إعجبني العنوان في دعاية لشركة أمنيه, لا اريد الدخول في التفاصيل فذلك لا يعنيكم ولا يعنيني ولكن أضحت كلمة باسبورت هاجس الكثيرين ممن يعيشون بين ظهرانينا ومنهم من يخاف على رقمه الوطني بعدما تبدل كرته من الأخضر للأصفر او على جواز سفره الاردني بعدما دفع دم قلبه للحصول عليه وهنا أقصد البعض من ابناء الرافدين ممن منحهم المدير السابق للمخابرات صكوك المواطنه لقاء دراهم غير معدوده,, وغيرهم ممن تم تجنيسهم وبقدرة قادر اضحوا ولاة علينا ..
النواب السابقون ممن جاهدوا للحصول على الباسبورت الاحمر مرروا للحكومات في حينه قوانين لا تسُرْ البال ومنها قانون المالكين والمستأجرين وقانون الضمان الاجتماعي وكلاهما سيئي الذكر لربما كان المقصود منهما جرْ الاردنيين الى داحس وغبراء جديده كذلك قانون المطبوعات والمواقع الالكترونيه..ولكن لطف الله ولم يحصلوا على مبتغاهم بل أُخرجوا من تحت القبه عنوةً وفي ليله ما فيها ضوء قمر...اللهم لا شماته.
الوزراء من حملة باسبورتات أجنبيه لاحقتهم لعنة الباسبورت بعد التوزير فمنهم من تنازل عن جنسيته غير الاردنيه لقاء البقاء الرابع ومنهم من أخفى ولكن بقوا حبيسي اسرارهم في ادراج زوجاتهم وتحت التهديد,, كما النواب ايضاً.وبرغم كل ما قيل الا ان البعض حاول تجاوز القانون ولم يستقيلوا بل اقيلوا, وعادوا من حيث أتوا.
برغم انك تحمل جواز سفر ورقم وطني ودفتر عائله وهوية أحوال مدنيه وشهادة اخراج من الجيش ورخصة سواقه وبطاقات إئتمانيه من بنوك عديده ,,ولكن اذا ما راجعت اي مؤسسه حكوميه لاكمال معامله بعد تمحيص كل اوراقك الثبوتيه وشهاداتك العلميه وخبراتك المحليه والخارجيه يصر الموظف عليك ابراز شهادة الولاده خاصتك وكذلك اين ولد ابوك ما بقي الا ان يسألك عن اسم الدايه...
لن أنسى احتجاز الكفيل السعودي لجواز سفري وعدم احقيتي في النظر اليه في ليالي الغربه والاشتياق للوطن فكنت اتسلى بكتابة الشعر او متابعة القناه الاردنيه برغم عدم قناعاتي بانها وطنيه بل تغم البال, واذا ما جاءك خطب او اتصال من الاهل يستدعي عودتك الطارئه تدخل في سجال مع الكفيل والمعقّب والخروج والعوده ناهيك عن نظرات التشكيك والريبه وما ان تلتقي جوازك الحبيس ادراجهم وكأنك ترى البتراء على محياه واعمدة جرش الاثريه على صفحاته والقلعه وعجلون والكرك...يلعن ابو الغربه كم عزيزه لُقمة العيش.
في امريكا يقف الاردني طويلاً في اي طابور يلتقيه احتراماً للنظام كما شاهدنا الرئيس الامريكي اثناء الانتخابات الاخيره ونائبه وفي كل البلدان الاجنبيه ,, وفي المطاعم في انتظار شغور طاوله وفي المطارات ومحطات الغاز وغيرها, لكنه يتأفف عند تأدية نفس الفعل في الاردن والسبب هو انه هناك في انتظار الحصول على الكرت الأخضر والذي سيؤهله لاحقاً للحصول على الجواز الامريكي, بينما في الاردن هو في انتظار التخلص منه, ناهيك عن استخدامه لالفاظ تمس وطنية كل واحد فينا وتمس الوطن الذي احتظنه ..فقط للمقارنه.
باسبورت أمنيه جاهز لمن يرغب به..وداعاً