باختصار ودون سرد تفاصيل ، يمكن القول أن تشكيل الحكومة الجديده برئاسة النسور كان مخيبا للآمال والطموح ، ولا علاقة له بأية برامج او اجندة وطنية كان يفترض أن يكون الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتردي والمزري في البلاد وبروز فتنة المحاصصة والتمثيل السياسي للمكون الفلسطيني ومطالبات بعض " النوائب " تحت قبة البرلمان بتجنيس اكثر من مليون ونصف المليون وتبعاتها السياسية والاجتماعية والأمنية الخطيرة على البلاد وعلى ابناء فلسطين والأردن لما قد تؤديه من فتن وموصادمات بين ابناء الوطن من ناحية ، وعلى مستوى مواجهة الوضع الإقليمي المتمثل بالحرب الدائرة في سوريا وانعكاساتها على الاردن ولجوء اكثر من مليون مواطن سوري شكلوا عبئا اقتصاديا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا على الوطن ،وكذلك لجوء اكثر من 100 الف مواطن فلسطيني يجري المطالبة والضغط باتجاه توطينهم ومنحهم حقوق مدنية كبداية كما اورد بعض النواب ، هذه التحديات يبدو أنها لم تلق الاهتمام من قبل الدولة ، وبدأت هذه الحكومة تسعى لتكريس سياسة ان تكون الغلبة السياسية والاجتماعية وحتى الأمنية للمكون الفلسطيني في الأردنضمن منهج توطئة التوطين والغاء حق العودة .
لم يعد الأمر يتعلق بنظام محاصصة أو " لبننة " الأردن كما كان يتوقع ، بل تعداها الى تهميش المكون الأردني في وزارات السيادة ومنح ابناء الأردن وزارات لاسيادة فيها ولا قرار مؤثر على أي صعيد ، ويمكن اجمال تلك الملاحظات التي تخدم هذا المشروع بما يلي :
المكون الفلسطيني حصل على غالبية الوزارات السيادية كالخارجية والمالية والصناعه والتخطيط والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ووزارة التربية ووزارةالتعليم العالي !
المكون الأردني حصل على وزارات التنمية والثقافة والمياه والتنمية السياسية والاوقاف والعمل والبلديات ، يعني وزارات لاطعم ولا قرار سيادي فيها ، يستطيع أن يقودها موظف بسيط، أي أنها ترضية للأردنيين لا أكثر !
الداخلية فقط و بحكم ارتباطها بالمحافظات يقودها ابن المجالي ، ليس لأنه ابن الكرك ، لا ، بل لانه مقرب جدا من القصر ومن مقربين من الملك واعتقد أنه لن يمانع في بدء العمل بمشروع التجنيس والغاء دائرة المتابعة والتفتيش ومن ثم منح الارقام الوطنية والتوطينن.
مؤشر واضح وخطير ومفتعل يقوده مقربون جدا جدا من الملك والهدف كانوا وراء هذه التشكيلة التي درست بعناية وحنكة مدة تزيد عن الشهرين من أجل منح ابناء فلسطين الحقوق السياسية الأن ، والتجنيس لاحقا والتوطين اخيرا .
ما نود قوله هنا ، أننا حين كنا نحذر من اللعبة او المؤامرة على الشعب الفلسطيني كان البعض سواء كانوا ساسة او مواطنين يوجهون الاتهام لمن كان يدق خطرها بانه مصاب بفوبيا الوطن البديل أو انه " إقليمي متعصب ! دون أن يمنح نفسه الوقت الكافي لقراءة المشهد وتطوراته على الساحة الأردنية .
باعتقادي لو كان هناك جماعات او افراد من ابناء الأردن يعيشون في الضفه الغربية منذ عشرين عاما لحصلوا على مناصب أفضل من هذه التي حصلوا عليها في وطنهم ، ولكنها المؤامرة وسياسة التهميش والظلم وتحميل ابناء الأردن كل تبعات القضية ونتائجها إرضاءا للعم "نتنياهو "وحلفائه المتشددين في الحكومة ، وكذلك رضوخا للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة الذي يهدف لحرمان ابناء فلسطين من حق العودة وتوطينهم في الأردن .
المضحك بل المبكي أن جميع ابناء الأردن الوزراء اليوم وغدا وبعد غد سيستقبلون المهنئيين في خيم راقية وصالات واسعةفرحين بما استطاعوا الحصول عليه من وزارات الدرجة الثالثة في وطنهم ...