الملك فاروق وحاشيته التي اجلست مصر على خازوق
يخطئ من يعتقد بأن الصهيونية العالمية قد كشرت عن انيابها عام 2011 باختراعها للربيع الذي ادمى قلوب الشعوب العربية , وانما كشرت عن انيابها وصلفها بصورة علنية قبل حرب 1948 بقليل , عندما بدأت تُخرج للعالم حكاماً وتصنع زعماءً ليس لهم من الحكم والادارة والقيادة غير الاسم .
فبدأوا بالدولة الكبرى مصر فاخترعوا الملك فاروق الذي اختار لتنفيذ مؤامراتهم رجالاً تم تهيئة كل اسباب النجاح لهم لافساد البلاد وعلى رأسهم النقراشي باشا كرئيس للوزراء خلفاً لاحمد ماهر الذي اغتالوه لانه رفض المخطط المرسوم له , ولم يكن اختيار النقراشي لرئاسة الوزراء عن عبث وانما لما يعلمون عنه من ضيق الافق وقصر النظر وبلادة التفكير , وهي المؤهلات التي يبحثون عنها في حاشية الملك, لتضمن لهم تنفيذ المخططات بطاعة عمياء .
نعرف أن في كل البلاد المتحضرة التي تحترم نفسها وشعبها , ان لا يصل لمناصب الدولة المهمة والحساسة الا الرجل الكفء, بعيد التفكير وواسع الافق والجامع بين المرونة والذكاء تلك الميزتين اللتين تعتبران ميزة الرجل السياسي الناجح.
ولكن في مصر كان الامر مختلف , فقد بلغ استهتار الملك فاروق بالشعب والانغماس في الشهوات حدً ومستوىً لم يتوقعه الصهاينة الذين رسموا له المخطط , فاعتلى بعهده سدة الحكم رجال غير مؤهلين عبثوا برقاب الشعب كما يريد الملك , فضمن بهولاء الرجال البقاء تحت قدميه راضخين وصادعين بأمره وذاعنين لصلفه ولاهجين بذكره ومسبحين بحمده ومتنافسين لاشباع نزواته .
وهكذا صنعت الصهيونية الحاشية المحيطة بالملك , فكان النقراشي باشا خير عون للملك على تخريب مصر وتنفيذ رؤى بني صهيون , فتولى الرئاسة مرتين متتا ليتين جـّر خلالها مصر الى افدح النكبات , ففي عهده هوجم طلبة الجامعات بالمدافع , وقتل الالاف من ابناء مصر في موقعة كوبري عباس الثانية , وانفصل السودان عن مصر , وثبّت الانجليز اقدامهم في مصر , وضاعت فلسطين وسلمها لليهود لتأسيس دولتهم على ارضها , وللامانة التاريخية ليس للجيش المصري علاقة بذلك , بل ضاعت فلسطين لان ملكهم فاروق ارتضى ان يكون العوبة بيد الصهاينة والانجليز.
وعندما استقوى النقراشي باشا على الملك واضحت السلطة بيده تآمر مع رئيس ديوان الملك ابراهيم عبدالهادي وعقدوا تحالفاً بينهم لاستغلال الملك والسير به بالاتجاه الذي يرغبون به , ولم يكتفوا بذلك فاوجدوا رئيسا لمجلس الشعب تمت صناعته بيد الملك وكان غالبية اعضائه من صنائع هاذين الرجلين لتسهيل الموافقة على تنفيذ المخططات كما يريد الملك , فأشهر الملك والنواب المصطنعين سلاح الاحكام العرفية بوجه الشعب , ليبقى في حصن منيع يمارس فيه هيلمان السلطة والابوة الكاذبة والحنان المخادع على الشعب الذي وثق به وارتضاه ملكا عليه .
ومما يضاعف إضرار الملك فاروق بمصر بانه احاط نفسه برجال من هواة السلطة وعشاق المناصب لاكمال حلقة الظلام التي اطبقوها على مصر وشعبها , فلا تجد من يصل الى المناصب الحساسة في عهده سوى واحد من اثنين , إما متسلق معدوم الضمير , وإما من هو على شاكلة الملك ممن لا يتعدى نظرهم اطراف انوفهم, وهذا ينافي الواقع الذي يجب ان يتبعه الحكام في زمن الازمات في اختيارهم للقيادات لادارة تلك الازمات, والتي في الغالب ما يكونوا رجال على مستوى عال من الذكاء والقدرة على اتخاذ القرار, لاكمال النقص عندالحكام وتبصيرهم بعواقب الامور قبيل اصدار أي قرار سيادي وامني واقتصادي .
ولانجاح ما تبقى من مخططات صهيونية اوعز الملك فاروق للنقراشي باشا رئيس الوزراء باتخاذ قرار حل جماعة الاخوان المسلمين في 31/5/ 1948 , فاختار لتنفيذ هذه المهمة عبد الرحمن عمار وكيلا لوزارة الداخلية للامن العام , الذي تفنن في التنكيل بالشعب المصري بمجرد التظاهر, فقتل الالاف من المحتجين على نتائج حرب 1948 التي مهدت الطريق لولادة دولة اسرائيل.
