الوصاية على الأقصى للهاشميين


تعاقبت على مدينة القدس الحروب تلو الحروب نتيجة طمع الأمبراطوريات القديمة فيها وذلك بسبب قدسيتها وموقعها الجغرافي حتى دخلها الأسلام وتسلم مفاتيحها الخليفة العادل عمر بن الخطاب عام 636م لتبقى بعدها تحت وصاية الخلافة الأسلامية باستثناء قترة الغزو الصليبي والذي قام بدحره منها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م حتى سقوط الخلافة العثمانية وسقوطها بيد الأنجليز ووضعها تحت الأنتداب البريطاني بموجب اتفاقية سليكس بيكو عام 1916م التي جزأت القسم الأسيوي من العالم العربي الى عدة دول والذي قام بالتآمر مع القيادات العربية السياسية بتسليمها لليهود الصهاينة كوطن لهم تنفيذا لوعد اللورد بلفور الموقع عام 1917م وذلك بعد اعلان بريطابيا إنتدابها على فلسطين واعلان دولة الكيان الأسرائيلي عام 1948م ليقع الجزء الغربي من القدس تحت سيطرة هذا الكيان ضمن الأرض الفلسطينية المحتلة ويبقى الجزء الشرقي منها وفيه المسجد الأقصى عربيا فلسطينيا وكان قد تخلل هذه الفترة وقبل سقوط الخلافة العثمانية البيعة للشريف الحسين بن على ملك العرب 1924م وبموجبها انتقلت الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس للشريف الحسين بن علي الهاشمي ومن بعده للملوك الهاشميين من ذريته ملوك المملكة الأردنية الهاشميه واستمرت هذه الوصاية رغم احتلال الكيان الصهيوني للقدس الشرقبة عام 1967م ونتيجة الخلاف بخصوص التمثيل الفلسطيني في المفاوضات بين القيادة الأردنية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والتي تم وصفها مؤتمر القمة العربية عام 1974م بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني أعلن الأردن فك الأرتباط بين الأردن والضفة الغربية عام 1988م وكان هذا يعني إنهاء الوحدة بين الأردن والضفة الغربية .
وبعد دخول السلطة الفلسطينية للأراضي الفلسطينية بموجب إتفاق أوسلو الموقع بين منطمة التحرير الفلسطينية والكيان الأسرائيلي 1993م ازدادت وتيرة التوسع الأستيطاني الصهيوني في الضفة الغربية مع إزدياد الحفريات تحت المسجد الأقصى وحوله بقصد هدمه وبناء الهيكل التوراتي المزعوم مكانه كما إزدادت عمليات تهويد القدس وطمس معالمها الأسلامية ، ووقفت السلطة الفلسطينية عاجزة عن الدفاع عن القدس والمقدسات وخاصة المسجد الأقصى رغم حصول فلسطين على عضو غير كامل في الأمم المتحدة بتاريخ 29/11/2012م إلا أن القيادة الفلسطينية لم تستغل مكتسبات هذه العضوية وهذا الأعتراف الأممي بدولة فلسطين رغم تهديدات محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية باستعمال الحق الفلسطيني المكتسب بموجب هذا الأعتراف وهذا يعود لأسباب كثيرة ربما من أهمها بنود إتفاق أوسلو وضعف القيادة الفلسطينية السياسية وكذلك ضعف المفاوض الفلسطيني الذى أمضى أكثر من عقدين من الزمن في مفاوضات مارثونية عبثية فاشله ، لذا وجد محمود عباس نفسه مضطرا للخروج من هذا المأزق وحفظ ماء الوجه أمام الشعب الفلسطيني الذي باتت أغلبيته تطالبه بالرحيل فكان لابد من اللجوء الى الأردن وللقيادة الهاشمية الحكيمة والتي لم تلغي دورها في الحفاظ على المقدسات الأسلامية في فلسطين ولا دورها في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمطالبة بالحل العادل للقضيه ، وان يصحح المسار الخطأ الذي انتهجته قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في إدارة ملف القضية والذي أدى الى فك الأرتباط وجاءت هذه الأتفاقية والتي تهدف الى حماية الأقصى والأماكن المقدسة والممتلكات الوقفية من العبث والممارسات الأسرائيلية الصهيونية والموقعة بين الملك عبد الله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية ومحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بتاريخ 31/3/2013م لتؤكد الوصاية الهاشمية على هذه المسجد الأقصى والأماكن المقدسة وتعيد الحق للملك عبد الله الثاني بصفته صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف برعاية هذه المقدسات والحفاظ عليها والدفاع عنها ومتابعة ما يخصها في المحافل والمنظمات والهيئات الأقليمية والدولية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات