عند اقتراب ساعة الحسم ونفاذ الذخيرة النفسية والدفاعية فإن أي سلوك يتبع من أي شخص يكون نابعاً من حالة اللاوعي بل تكون ردة الفعل كشمشون عندما قبض على العمودين المتوسطين الذين كان البيت قائما عليهما واستند عليهما الواحد بيمينه وآخر بيساره وقال شمشون لتمت نفسي مع الفلسطينيين وانحنى بقوة فسقط البيت على الأقطاب وعلى كل الشعب الذي فيه فكان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته.
الأسد حسب زعمه سيشعل ناراً لا تعرف هذه النار حدود الأردن وكانت ردود الفعل الشعبية حسب ما جاء على لسان صالح القلاب بأن هذه النار لن تصل إلى إلا رقبته فقط .
بينما ردود الفعل الرسمية حسب تصريح رئيس الوزراء الأردني بأننا لن نسمح بأي عملية عسكرية ضد سوريا من الأراضي الأردنية، وقد عللت توافد القوات العسكرية الأمريكية استكمالاً لمناورة الأسد المتأهب وليس لتدريب الجيش الأردني لتعامل مع الأسلحة الكيمايئية .
الدولة الأردنية تعلم بأن هذا النظام هالك لا محالة فمن يرتكب المجازر الوحشية في إسقاط براميل المتفجرات على رؤوس الأبرياء الأمنين ، ومن يسمح لزبانيته بأغتصاب النساء الشريفات العفيفات ويقوم بتنكيل بشيوخ والأطفال وحرق مدن بكاملها هو نظام بائد لا محالة وفاقد للشرعية ، وإن ثبات الأشاوس من الجيش العربي إنما هو حُلم كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصُّرَعةِ ، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب).
إن الأردن بسمائه وترابه ورجاله لم يكشرعن أنيابه بعد ، ولن يقبل على أن تدار الحرب بالوكالة ولن يسمح بتمرير المشروع الفارسي عبر أراضيه الوعرة وميراسه الصعب ، فكم وكم أحبطنا من المؤامرات الفاشلة لنيل من ذرات تراب وطننا الغالي، ليبقى قلعة الصمود العربية الشامخة التي راهن عليها الكثير منذ تأسيسها ولكنها كانت شوكة عصية في عيون المراهنين، ولا نرضى بحقيقة الأمر عن ما يدار على الأرضي السورية ونقف مع الشعب السوري قلباً وقالباً في كل يفعله لتحقيق العدالة الاجتماعية الشاملة بين فئات طبقاته المختلفة في مناخ تسوده الحرية والكرامة ومحاسبة النظام السوري داخل البيت السوري وحرية انتقاء الرئيس القادم لصيانة البيت الداخلي في أعلى درجات الشفافية والوضوح ضمن انتخابات حره وصادقة .
إن النزف السوري قد ادمانا وأثر بنا بشكلٍ مباشر على كافة المستويات ولكننا نجد بأن المرحلة الحالية تحتاج إلى مزيد من التحلي بالصبر والحكمة لكي نستشرف القادم المجهول في ظل غوغائية النظام السوري الحالي .