ولم يكن هذا القرار حباً بمصر بل لايجاد مبرر للثورة على نظامه وهو ما حصل بالفعل , حيث اجتاحت المظاهرات كل انحاء مصر, فاضطر امام الضغوطات وتخلي الصهاينة والانجليز عنه الى مغادرة مصر طواعية الى ايطاليا باليخت الملكي , فتم استبداله بحكم الاخوان المسلمين الذين اوصلوا العسكر للحكم فتم اختيار اضعفهم شخصية على الاطلاق اللواء محمد نجيب قبل الانقلاب عليه وسجنه وتنصيب المقدم جمال عبد الناصر حاكما جديدا لمصر والذي سرعان ما انقلب على الاخوان ليبدأ مسلسل الضياع والخيانة من جديد.
وهكذا استمرت الصهيونية العالمية مدعومة بالماسونية في صناعة الحكام العرب حتى يومنا هذا , لتسهيل بقاء اسرائيل متفردة في المنطقة ولتخدير الشعوب لنهب الثروات, والمتمعن بما تم ذكره آنفا من وقائع تاريخية جرت ما بين عامي 1948 و 1952 في عهد الملك فاروق وحاشيته ومقارنته ,بما اسمته الصهيونية العالمية بالربيع العربي بداية 2011 , سيجد بأنه نسخة كربونية مع تغيير بسيط في الشعارات واسلوب السطوة على الحكم .
وقفة للتأمل :" ابشع ميتة لزعيم عربي في الستين سنة الماضية بعد الشهيد وصفي التل كانت للشهيد صدام حسين اتعرفون لماذا : لانه لم يخن العراق كما ان وصفي لم يخن الاردن , ولم يبيع مقدراته كما حافظ وصفي على مقدرات الاردن وسكن بالكمالية حفاظاً على الارض التي تنتج القمح , ولم يكن له ارصدة ولاولاده في الخارج كما كان عاش وصفي ليس امامه ولا خلفه غير بيت متواضع متصدع , ولانه شكل عبئاً حقيقياً على اسرائيل رغم بعد المسافة كما طرد وصفي من اراد احتلال الاردن ليحرر القدس ".
يخطئ من يعتقد بأن الصهيونية العالمية قد كشرت عن انيابها عام 2011 باختراعها للربيع الذي ادمى قلوب الشعوب العربية , وانما كشرت عن انيابها وصلفها بصورة علنية قبل حرب 1948 بقليل , عندما بدأت تُخرج للعالم حكاماً وتصنع زعماءً ليس لهم من الحكم والادارة والقيادة غير الاسم .
فبدأوا بالدولة الكبرى مصر فاخترعوا الملك فاروق الذي اختار لتنفيذ مؤامراتهم رجالاً تم تهيئة كل اسباب النجاح لهم لافساد البلاد وعلى رأسهم النقراشي باشا كرئيس للوزراء خلفاً لاحمد ماهر الذي اغتالوه لانه رفض المخطط المرسوم له , ولم يكن اختيار النقراشي لرئاسة الوزراء عن عبث وانما لما يعلمون عنه من ضيق الافق وقصر النظر وبلادة التفكير , وهي المؤهلات التي يبحثون عنها في حاشية الملك, لتضمن لهم تنفيذ المخططات بطاعة عمياء .
نعرف أن في كل البلاد المتحضرة التي تحترم نفسها وشعبها , ان لا يصل لمناصب الدولة المهمة والحساسة الا الرجل الكفء, بعيد التفكير وواسع الافق والجامع بين المرونة والذكاء تلك الميزتين اللتين تعتبران ميزة الرجل السياسي الناجح.
ولكن في مصر كان الامر مختلف , فقد بلغ استهتار الملك فاروق بالشعب والانغماس في الشهوات حدً ومستوىً لم يتوقعه الصهاينة الذين رسموا له المخطط , فاعتلى بعهده سدة الحكم رجال غير مؤهلين عبثوا برقاب الشعب كما يريد الملك , فضمن بهولاء الرجال البقاء تحت قدميه راضخين وصادعين بأمره وذاعنين لصلفه ولاهجين بذكره ومسبحين بحمده ومتنافسين لاشباع نزواته .
وهكذا صنعت الصهيونية الحاشية المحيطة بالملك , فكان النقراشي باشا خير عون للملك على تخريب مصر وتنفيذ رؤى بني صهيون , فتولى الرئاسة مرتين متتا ليتين جـّر خلالها مصر الى افدح النكبات , ففي عهده هوجم طلبة الجامعات بالمدافع , وقتل الالاف من ابناء مصر في موقعة كوبري عباس الثانية , وانفصل السودان عن مصر , وثبّت الانجليز اقدامهم في مصر , وضاعت فلسطين وسلمها لليهود لتأسيس دولتهم على ارضها , وللامانة التاريخية ليس للجيش المصري علاقة بذلك , بل ضاعت فلسطين لان ملكهم فاروق ارتضى ان يكون العوبة بيد الصهاينة والانجليز.
وعندما استقوى النقراشي باشا على الملك واضحت السلطة بيده تآمر مع رئيس ديوان الملك ابراهيم عبدالهادي وعقدوا تحالفاً بينهم لاستغلال الملك والسير به بالاتجاه الذي يرغبون به , ولم يكتفوا بذلك فاوجدوا رئيسا لمجلس الشعب تمت صناعته بيد الملك وكان غالبية اعضائه من صنائع هاذين الرجلين لتسهيل الموافقة على تنفيذ المخططات كما يريد الملك , فأشهر الملك والنواب المصطنعين سلاح الاحكام العرفية بوجه الشعب , ليبقى في حصن منيع يمارس فيه هيلمان السلطة والابوة الكاذبة والحنان المخادع على الشعب الذي وثق به وارتضاه ملكا عليه .
ومما يضاعف إضرار الملك فاروق بمصر بانه احاط نفسه برجال من هواة السلطة وعشاق المناصب لاكمال حلقة الظلام التي اطبقوها على مصر وشعبها , فلا تجد من يصل الى المناصب الحساسة في عهده سوى واحد من اثنين , إما متسلق معدوم الضمير , وإما من هو على شاكلة الملك ممن لا يتعدى نظرهم اطراف انوفهم, وهذا ينافي الواقع الذي يجب ان يتبعه الحكام في زمن الازمات في اختيارهم للقيادات لادارة تلك الازمات, والتي في الغالب ما يكونوا رجال على مستوى عال من الذكاء والقدرة على اتخاذ القرار, لاكمال النقص عندالحكام وتبصيرهم بعواقب الامور قبيل اصدار أي قرار سيادي وامني واقتصادي .
ولانجاح ما تبقى من مخططات صهيونية اوعز الملك فاروق للنقراشي باشا رئيس الوزراء باتخاذ قرار حل جماعة الاخوان المسلمين في 31/5/ 1948 , فاختار لتنفيذ هذه المهمة عبد الرحمن عمار وكيلا لوزارة الداخلية للامن العام , الذي تفنن في التنكيل بالشعب المصري بمجرد التظاهر, فقتل الالاف من المحتجين على نتائج حرب 1948 التي مهدت الطريق لولادة دولة اسرائيل.
ولم يكن هذا القرار حباً بمصر بل لايجاد مبرر للثورة على نظامه وهو ما حصل بالفعل , حيث اجتاحت المظاهرات كل انحاء مصر, فاضطر امام الضغوطات وتخلي الصهاينة والانجليز عنه الى مغادرة مصر طواعية الى ايطاليا باليخت الملكي , فتم استبداله بحكم الاخوان المسلمين الذين اوصلوا العسكر للحكم فتم اختيار اضعفهم شخصية على الاطلاق اللواء محمد نجيب قبل الانقلاب عليه وسجنه وتنصيب المقدم جمال عبد الناصر حاكما جديدا لمصر والذي سرعان ما انقلب على الاخوان ليبدأ مسلسل الضياع والخيانة من جديد.
وهكذا استمرت الصهيونية العالمية مدعومة بالماسونية في صناعة الحكام العرب حتى يومنا هذا , لتسهيل بقاء اسرائيل متفردة في المنطقة ولتخدير الشعوب لنهب الثروات, والمتمعن بما تم ذكره آنفا من وقائع تاريخية جرت ما بين عامي 1948 و 1952 في عهد الملك فاروق وحاشيته ومقارنته ,بما اسمته الصهيونية العالمية بالربيع العربي بداية 2011 , سيجد بأنه نسخة كربونية مع تغيير بسيط في الشعارات واسلوب السطوة على الحكم .
وقفة للتأمل :" ابشع ميتة لزعيم عربي في الستين سنة الماضية بعد الشهيد وصفي التل كانت للشهيد صدام حسين اتعرفون لماذا : لانه لم يخن العراق كما ان وصفي لم يخن الاردن , ولم يبيع مقدراته كما حافظ وصفي على مقدرات الاردن وسكن بالكمالية حفاظاً على الارض التي تنتج القمح , ولم يكن له ارصدة ولاولاده في الخارج كما كان عاش وصفي ليس امامه ولا خلفه غير بيت متواضع متصدع , ولانه شكل عبئاً حقيقياً على اسرائيل رغم بعد المسافة كما طرد وصفي من اراد احتلال الاردن ليحرر القدس ".
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
هههه بهمش زيها زي غيرها واتا فاهم قصدي هههه
صدق من قال:
"هزلت حتى سامها كل مفلس"
وصح لسانك يا كاتبنا الكبير يا ابو قرعان ولا تهمك التعليقات لانها صادره من مجموعة حاقدين ولا يحبون الخير لك هذا ما يتضح من خلال التعليقات فسير للامام والله ولي التوفيق .
مقاله كبيره من كاتب كبير لا يفهمها الا الكبير وبالتوفيق يا كبير ويا جبل ما يهزك ريح