هيتو اليابان وهيتو الامريكان
هيتو اليابان وهيتو الامريكان
احمد خليل القرعان
ثمة تشابه كبير بالاسم فقط بين من حَمل اليابان وانتشلها من فم الضياع والدمار امبراطور اليابان هيتو , وبين من جاء ليحكم سوريا على جناح دبابة للامريكان غسان هيتو حاملا كتابه بيمينه وبين سطوره وصفات علاجية معلبة لسوريا ستفقدها الامن والامان وتؤخر نموها لعشرات السنين , لتتمكن اسرائيل من مواصلة تنفيذ مخططاتها الرامية لتهويد فلسطين, متسائلاً : هل الربيع العربي الذي يتباهى به العرب ويتراكضون خلفه بسرعة فائقة قد جلب لاسرائيل غير ثمار الامن والاستقرار وتفتيت المنطقة العربية وتخريب اقتصاداتها وتمزيق ارضيها ؟ .
إن الغريب في الامر ان كل الزعامات التي ثارت واستلمت الحكم في بلادها بعد غزو ربيع بني صهيون هي من القيادات التي تعلمت وتتلمذت في امريكا بعز شبابها , فمرسي مصر تخرج جامعة جنوب كاليفورنيا , والمالكي قضى اغلب حياته ثائراً في شوارع امريكا وملاهيها , وكرزاي افغانستان عامل مطعم في نيويورك , وهيتو سوريا تلميذ جامعة انديانا الامريكية ومدير مدرسة برايتر هورايزنز في شمال أمريكا, وكل قيادات الصف الاول في المشهد السياسي العربي خريجي الجامعات الامريكية في لبنان ومصر, كما ان هناك ثمة امر يتشابه به زعماء البلاد العربية في مرحلة ما بعد الربيع الصهيوني يتلخص في انهم من خريجي التخصصات العلمية كالرياضيات كما هو هيتو سوريا ,والفلزات كما هو مرسي مصر والحل ينطبق على غالبية من استحوذوا على الصف الاول في المشهد السياسي العربي طوال الاربعين سنة الماضية, وهي تخصصات من النادر ان تُخرّج للساحة السياسية رجال سياسة بارزين, لان اتجاهاتهم علمية صرفة لا يجيدوا قواعد اللعبة السياسية وخباثتها وقذارتها, فهل هذا التشابه في القيادات العربية محض صدفة يا ترى؟ ,ام انه اعداد واستعداد وتكليف؟.
اياً كانت الاجابة فلكم ان تستقوا وتستخلصوا من تلك المقارنات ما تشاؤون , ولكنني هنا اود ان اقول بأنه اذا كان هيتو حاكم سوريا الجديد المنتظر وهيتو اليابان الراحل يتشابهان بالاسم فقط, فإن الفارق بينهم كبير جداً نستطيع ان نستخلص منه العبر , ففي الوقت الذي تعرض به هيتو اليابان لمحاولة اغتيال على يد عميل كوري للامريكان عام 1963 لانه رفض السير على خطاهم وبيع اليابان, فقد جاء مستمتعاً هيتو سوريا على ظهر دبابة للامريكان , بعد انهى بنجاح متطلبات قيادة المرحلة القادمة في اكثر البلدان العربية المحيطة باسرائيل اهمية.
فمن السهل جداً ان تجد امريكا نماذج من هيتو ومرسي والمرزوقي لتتصدر المشهد السياسي العربي الذي يخدم مصالحها, ويموتون لتحيا اسرائيل.ولكن من الصعب جداً ان تجد في بلد كاليابان غير هيتو يموت من اجل بلاده ومصالح شعبه. فهكذا تصنع امريكا اصنامها في الوطن العربي.
فكيف يقبل أي زعيم عربي ان يقود بلاده وهو يعلم بانه واجهة للمشهد السياسي ليس إلا , ,ولا يمتلك القدرة على اصدار أي قرار استراتيجي في بلده دون العودة للاب الروحي في تل ابيب او واشنطن , وما الطنة والرنة والتكبيرة التي يحظى بها الزعيم العربي في بلاده وخارجها بالمشهد الاعلامي إلا اكسسوارات غربية للتجميل والتلميع فقط.
وقفة للتأمل :" فاذا ما تغيرت وجوه ** فجرباء تخلفها جرباء".
