا "الصغير" للجيش الأردني الباسل وشكك بتاريخ بطولاته في فلسطين.
وهنا لا بد أن أوجه تحية شكر وإعجاب وطنية حارة للزميل الصديق خالد المجالي صاحب تعبير "الصغار" عندما كتب "عندما يتطاول الصغار على قواتنا المسلحة" .
لن أكتب هنا عن الجيش الأردني وأبطاله وشهدائه ودوره التاريخي في فلسطين أو اية جغرافيا عربية أخرى تعرضت للخطر من شركاء البزنس للنائب الدوايمة, فمقولة النائب المناضل الأكبر "محمد عشا" عن "الفشك الفارغ" لا تساوي قيمة الحبر الذي يمهر به قفا ذبيحة في مسلخ عمان, وتشكيكه بصمود ودم الأردنيين فوق ثرى فلسطين لا يزن مثقال خردلة أو جناح بعوضة تقتضي الرد عليها او محاججتها, ولكنني سوف أتعرض بعجالة لمدى التناقض الفاضح والبائن بينونة كبرى الذي يختم عنتريات العشا وتمرجحه بين النضال لتحصيل حقوق فلسطينية من غير سالبيها, ونسيان المطالبة بهذه الحقوق ممن اغتصبوها حقا لا بل مكافأتهم سعادته بتهنئتهم بعيد اغتصابها وشاركهم التجارة وجمع متاع الدنيا دون عذابات ومعاناة أهله وشعبه الذي يدعي أنه يزوره في فلسطين التاريخية. وكيف للصغار فعلا أن تغريهم صورة المرآة تحت القبة وعلى شاشات الفضائيات المبتورة أن يروا في أنفسهم عمالقة كرتون كبار, حتى وإن هم عجزوا حتى عن الإتيان بجملة واحدة لا تُحسب عليهم, وتعبير يتيم لا يزلزل كيانهم شخصيتهم ويبطل ما يدّعون.
وفي هذا السياق, وقد كُشف المستور وبان "المستخبي" حتى وإن أنكر واعترف وعاد فأنكر واعترف نائب البطولات الزائفة, فلا بد لتوجيه سؤال برسم الإجابة للنائب النائبة: أوهل مهرجان القدس الذي درجت على إقامته منذ سنين, ممهور هو الآخر بختم العبور الى العالمية ورضا أبناء العمومة في تل الربيع؟
تفرح بدعوة الخارجية الاسرائيلية لك واستقبالك استقبال رجل الدولة من أعداء الأمة, وتبوء بغضب الأمة ورب الأمة لما قدرت وتاجرت. فأية صفقة خاسرة يا غراب الأمة عقدت؟
وبيانك الأخير يا سعادة العشا الذي تكرمت به بشهادة لسنا بحاجتها, وأسهبت به بسرد بطولات قواتنا المسلحة الأردنية في فلسطين, جاء متأخرا ومداهنا ومذبذبا وله غاية في نفس يعقوب, ولم ولن يجبَّ ما قبله, ولن نشكرك عليه, ولكننا سنحاسبك على طولة لسانك إن أبقت عليه زلته بحق الحرائر الأردنيات.





تعليقات القراء

شكرا
انا سميتهم عرابين الوطن البديل.بس انت قشيت خلقي اكثر.بس بدي اسال متى نخلص منهم ومن اشكالهم.؟
27-04-2013 10:48 PM
ابو مفلح
..........
رد من المحرر:
نعتذر........
28-04-2013 08:10 AM
اتقوا الله وتبينوا الحقائق
ان ما تتهمون به النائب المحترم ليس عليه دليل وليس به اثبات وبالتالي يبقى يندرج تحت مسمى الاشاعات والدسائس والحقد والغيره .......يا سيادة الكتاب هناك شخصيات اردنيه مرموقه زارت الكيان الصهيوني سرا وعلانيه فلماذا لم نسمع صوتكم وقتها ؟ يا سعادة الكاتب المحترم هناك شخصيات اردنيه عديده تتاجر مع الكيان الصهيوني ليس تجاره بينيه فقط بل تقوم بتصدير المنتجات الصهيونيه الى خارج الاردن على انها منتجات من منشأ أخر وهذه الشخصيات معروفه يا سيدي ، وتستطيع ان تصل لهذه الاسماء لذا نرجوك ان تبحث عن الاسماء .........
28-04-2013 08:56 AM
إلى رقم 3
(يا سيادة الكتاب هناك شخصيات اردنيه مرموقه زارت الكيان الصهيوني سرا وعلانيه فلماذا لم نسمع صوتكم وقتها؟)

يا رقم 3 يا محترم كاتب المقال معذور ما بقدر يسمعك ويسمعني ويسمع الغير
................
28-04-2013 10:35 AM
سليم
.........
رد من المحرر:
نعتذر........
28-04-2013 10:45 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات