ثقة رشيقة لحكومة رشيقة


أنفض السامر يوم أمس, وانتهى السباق النيابي, وفصل الخطاب بمنح الثقة لحكومة دولة الدكتور عبدا لله النسور الرشيقة, رقم ( 55 %) وهو رقم رشيق, يقترب من الرقم الأوروبي الشهير في منح الثقة لحكوماتهم. انه رقم حضاري, لم نعتد عليه كثيرا في فضائنا الأردني ولا العربي, فضلا عن جراءة في الكلام المباشر, والنبرة العالية لأغلب النواب, يحاكي نبض الشارع الأردني, ولم يتقيد بنصوص بيان الحكومة الوزاري, لكنه أتى على محاسبة حقبة زمنية بأكملها.

مبارك للحكومة ورئيسها ثقة مجلس النواب, التي حبست لها الحكومة أنفاسها تحت القبة, وحبست معها أنفاس كافة المتابعين بسبب الإثارة النيابية, بعد أن شغلت مداولات الجلسات الطوال ذات المضمون المتقارب توقعاتهم وربما رهاناتهم. أغبط رئيس الحكومة اليقظ على هدوءه وصبره, وقدرته على الاحتمال, وعلى عزيمته النادرة التي لم تلن في مواجهة خطابات استعراضية نارية, تلقاها من عدد كبير ممن توقع, وممن لم يتوقع من نواب كان زميلا لهم قبل ستة شهور, كما أشكره على تعقيبه الشامل على المداولات النيابية برباطة من الجأش, وعلى قوة تعبيرية في خطابه المباشر في لحظة تبح فيها أصوات, وتضيق فيها صدور رجال ونساء, راقبوا المشهد بكل وجوم. رئيس كفئ لمرحلة حرجة, يدرك أن اليوم أمر, بعد أن كان في الأمس خمر ! وهو جالس يجلد بسياط غلاظ من المحافظين قبل الجدد, ولا معين له سوى رويته التي فاقت التوقعات, لرجل سبعيني نشط, جاب الوطن طولا وعرضا في كل الندوات والمحاضرات التي دعي إليها, لياسر فيها من حضر بحضوره وحلاوة منطقه, وعذوبة طرحه وقدرته على الإقناع.

الرئيس اليوم هو صاحب ولاية عامة وهو رئيس السلطة التنفيذية بحق ويستطيع أن يأمر الأجهزة فيطاع ويستطيع أن يواجه البرلمان بكل اقتدار ويطلب من النواب أن يعودوا لاختصاصاتهم وأن يتقيدوا بالدور المناط بهم في الرقابة والتشريع والطلب من وزراءه وموظفيه الحكوميين عدم فتح المجال, كما في السابق, لزيارة النواب لهم ولدوائرهم في كل وقت وحين, حماية للنواب ولهيبتهم الاعتبارية, ولفصل بين السلطات, ولعدم تغول أعضاء سلطة على أخرى, علاوة على أن يشعر الناس أن وضيفة النائب ليست خدمية وليست للتوسط أو للمحسوبية. حقا, أنها حكومة رشيقة ليس بالضرورة أن يستوزر فيها نواب, كي لا يشاع عن تعديل وشيك, وكي لا يقال أن الثقة كانت تسليف, لدين ينتظر النواب الوفاء به.



تعليقات القراء

ابو قتاده
النظر في هذه الحكومه يعتمد على كفائة انجازاتها وكم هي قريبة من متطلبات الشارع الذي يحتاج الى موازنات تعادل جميع موازنات الخليج لتحقق مطالب الشعب والنواب فمن اين لنا هذا ؟ واعتقد ان الرشاقه ستراوح مكانها لانه اخيرا لااحد يستطع ان يقول عطالله ذبح الفدان؟؟؟؟.تحليل منطقي وسليم وكلام بمكانه واعتقد ان قلة من البشر يستطيعوا ان يتحملوا ماتحمله رئيس الوزراء ولكن يادكتور حموري مقياس الرشاقه بخواتيمها وشكرا ياحموري على التحليل السليم
24-04-2013 07:21 PM
ام محمد النبراوي
شو احكاية عطالله ذبح الفدان وعلاقتها مع الحكومه الرشيقه والثقه والناس اللي انقلبت على ارادتها والنمري والدغمي ويحي والبطاينه وبني هاني وبني مصطفى وبني ياسين وبني عطيه واهل الكهف واهل تبع وانذارات لامريكا واخرى للاردن والفوضى العارمه والفوضى الخلاقه واعتقد ان جميع الخطابات التي تم تفريغها بناء على طلب الرئيس ستكون بنفس الاهميه التي اعطيت للحكومه النيابيه ولكن حد يستطع ان يؤكد ان عطالله ذبح الفدان اعتقد انه اذا تم حل قضايا الفساد نستطيع ان نثبت ان عطا الله ذبح الثور والا فعلى المتضرر ان يلجأ للقضاء وتسجل القضيه ضد مجهول كفيرها من قضايا الوطن المعروض برسم البيع ؟.
25-04-2013 07:07 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات