تأدبْ أيها "السِقْط" وأنت تخاطب الحرائر!


"السقوط" لغويا, هو الوقوع من أعلى إلى أسفل, وطبيعة الأشياء فيزيائيا أن تأخذ هذا المنحى بقوة وزنها المادي والذي يرتبط بقانون الجاذبية المتعلق بتفاحة الانجليزي اسحق نيوتن والتي وردت قصتها على لسان الفيلسوف الفرنسي فولتير.
وطبيا سقوط الذراع هو, نزوله قبل رأس المولود, والسِقْطْ هو المولود الميت, والسَقَطْ هي الأجزاء الهابطة القيمة من أحشاء الذبيحة.
أما "الساقط الساقطة" وقياسا على ما سلف من ثوابت وقواعد علمية ولغوية فهو اسم الفاعل الذي يسقط او يقوم بفعل السقوط, وليسقط الشئ أو الإنسان أيها الدكتور...المهندس, كما تصر على مناداتك, فيجب أن يكون أولا ذا وزن, وثانيا في مكان حالق او علِ من مركز الأرض, أما عديم الوزن المتجذر في الهاوية فلا سقوط له, لا فيزيائيا ولا لغويا ولا حتى معنويا مهما تبرأ منه لسانه وقاده الى ما تحت الأرض بفراسخ.
هزلت الأيام وظهرت الرويبضة واختلط الحابل بالنابل وصالح الأشياء بطالحها, ولكنها حكمة الله وإرادته ودقيق تدبيره, فيبقي الزيت زيتا والماء ماء يختلطان فتعود قوانين الطبيعة والكيمياء لفصلهما تحت أي ظرف, ويبقى البر برا والزوان زوانا تعزلهما قوانين الفائدة وعدمها والغرابيل وحركتها الطاردة عن المركز.
والرجال لها وزنها وقيمها ونبلها وأخلاق فرسانها, واعية ومدركة لحقيقة كينونتها وتأثيرها فلا تحتاج للتصنع ولفت الأنظار لجلي مرئي غير محجوب ولا غبار عليه, ولا تحاول تصغير الناس حتى تكبر, ولا تحقير الغير حتى تظهر.ولا حاجة بهم ليقال" قال فلان وعمل فلان وصاح فلان و "فغفغ" فلان.
أم أشباهها في أي زمان ومكان وتحت أي مؤثر وحساب بنكي دسم وظهر خارجي, تبقى خاضعة لقوانين خالق الكون وما دبر للأرض وما عليها من تدبير. وقد تصل الأشياء أي كانت ومهما كانت الى مواقع ومناصب لم تتطلع اليها يوما ولا حتى في أضغاث أحلامها, فترتفع عقيرتها بأنكر الأصوات وتملؤ الدنيا بغثاء السيل وزبده وتصطنع الأحداث من حولها حتى يُقال ويشار اليهم بالبنان والكاميرات والإعلام, ينظرون بغبطة وعدم تصديق في المرآة ويبحثون عن كل حرف خُط عنهم في قصاصة أو شبه صحيفة.
أما الحرائر والنشميات الأردنيات يا هذا, فهن القمة من القمة من القمة والشموخ من الشموخ من الشموخ, لا تسقط ولا تتساقط ولا ترد على ساقط, ارتفعن الى الأرحام شرفا وجئن الى الدنيا شرفا, ورضعن الخلق والأدب شرفا على شرف وحملن الشرف جينات في الدم والفكر والوجدان واسم القبيلة والعشيرة الأردنية وضوابطها, وهن أخوات رجال بنات رجال ونساء رجال وأمهات رجال, بل إنهن رجال أنثوية لحكمة ربانية وإرادة إلهية لن تفهم ومن يرقص على نقر دفك فحواها ومعناها ولو استلفت من لقمان حكمته.
ولعل نشوة النصر في وصولك الى حيث تستطيع مخاطبة أخوات الرجال دون حجاب ترميه دونهم وبشعبتي حية تسعى, قد أعمت منك البصر والبصيرة ورمتك خلف حدود الممكن والمعقول, وعطلت لديك مثقال تلك الجوزة التي خص الله بها بني البشر عن بقية مخلوقاته سبحانه.
أشفق عليك وأيم الحق يا هذا, وأدعو الله لك اللطف والهداية والسلامه, أو أن يخرسك عن الباطل والهذيان ما حييت. وكم من نيابة كانت نائبة على صاحبها.



تعليقات القراء

Wow
This is the best thing I read on this website...what a smart and very beautifully written letter. Very proud Jordanian.God bless
04-04-2013 01:35 PM
سلطيه
رائع..واروع من رائع..للرجل اللي بفكر حاله انه رجل ووصل لما وصل اليه وهو بالاول والاخير(سقط)مولود ميت..احترم نفسك والحرائر.او اخرس للابد..طبعا معروف من هذا السقط..السؤال اللي محيرني كيف وصل لهيك منصب نشميات الاردن احق به منه..
04-04-2013 02:50 PM
خير الكلام
" أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب افلا تعقلون"
04-04-2013 07:40 PM
بلد الملائكة
....................
رد من المحرر:
نعتذر عن نشر التعليق
05-04-2013 04:26 PM
على افتراض
اذا كان هناك من تصرف بسوء ادب فلا يجب الرد عليه بأسوأ من ادبه
05-04-2013 05:19 PM
حمايده
فعلا اخي دويري انك اصبت انت مبدع يسلم قلمك معبرا عما يجول في خاطر الكثيرين .
07-04-2013 11:31 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات