سوريا يا حبيبتي؟!


زرت بالأمس سوريا كالعادة فأنا أزورها كل عام في مثل هذا الوقت...عندما علم أقاربي بقراري الغير رجعة فيه جاءوا لتوديعي وكم كانت الدهشة حمل أحدهم كلاشنكوف وشيئاً من الذخيرة وبعضاً منهم قنابل يدوية فالوضع الحالي في الشقيقة سوريا يتطلب ذلك غادروا وبقيت أعيش الحزن كله تثاقلت الخطوات فرجعت لمكتبتي وعمدت لمطالعة كثيراً من المقابلات التي أوثق من خلالها لتاريخنا المجيد ارتسمت أمامي المكتبة الظاهرية بدمشق القديمة فالحياة بعظمتها نور وعطر . فحين تنطق أثارها تجبرك على الجلوس بجوار مراجع كتب لها أن تعيش لتروي عطشنا ...عاودتني الذاكرة فهذه حلب بجمالها وروعة تاريخها زرعت في الوجدان فرحة فهذا أحد تجارها بسوق المدينة الأثري استوقفني وبكى حين علم إنني من معان حيث قال: في عام 1966م كنت أحد حجاج بيت الله الحرام أنا وعائلتي داهمتنا السيول وعناية الرب مكنت لنا العيش والأجمل كرم ونبل وشهامة الشعب الأردني رغم نفاذ الطعام والشراب استضافتنا عائلات معان وقدمت لنا كل شيء حينها عرفت بأن الدم واحد والدين واحد والتاريخ واحد وتابع قائلاً:عدت لحلب وأدخلت معان سجل ذكرياتي الجميلة . كنت ضيفه المقرب لأيام تنقلت للمكتبات والأماكن الأثرية . لا زلت أقلب الصور وأعيش ماضيها الجميل فهذه صور مدينة معان في محافظة حماة السورية فحين نزلتها وعشت لياليها تسلل إلي صوت المعري يصدح من معان الأردنية لمعان السورية معان من أحبتنا معان.....تجيب الصاهلات به القيان وهذه صورة الكرك بمحافظة درعا لا زالت تبعث العز والإباء وتجسد معالم الإخوة . نعم ارث ثقافي عريق عشته خلال زيارتي لسوريا جعلتني أعيش الواقع بجمالياته فبلاد الشام حاضرة في الوجدان فكل حدود الدنيا ومخططاتها لا تستطيع أن تطمس وجود حب تجذر في القلوب ...نعم هذه المرة سأزور سوريا وكالعادة سأزور المكتبة الجديدة في جبلة وأطلع على الجديد فيها فتاريخنا بحاجة لرصد وتمحيص وعرض ضمن قراءة مستفيضة تخرجنا من الزور والبهتان للنور والحق ... نعم كالعادة حملت الكاميرا والكراس وبعضاً من القيصوم والميرمية وغادرت لسوريا الحبيبة تاركاً السلاح والعنف والعتاد حاملاً قلباً ينبض بحب سوريا وشعبها ليعاود صدا الصوت يقبل كل جدران وطني الحبيب الأردن ليغادر لكل بيت وحارة وزقاق في وطني العربي الكبير يبعث الأمل من جديد في نفوس لا زالت عامرة بالإيمان والحرية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات