سقطت جميع البيعات التقليدية النفعية بالتقادم, وبزغ فجر جديد يطالبنا ببيعة وطنية حقيقية, تنبع من معين القلب وتصدر عن إرادة التوحد في الحلم, بيعة تروي ضمئها جميع مشارب وينابيع الوطن, بيعة قادرة على حماية مقدراتنا وإنجازاتنا وتاريخ الاباء والاجداد .

بيعة وطنية تفرق بين الولاء والخضوع بين الحاكم والتابع, بيعة وطنية تميز بين المعارضة والمؤامرة, تحدد الألتزامات المتبادلة, توازن بعقل بين حقوق الضيف والمضيف, بين تسامح المضيف وفظاظة الضيف حتى لا يلتبس الأمر علينا كما هو الحال في الزعتري.

بيعة وطنية تهدد جميع قصور ومستودعات وشاليهات ومزارع اللذين أعتقدوا أنهم اصبحو خارج نطاق الملاحقة والعقاب, بيعة صارمة حازمة تقض مضاجعهم ليلاً وتنهش أجسادهم نهاراً , تحاصرهم بالإعلام والشارع, تصادر حريتهم كما صادرو حقوق أبناؤنا بالعيش والتعليم.

بيعة وطنية حقيقية تشترط جدول زمني للأصلاح وإسترجاع أموال الشعب, بيعة تُحرم على رئيس الوزراء استمرار تهديدنا بإنخفاض سعر صرف الدينار والإحتياطي الأجنبي, لأننا لا حول لنا ولا قوة في هذا الانحدار بالعملات والدولار .

بيعة وطنية أكبر وتكبر على جميع آلامنا وأحزاننا, تحفظ حرماتنا, تحفظ أرواح شبابنا من الغاز المسيل للدموع , فلقد أسال هذا الغاز جميع دموعنا في مؤتة الحزن والجرح الأخير .

بيعة وطنية جريئة تعترف أننا غير سعداء بنتائج كل تجارب التغيير التي عصفت من حولنا في مصر وتونس وليبيا واليمن, ولن ننساق لمثل هذه التجارب, فلنا خصوصيتنا ولا نريد أختبار صبرنا في محطة وقود, أو طابور خبز, نريدها بيعة أردنية حقيقية لا تهدأ حتى يسٌلم الوطن لأصحابه الشرعيين, ولا تقبل أن يكون الوطن بأسم حزب أو جماعة او يختزل تحت مسمى عشيرة او عصابة, بيعة وطنية نرددها بصوت عال صوت يقول" أنْ لم تستطع قول ألحق فلا تصفق للباطل" .
زيد محمد الحواتمة