هيتو اليابان وهيتو الامريكان
احمد خليل القرعان
ثمة تشابه كبير بالاسم فقط بين من حَمل اليابان وانتشلها من فم الضياع والدمار امبراطور اليابان هيتو , وبين من جاء ليحكم سوريا على جناح دبابة للامريكان غسان هيتو حاملا كتابه بيمينه وبين سطوره وصفات علاجية معلبة لسوريا ستفقدها الامن والامان وتؤخر نموها لعشرات السنين , لتتمكن اسرائيل من مواصلة تنفيذ مخططاتها الرامية لتهويد فلسطين, متسائلاً : هل الربيع العربي الذي يتباهى به العرب ويتراكضون خلفه بسرعة فائقة قد جلب لاسرائيل غير ثمار الامن والاستقرار وتفتيت المنطقة العربية وتخريب اقتصاداتها وتمزيق ارضيها ؟ .
إن الغريب في الامر ان كل الزعامات التي ثارت واستلمت الحكم في بلادها بعد غزو ربيع بني صهيون هي من القيادات التي تعلمت وتتلمذت في امريكا بعز شبابها , فمرسي مصر تخرج جامعة جنوب كاليفورنيا , والمالكي قضى اغلب حياته ثائراً في شوارع امريكا وملاهيها , وكرزاي افغانستان عامل مطعم في نيويورك , وهيتو سوريا تلميذ جامعة انديانا الامريكية ومدير مدرسة برايتر هورايزنز في شمال أمريكا, وكل قيادات الصف الاول في المشهد السياسي العربي خريجي الجامعات الامريكية في لبنان ومصر, كما ان هناك ثمة امر يتشابه به زعماء البلاد العربية في مرحلة ما بعد الربيع الصهيوني يتلخص في انهم من خريجي التخصصات العلمية كالرياضيات كما هو هيتو سوريا ,والفلزات كما هو مرسي مصر والحل ينطبق على غالبية من استحوذوا على الصف الاول في المشهد السياسي العربي طوال الاربعين سنة الماضية, وهي تخصصات من النادر ان تُخرّج للساحة السياسية رجال سياسة بارزين, لان اتجاهاتهم علمية صرفة لا يجيدوا قواعد اللعبة السياسية وخباثتها وقذارتها, فهل هذا التشابه في القيادات العربية محض صدفة يا ترى؟ ,ام انه اعداد واستعداد وتكليف؟.
اياً كانت الاجابة فلكم ان تستقوا وتستخلصوا من تلك المقارنات ما تشاؤون , ولكنني هنا اود ان اقول بأنه اذا كان هيتو حاكم سوريا الجديد المنتظر وهيتو اليابان الراحل يتشابهان بالاسم فقط, فإن الفارق بينهم كبير جداً نستطيع ان نستخلص منه العبر , ففي الوقت الذي تعرض به هيتو اليابان لمحاولة اغتيال على يد عميل كوري للامريكان عام 1963 لانه رفض السير على خطاهم وبيع اليابان, فقد جاء مستمتعاً هيتو سوريا على ظهر دبابة للامريكان , بعد انهى بنجاح متطلبات قيادة المرحلة القادمة في اكثر البلدان العربية المحيطة باسرائيل اهمية.
فمن السهل جداً ان تجد امريكا نماذج من هيتو ومرسي والمرزوقي لتتصدر المشهد السياسي العربي الذي يخدم مصالحها, ويموتون لتحيا اسرائيل.ولكن من الصعب جداً ان تجد في بلد كاليابان غير هيتو يموت من اجل بلاده ومصالح شعبه. فهكذا تصنع امريكا اصنامها في الوطن العربي.
فكيف يقبل أي زعيم عربي ان يقود بلاده وهو يعلم بانه واجهة للمشهد السياسي ليس إلا , ,ولا يمتلك القدرة على اصدار أي قرار استراتيجي في بلده دون العودة للاب الروحي في تل ابيب او واشنطن , وما الطنة والرنة والتكبيرة التي يحظى بها الزعيم العربي في بلاده وخارجها بالمشهد الاعلامي إلا اكسسوارات غربية للتجميل والتلميع فقط.
وقفة للتأمل :" فاذا ما تغيرت وجوه ** فجرباء تخلفها جرباء".
تعليقات القراء
فين السؤاااااااااال؟؟؟
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
...................
والكمال لله واحده