ماذا بعد الثورة يا مصر


رحم الله جمال عبد الناصر فقد كان رئيسا لمصر وزعيما للأمة العربيه ، فقد جعل من مصر منارة في كل المجالات وخاصة في مجال التحرر من الأستعمار البريطاني والفرنسي وتبوأت مركز الزعامة للأمة العربية ودول عدم الأنحياز ، وخلفه أنور السادات الذي حاول جاهدا طمس تاريخ عبد الناصر وإنجازاته بقرارات كثيرة كانت مجحفة بحق الشعب المصري وساعده بذلك الأبواق الأعلامية التي كانت نائمة بحقدها على عبد الناصر وثورة الضباط الأحرار 23/7/1952م بسبب القرارات التي كان اتخذها وأهمها قرار التأميم بحق الأقطاعيين الذين كانوا يعاملوا الفلاح العامل في اراضيهم واقطاعياتهم كعبد مسخر لهم ولخدمتهم ، ولكن قراره بزيارة القدس المحتلة بتاريخ 9/11/1977م المفاجئ أمام مجلس الشعب ثم زيارتها رسميا 19/11 من نفس العام ليصل به التفرد باتخاذ القرار الى توقيع اتفاق كامب ديفيد بتاريخ 17/9/ 1878م والذي أدى الى توقيع معاهدة السلام مع الكيان الأسرائيلي أخرج مصر العظيمة من دورها القيادي الى دور المنفذ للمطالب الأمريكية والصهيونية حسب الملحقات السرية الملحفة بالأتفاق بل وتنازل عن السيادة المصرية التاريخية على سيناء ، وفتح ابواب مصر للصهاينة ليرتعوا في أرض الكنانة كما يحلوا لهم ، وحتى يمرر كل ذلك فتح الأبواب أيضا للمصريين للخروج من مصر للعمل بالخارج اينما اراد وا بلا رقيب وهذا أدى الى تفريغ مصر من نسبة كبيرة من الشباب المتطلع للحياة الكريمة والذي كان يعيش على فوهة بركان من الغضب إستطاع السادات إمتصاصه بهذه الخطوة وفتح الطريق لمن يستطيع ويجيد انتهاز الفرص من مؤيديه وللحقبقة لقد اجاد السادات دور الممثل البارع على شعبه بنجاح (وهذه كانت أمنيته بالحياة ان يكون ممثلا) ومما ساعده اتباع السرية في اتخاذ قراراته القمعية ضد معارضيه حتى رفاق ثورة يوليو المجيده ، وعادت مصر الى عهد الأقطاع ولكن الأقطاع الرأسمالي للمتنفذين والموالين فقط ، إلا ان السادات ورغم توقيع معاهدة السلام بقى على مسافة واحدة من الكيان الصهيوني ، حتى تم إغتياله أثناء الأستعراض العسكري الأحتفالي بذكرى معركة 6 اكتوبر وذلك في 6/10/1981م بمسرحية كوميدية تم تنفيذها بدفة محكمة كان المنفذ الثاني فيها الجالس بجانبه ونائبه محمد حسني مبارك والذي حمل بسرعة فائقة في سيارة غادرت به المكان وكان المفروض حسب البروتوكول والعادة المتبعة ان يبقى بجوار الرئيس وخاصة انه قد تم تعيينه كنائب للرئيس وألصقت التهمة بالمنفذ الأول خالد الأسلامبولي والذي ما كان إلا كبش فداء والذي نفذ فيه حكم الأعدام فيما بعد ، وإعتلى حسني مبارك سدة الحكم في مصر والتي ألقى بها في فترة حكمه في احضان أمريكا ولم يسجل له اثناء فترة حكمه سوى انه كان الحارس الأمين على كيان اسرائيل والحامي لها بل والمؤيد لها وان كان سرا في حربها مع الفلسطينيين وشن حروبها على غزه وقد كان فعليا من المشاركين لأسرائيل بتشديد الحصار على قطاع غزه ليصبح الصديق الحميم لقادة الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين العربية ومقدساتها ، وجنى مقابل ذلك المليارات من مكتسبات الشعب المصري مع المقربين له وافراد عائلته وبغض الطرف من أمريكا على كل التجاوزات لتتراكم الديون على مصر وتقع ضحية في رحى صندوق النقد الدولي والذي من أهم أهدافه إذلال الشعوب النامية وتركيع دول العالم الثالث المتطلعة للأسقرار والنمو ، وأصبحت مصر تخضع لرجال مافيا الأقتصاد والمال والذين أثروا مع وبمساعدة اسرة حسني مبارك ومعاونيه الذين ارتكبوا الجرائم بحق مصر وشعبها ولو طال به زمن الحكم لتحولت مصر الى جمهورية مالكية وراثية ، إلا ان الله جلت حكمته كان رحيما بمصر وأهلها ونجحت ثورة التحرر في ميدان التحرير ، ولكن ماذا بعد الثوره ...؟؟؟
Email;shareefshareef433@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات