الملك يلتقي ممثلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية في واشنطن


جراسا -

أكد الملك عبدالله الثاني أهمية دور المنظمات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة في دعم القضايا العربية، وإيصال هموم المجتمعات العربية في الولايات المتحدة الأميركية إلى صناع القرار، والعمل على تعزيز التفاهم ومد جسور التعاون والحوار بين العالم العربي والإسلامي والغرب.

وشدد الملك ، خلال لقائه عددا من ممثلي القيادات والمنظمات العربية والإسلامية الأميركية في واشنطن اليوم الاثنين، على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لإيجاد حل شامل للأزمة السورية التي تتفاقم الى مستويات خطيرة، وما ينتج عنها من تدفق المزيد من اللاجئين الى دول الجوار، والذين تجاوز عددهم نصف مليون لاجئ في الأردن.

وأشار الملك الى الضغوطات التي تتعرض لها البنية التحتية والخدمات في المملكة نتيجة تدفق اللاجئين السوريين، بما فيها المدارس التي استقبلت نحو 42 الف طالب، والمستشفيات التي تقدم خدمات الرعاية الصحية، مشددا جلالته على ضرورة قيام المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لدعم الأردن كي يتمكن من التعامل مع هذا الظرف الطارئ.

وأكد الملك في هذا السياق أن عدم التوصل الى حل للأزمة السورية سيزيد من حالة التوتر وتزايد وتيرة العنف وتداعيات ذلك السلبية على مستقبل الشرق الأوسط، وأن الحل السياسي الانتقالي الشامل هو السبيل لإنهاء إراقة الدم السوري والمحافظة على وحدة سوريا أرضا وشعبا، واصفا جلالته الوضع في سوريا بأنه "كارثي"، ومحذرا في الوقت ذاته من تعاظم التطرف في المنطقة في حال استمرار هذه الازمة.

من جانب آخر، شدد الملك خلال اللقاء على مركزية القضية الفلسطينية والتي يشكل عدم ايجاد حل عادل لها، عاملا رئيسا لعدم الاستقرار في المنطقة، منوها الى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتمكين شعوب المنطقة من العيش بأمن وسلام.

وأشار جلالته إلى أهمية دور المنظمات العربية والإسلامية في شرح القضايا العربية ومعاناة الشعب الفلسطيني لصناع القرار في الولايات المتحدة الأميركية، بهدف دعم جهود تحقيق السلام وصولا الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 والتي تعيش بأمن وسلام الى جانب اسرائيل.

وحذر الملك من الانتهاكات والإجراءات الاسرائيلية الأحادية خصوصا الاستمرار في السياسات الاستيطانية، ومحاولات المساس بالمقدسات في مدينة القدس، التي تستهدف طمس الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للمدينة، مما يقوض اي جهد حقيقي لتحقيق السلام الشامل.

وقال الملك إن نافذة تحقيق السلام بدأت تضيق، ما يستدعي تنسيق الجهود من جميع الاطراف الدولية والإقليمية المعنية بإحياء العملية السلمية، والمضي قدما بها وصولا الى السلام العادل والشامل.

ونوه الملك، في رد على سؤال، إلى الدور الهاشمي المستمر في حماية المقدسات في القدس، وان الاتفاقية التي تم توقيعها أخيرا للدفاع عن القدس تأتي للتأكيد على "واجبنا التاريخي المستمر" في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية والدفاع عنها.

وحول مسيرة الاصلاح في الأردن، قال جلالة الملك إن عملية الاصلاح مستمرة في المملكة تعزيزا للنهج الديمقراطي وتوسيع المشاركة الشعبية في عملية صنع القرار، لافتا في الوقت ذاته إلى الانتخابات البرلمانية التي تمت في الاردن أخيرا وشهدت إشادة بشفافيتها ونزاهتها من المراقبين الدوليين، وما تبع ذلك من مشاورات مع مجلس النواب لاختيار رئيس الوزراء والبدء بتجربة الحكومات البرلمانية.

وثمن الملك استعداد المنظمات العربية والإسلامية الأميركية لتوظيف خبراتها في مساعدة الأردن على بناء القدرات المؤسسية التي تدعم مسيرة الإصلاح، لاسيما لمؤسسات المجتمع المدني بعد أن حققت هذه المنظمات نجاحات مشهود لها.

من جهتهم، أعرب ممثلو المنظمات العربية والإسلامية الاميركية عن شكرهم وتقديرهم لجلالة الملك على الدور الذي يقوم به للدفاع عن الأماكن المقدسة في القدس، وحمايتها من محاولات التهويد، منوهين إلى أن الاتفاقية التي وقعها جلالة الملك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعد خطوة مهمة في التصدي للمحاولات الاسرائيلية المتكررة لتغيير وتشويه معالم المدينة المقدسة وهويتها العربية والإسلامية والمسيحية.

وأشادوا بالدور الإنساني الذي يقوم به الاردن في تخفيف المعاناة عن الشعب السوري، باستضافة اكثر من نصف مليون لاجئ منذ بدء الازمة في سوريا وتقديم الخدمات لهم، وذلك رغم شح الموارد الطبيعية وقلة الإمكانات.

واعتبروا أن الربيع العربي شكل فرصة للشعوب العربية لترسيخ نهج الديمقراطية والمضي قدما في طريق الإصلاح، وأن الاردن شكل في هذا الصدد، نموذجا مميزا للربيع العربي والمتمثل في الاصلاح التدريجي الذي يضمن تحقيق تطلعات الشعوب في الحرية والديمقراطية، والتي تم تتويجها بإجراء انتخابات برلمانية شهدت لها المنظمات الدولية بالنزاهة والشفافية.

وشددوا على استمرار المنظمات العربية والإسلامية في دعمها لجهود الإدارة الأميركية في تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وضمان تحقيق التنمية والازدهار لشعوب المنطقة بأسرها.

وقدر ممثلو المنظمات العربية والإسلامية الدور المميز للأردن بقيادة جلالة الملك في دعم جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط، وشرح القضايا العربية لمختلف صناع القرار في العالم والولايات المتحدة.

وأكدوا على أن الأردن بقيادة جلالة الملك قادر على مواجهة التحديات في المنطقة باقتدار، لاسيما وأنه يتمتع بعلاقات استراتيجية مع عواصم صنع القرار في العالم.

كما ثمن ممثلو المنظمات العربية والإسلامية خلال اللقاء المبادرات التي اطلقها الاردن خلال السنوات الماضية لتعزيز الحوار بين الأديان، خصوصا رسالة عمان، والتي تتعاظم أهميتها في هذا الوقت بشكل متزايد، لما تحمله من معان سامية لتعزيز التسامح والتقارب والتعايش بين أتباع الاديان ومختلف الحضارات.

وأشادوا بمبادرات الملك الحكيمة والإستراتيجية وقدرته المتميزة على حمل هموم العرب ومنطقة الشرق الاوسط إلى الولايات المتحدة وحشد الدعم لها.

وعبروا عن استعدادهم للمساهمة في جهود الاغاثة الموجهة الى اللاجئين السوريين عن طريق ارسال مساعدات انسانية لهم.

وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ووزير الخارجية ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والسفيرة الاردنية في واشنطن الدكتورة علياء بوران.

وقال رئيس فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، الدكتور زياد العسلي، ردا على سؤال لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، حول إتفاقية الدفاع عن القدس التي تم توقيعها أخيرا، إن الاتفاقية مهمة من ناحية تاريخية وسياسية، مؤكدا أن الوضع الفلسطيني يحتاج باستمرار إلى دعم، وأهم دعم هو الدعم الاردني الهاشمي الذي له ارتباط تاريخي بقضية القدس، ويحظى باحترام دولي.

وأشار إلى أن العلاقات الإستراتيجية التي تربط الاردن وأمريكا منذ عقود طويلة مكنت الأردن أن يكون له آذان صاغية في واشنطن واحترام خاص يساعد الحكومة والشعب الاردني من جهة، ويحاول أن يمد يد العون للمنطقة عموما، ولفلسطين خصوصا من خلال هذه العلاقة الاستراتيجية من جهة أخرى.

وقال إننا سعداء كمنظمات عربية وإسلامية أن للأردن هذا المستوى من العلاقات الإستراتيجية، لأن العلاقات العربية الأميركية "هي علاقات محدودة تعتمد على قضية الساعة"، أما العلاقات الإستراتيجية فتقتضي تعاون واحترام متبادل، وهذا ما حصلت عليه الدولة الأردنية ووظفته لخدمة الشعب.

بدوره، قال المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركية (كير)، الدكتور نهاد عوض، في تصريح مماثل، إن الأردن بقيادة جلالة الملك ساهم في تطوير علاقة متينة مع رؤساء ومسؤولي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية في الولايات المتحدة، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على فهمهم للقضايا والتحديات التي يعاني منها الأردن أو يتطلع إلى حلها والقضايا التي يقودها.

وأضاف أنه من خلال هذه الزيارة تمكنا من الاطلاع على كثير من التحديات والرؤى في حل الإشكالات، سواء في القضية السورية وتدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى الأردن، والعبء الذي يشكله ذلك على المملكة.

وأشار إلى أهمية دور الأردن الإستراتيجي في حل النزاع العربي الإسرائيلي، وتحريك عملية السلام، خصوصا في ظل الفرصة الأخيرة المتاحة لدينا بقيادة الرئيس اوباما، ودور المسلمين والعرب الأميركيين، خصوصا في ضوء تطور العلاقات الاردنية الأميركية.

وأكد الدكتور عوض أن العلاقة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة مهمة جدا حيث يستفيد منها الأردن وتستفيد منها الإدارة الأميركية، وكذلك نحن كمسلمين وعرب أميركيين، لأنه علينا واجب ليس فقط في مساعدة الولايات المتحدة بل مساعدة دولنا العربية ايضا.

وتقوم المنظمات العربية والإسلامية في أمريكا بدور في تثقيف الرأي العام الأميركي حول الثقافة العربية والإسلامية، فيما تلعب دورا مهما في دعم قضايا المواطنين الأميركيين من عرب ومسلمين وحشد الدعم لهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات