يعتقد الكثير بأن المرأة البدوية لم تكن تهتم بزينتها وجمالها بل أن الحقيقة عكس ذلك حيث أنها من أشد الإناث ولعاً بالجمال فالبدو يحبون الخد الأبيض المخلوط بالأحمر أما الشفاه فالبدوية تكره أن تضع عليهما أي شيء لأنه موضع انتقاد لها خاصة من قبل الرجال ، وعوضاً عن ذلك تقوم البدوية بتجميل فمها بوضع الوشم(الدق) عليه ويكون لونه أزرق فاتح عادة وقد يكون الوشم على شكل خيوط مستقيمة أو موازية للفم أو عمودية عليه والذين يقومون بهذه العملية هم النور لأنهم مختصون فيها .

كما تقوم البدوية بتزيين عيونها بوضع الكحل(وهو عبارة عن مادة صلبة سوداء اللون حيث يوضع في زيت الزيتون حتى يتشرب به جيداً ثم يوضع في الشمس حتى يجف ثم يتم طحنها حتى تصبح ناعمة ثم يتم تنخيلها بواسطة شاشة ناعمة ) عليهما والذي يُحفظ في إناء صغير من المعدن يسمى المكحلة وغطاؤه مثبت به عود يسمى المِروَد أو المرواد (عبارة عن عود من البطم أو البلوط تبريه الأنثى حتى يصبح طرفه رفيع ) عند معظم العشائر الأردنية ويكون هذا العود مغموساً بالكحل عند إغلاق المكحلة فتعلق به ذرات الكحل الناعمة وهو الأداة التي يتم وضع الكحل بها على الجفون . والكحل يعمل على تقوية عضلات العين ويحفظها من الرمد كما يساعد على التخلص من مسامير العين.

ان وضع الكحل في العيون مأخوذ من مبدأ اسلامي حيث ورد في كتاب الطب النبوي لأبن قيم الجوزية أن الإْثمِد عبارة عن حجر الكحل الأسود ويؤتى به من اصفهان او من جهة المغرب وأجوده السريع التفتيت الذي لفتاته بصيص فهو ينفع العين ويقويها ويشد اعصابها ويحفظ صحتها ويذهب اللحم الزائد في القروح ويدملها وينقي اوساخها ويجلوها ويذهب الصداع اذا أكتحل به مع العسل المائي الرقيق . وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالأثمد المُروَّحِ (المطيب بالمسك) عند النوم ـ رواه ابو داود ـ وفي سنن ابن ماجه ورد ان النبي صلى الله عليه سلم كانت له مكحلة يكتحل منها ثلاثاً في كل عين
وتضع البدوية الحِناء على شعرها وتجدله وتقوم بإبراز تلك الجدائل والتي يسمونها (القرون) وقد تقوم بتجديل وصلة بتلك القرون ويكون عليها شراشب تسمى القراميل وذلك زيادة في طول الشعر. كما تقوم بوضع الحناء على يديها وقصتها (الشعر على جانبي الجبين) وعلى ذوائبها (الشعر الذي يتدلى على الجبين (الغُرة)) فتبدو ذات ألوان جذابة .
ويقوم البدو سابقاً بصنع الحناء ( الحنة ) من الطحالب (كائنات حية تنمو بجانب ينابيع المياه) التي تنمو بين الصخور وقرب الينابيع وتقوم البدوية بدقها (طحنها) ثم تنقعها بالماء ثم تستعمل كحناء .

وكانت البدوية تصبغ شعرها بنبات العضو حيث يتم جمعه وحرقه ثم يغلى رماده في الماء ثم تغسل به البدوية شعرها فيعطيه اللون والنعومة والطول .
أما الدهون والكريمات التي تستعمله الأنثى فهو مصنوع من لية الخروف (ذنب الخروف) حيث يتم دقه وطحنه مع القرنفل ويضاف إليه مجموعة من الأعشاب والتي تعطيه رائحة زكيه وتستعمله البدوية لتطرية وجهها ويديها ومواضع أخرى من جسمها وهذا مشابه لما تقوم به نساء المدينة في أيامنا هذه حيث استعمال العديد من الكريمات الكيماوية والصناعية وترتدي الأنثى البدوية الذهب وتزين نفسها به ويكون الذهب من الذهب الرشادي أو العصملي (وهي العملة السائدة أيام حكم الأتراك للمنطقة).

حيث يتم وضع حبل (حبل الذهب) ويكون معلق به الذهب على الرقبة والذي يسمى شك الذهب أو طوق الذهب (القلادة) فيتدلى على الصدر . وتقوم البدوية بتزيين أنفها حيث يتم ثقبه منذ الصغر ويوضع به حلقه ذهبية أو فضية تسمى الزميّم (بتشديد الياء) كما كانت البدوية ترتدي في اذنها الحَلَق المسمى عند البدو التراكي .
فالبدوية سبقت أنثى المدينة بالاهتمام بجمالها بل كانت تهتم بذلك وتعطيه أولوية رغم الأعمال والمشقات والرحيل والنـزيل والعمل الذي يوكل إليها . وشتان بين الثرى والثريا فالبدوية جمالها طبيعي ولا تلهث وراء الموضة بينما المدنية جمالها به زيف نتيجة المكياجات والدهونات التي تستعملها بكثرة .