الطفل الحراكي البطل .. محمد الروابدة


نعم أنا حراكي .. ترددت عبارة الفخر و الاعتزاز هذه على ألسنة كثير من الأطفال الذين نقابلهم مشاركين في مختلف الفعاليات السلمية منذ عامين و أكثر.
لفت انتباهي بشدة لهذه الظاهرة .. أطفال المدارس بعمر 12 إلى 15 سنة أيام هبّة تشرين الذين كانوا وحيدين في الشوارع و على مفارق الطرق .. يهتفون يومها صراحةُ بإسقاط النظام .. و أوقفوني على الطريق و أجبروني على تغيير المسار كي أصل إلى بيت والدي في "مليح" .. و قصصاً كثيرة رائعة تدل على بطولة هذا الجيل الجديد المتعطّش للحرية .. الجيل الذي صحا على فساد كبير و ضياعٍ لوطنه و خطراً يتهدد هويته .. فانفجر مرّة واحدة في وجه الفساد و الاستبداد.
تحضرني هنا صورة الطفل الجريء الشجاع مؤمن منور الشخاترة المشارك دائماً مع والده في معظم الفعاليات في مادبا و كذلك الطفل البطل فراس يوسف الحامد و أخوته الصغار المصرّين على حمل اليافطات و رفعها و خاصةً في خيمة الاعتصام أمام سلطة مياه مادبا لإسقاط شركة " انجيكون" و نجحوا بإسقاطها .. كما تحضرني صورة أطفال حراك الهاشمية مؤخراً الذين رفعوا يافطاتهم بكل جرأة و شجاعة فخورين بحراكهم الشعبي عند زيارة الرئيس المكلّف للهاشمية المنكوبة بروائح المصفاة و أضرارها.
توسّعت ظاهرة اشتراك الجيل الجديد من طلاب المدارس الأحرار المنتفضين على الظلم و الفساد و الاستبداد .. الذي وصل أثره إلى مصروفهم الشخصي .. حيث كان المبلغ الذي يأخذه الطالب يكفيه لشراء ما يلزم .. أما الآن و بعد الغلاء الفاحش فما عاد هذا المبلغ يشتري له ربع ما يلزم.
كما تحضرني صورة الأطفال الصغار الذين يحملهم آباؤهم أو أخوانهم على أكتافهم .. أو امرأة تدفع طفلها أمامها على درّاجته في معظم المسيرات و في كل المحافظات .. تأكيداً على سلميّة الحراك و حق الجميع في المشاركة.
صورٌ زاهية تدل على الوعي المتنامي لدى هذا الشعب المظلوم المكلوم الذي يرنو بعينه إلى وطنه و هو يُنهَب .. و يُباع .. و تنهشه العصابة من كل جانب .. حتى بات الخطر يهدد هويته و مستقبله.
تُرى هل يملك الشعب الأردني أن يفعل شيئاً لإنقاذ وطنه ؟! هذا السؤال الكبير أجاب عنه الطفل الحراكي البطل .. محمد باسم الروابدة _13سنة_ الذي اندفع بجرأة و شجاعة لإنقاذ والده الذي كان يتعرض للضرب من البلطجية الزعران الذين اعتدوا عليه بحضور و مرأى و مسمع ضباط و أفراد الأمن العام .. ويا ليتهم ذهبوا لإنقاذ الضحية من البلطجية .. لا .. و إنما ذهب ثلاثة منهم كما هو واضح في الصورة المنشورة على كل وسائل الإعلام .. ضابط و شرطيان و منعوا الطفل "محمد" و أخافوه كي لا يذهب لمساعدة والده .. مما زاد في حسرته و تألّمه و هو ينظر إلى والده يُضرَب .. و كان الأجدر بهؤلاء الثلاثة بدلاً من احتجازهم و تخويفهم لهذا الطفل البريء أن يذهبوا لمنع الجريمة التي ارتكبها البلطجية أمامهم بضرب باسم الروابدة والد "محمد" المحشور بين أيديهم.
حسب عرفنا و عقيدتنا كان الأولى بهم نُصرة و إغاثة و نجدة الطفل و أبيه .. لكن يا حيف .. يا حيف.
نعم لقد أجاب الطفل الحراكي البطل محمد الروابدة على السؤال .. هل يملك الشعب الأردني أن يفعل شيئاً لإنقاذ وطنه؟! و كانت إجابة البطل محمد الروابدة من خلال هذا الانفعال و الحرقة الشديدة .. و الشجاعة و الجرأة وسط هذه المعمعة .. مندفعاً بين ثلاثة من رجال الأمن العام .. و عينه مفتوحة على أبيه .. و يده ممدودة نحو أبيه يريد إنقاذه .. لكنهم منعوه.
تُرى من الذي يمنع الشعب الأردني من محاولة إنقاذ وطنه؟!



تعليقات القراء

هاشمي وافتخر
يا اخي انا لا اعترض على مقالك لكن اتعتقد ان هناك في هذه الامة من يستحق ان يشار الية بكلمة بطل مجرد اشارة وليس قول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!! كفانا سخرية وكذب على انفسنا
16-04-2013 07:06 PM
الى 1هاشمخر
لست مع الاتب في بعض ما قال لكن الاطال يستحقون التشجيع بالبطوله للحريه وانقاذ الوطن 00
16-04-2013 08:02 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات