لقد عرّينا (منظومة القيم) فجاء لنا تعرّي (الجسد)


جاء في الإعلام الفاضح على عكس الإعلام الساتر هذه المرة نبأ جديد , وكان هذا النبأ من الأنباء المضحكة المبكية في نفس الوقت , المضحكة المبكية للذين لديهم حواس سليمة وصالحة الاستخدام تجاه القيم والجسد , جاء الإعلام الفاضح على عكس الإعلام الساتر هذه المرة بظاهرة تعري المرأة , فقد تعرّت كل من علياء , وأمينة , وحنان , من بلدان تقع على خارطة الوطن العربي على ذمة جغرافيا الوطن العربي , نعم تعرّت كل من علياء وهي هابطة بجسدها , وأمينة وهي ليست أمينة على جسدها , وحنان وهي قاسية على جسدها , تعرّت كل هؤلاء أمام الله وأمام خلقه وأمام عدسات جدتي , عفوا عدسات كمرات الفيديو الفاضحة , لتبقى هذه المشاهد محفورة بالذاكرة البشرية ما دام هناك تعاقب بين الليل والنهار , نعم تعرّت علياء وأمينة وحنان (بالجسد) الرافض للحدث , نعم تعرّت علياء وأمينة وحنان (بالجسد) الخجول الذي استقل عن الروح , نعم تعرّت علياء وأمينة وحنان (بالجسد) الخجول الذي اقسم أن لا يعود للروح , نعم تعرّت علياء وأمينة وحنان وربما أخريات لم يتم رصدهن من قبل الإعلام الفاضح , والقائمة مرشحة للزيادة إذا ما بقيت أسباب التعري قائمة في عالمنا العربي , وهنا لا اعتقد أن أرضية فصل الربيع عارية اقصد الربيع العربي , كل ما نعرفه عن فصل الربيع العربي , انه فصل يكسي ولا يعري , يكسي ويستر قيم وجسد الأرض والمرأة العربية بحلة خضراء زاهية .
والسؤال المطروح هنا هو هل تعرّي (الجسد) لهؤلاء وغيرهن , جاء من فراغ ؟ أم أن تعرّي (الجسد) سبقه بالضرورة تعرّيا (للقيم) ؟ لاشك إن تعرّي (الجسد) لهؤلاء وغيرهن سبقه تشويا وتكسرا وتعرّيا لمنظومة القيم , وإن التعرّي (بالجسد) لا يصل إليه الإنسان إلا عندما تهدم عنده منظومة القيم , وهنا أؤكد حقيقة أن تعري بعض القيم وهدمها عند البعض مثل : العنف وقتل النفس والفتنة والفساد والخيانة الكبرى... لا يقل فظاعة من تعرّي الجسد , الذي لا نجد له أية تبرير مهما كان الأمر .
عندما تتعرّى منظومة القيم عند الإنسان , نكون قد حققنا جميع شروط الاعتداء على الآخرين , لكن عندما يتعرّى جسده , نكون قد حققنا بعض شروط الاعتداء على الآخرين , ثم أن تعرّي منظومة القيم عند الإنسان , تمتد لأكثر من زمان ولأكثر من مكان , في حين أن تعرّي الجسد , ربما يتوقف نسبيا لزمان ولمكان محددين .
أن كيمياء (تعرّي القيم) لا يمكن إدراكها في دورق الحياة , وهي مرفوضة في مختبرات الرازي , ولن تنطبق عليها قاعدة أرخميدس , أما أحياء تعرّي الجسد والكتابة عليه كما حدث مع أمينة وهي ليست أمينة على جسدها , حيث كتبت على صدرها العاري تماما عبارة (جسدي ملك لي وليس شرفاً لأحد) , فهم أمواتا لا يرزقون عند ربهم , نقول لمتعرّي القيم أولا , ولمتعرّي الجسد ثانيا : عليكم لعنة من الله , وعليكم لعنة من الملائكة , وعليكم لعنة من الناس أجمعين , ولسوف يلعنكم أبناؤكم وأحفادكم ما دمتم عراة القيم والجسد , وأرى بعين اليقين أن تعرّي القيم اخطر من تعرّي الجسد , كيف لا وقد ُسئل احد الرجال الألمان عن سبب تعرّيه أمام حشد من الحكماء والفلاسفة في احد المنتديات الفكرية , والتي كانت تدور حول إدراك القيم , فأجاب عنه الفيلسوف الألماني (ماكس شلر Max Schuler) (1874 ـ 1928) وكان حاضرا للمشهد , قائلا : أنا أجيبكم عن سبب تعري هذا الرجل إذا سمح لي , وبعد أن سمح له بذلك , قال الفيلسوف : لأنكم انتم قد شوهتم منظومة القيم لديه خلال العقد الماضي , فأقبلوا هذا التعري منه ألان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات