دور الصحافة والإعلام في التحليل والتأويل


تسارعت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية والصحفية على المستوى المحلي والعربي والدولي في اليومين السابقين للحديث عن مقابلة جلالة الملك عبد الله الثاني مع الصحفي الأمريكي جيفري جولدنبيرغ والتي نشر جزء منها في صحيفة النيويورك تايمز بناء على مقال نشرته مجلة (ذي اتلانتك) الأمريكية وامتد على سبعة عشر صفحة.

نعم ، لقد كان هنالك مقابلة وكان هنالك حديث للملك ولكن المقابلة كاملة جاءت في ما يقارب من سبعة عشر صفحة تخللها كثير من الرأي الشخصي للصحفي جيفري وفي تمعن لكل كلمة في هذه المقابلة التي قد تكون سابقة للشعب الأردني أود الإشارة إلى أن المقابلة عبارة عن جزء من سلسلة مقابلات تمكن من تجميعها الصحفي جيفري مع العلم بأن جيفري قد قابل الملك عدة مرات في السنوات الماضية بحكم عمله الصحفي وسبق أن عمل في صحيفة نيويورك تايمز مما يفسر نشر الصحيفة الأخيرة لملخص المقابلة الطويلة.

يروي الصحفي جيفري جولدبيرغ تفاصيل مقابلات وحوارات مع جلالة الملك حيث جاء في ترجمة المقالة حول الزيارة التي قام بها الملك بتاريخ 8/11/2012 لمدينة الكرك في اطار مناسبة اجتماعية ، وهنا ومن خلال قراءة المقال يبدو جلياً أن الصحفي قد أشار لرأيه الخاص في إنتقاده للسلوك العشائري في فرز البرلمان ومن باب الإنصاف فقد كان هذا رأي الكاتب ولا يمثل رأي الملك نفسه ، وقد تكون مصادفة أن كنت أحد الأشخاص الذين تشرفوا بلقاء الملك في ذلك اليوم وقد إمتد اللقاء لأكثر من ثلاث ساعات إستمع الملك خلالها للعديد من الآراء وكان جل حديثه عن الوضع الإقتصادي والإنتخابات النيابية وما قدم في اللقاء كان عبارة عن وجهات نظر مختلفة من العديد من أبناء العشائر الذين حضروا اللقاء ، وقد إستمع الملك للحاضرين وأبدى إهتماماً واضحاً لكل ما يقال وبدا واضحاً لكل الحاضرين القلق الشديد للجلالته من الواقع الاقتصادي والأزمة السورية.

المقال الذي جاء بالسبعة عشر صفحة جسد الكاتب من خلاله تحليلاً جانب الصواب تارة ، وضخم الواقع به تارة أخرى ولكن المشكلة الأكبر تكمن في الإعلام المرئي والمسموع الذي إقتطف ما يريد من المقال وفسره بشكل لا يمثل مسار المساق كاملاً ، وفي هذا المقام ولأن القرآن الكريم هو المرد الحقيقي في كثير من أمور خلافنا ودستورنا الأعظم فإنه لا يجوز لأي منا تفسير قول الله عزوجل (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) بأنه يجوز شرب الخمر بعد الصلاة ! لأن هذه الآية قد نسخت وجاء بعدها التحريم بالكامل ، من هنا كان لزاماً أن لا يجزأ المقال لأن في التجزأة إساءة حاصلة هدفها إثارة الفتنة لبلد حماه الله من أي فتنة.

من باب المعاتبة ومن وجهة نظر شخصية بحتة فإن الإعلام المحلي ساهم في تضخيم الموقف من جانب ، وكان رد الإعلام في الديوان الملكي خجولاً في الجهة المقابلة فلم يعلم المواطن أن هذه المقالة كانت على أكثر من جزء وأنه قد إختير منها الجزء الذي أرادته الصحيفة وأن المقالة كانت على أكثر من سبعة عشر صفحة ، وأن القارئ للمقال كاملاً يلمس بأن الملك لديه رؤية شاملة في الإصلاح وأنه أشار في أكثر من مرة في المقال الطويل إلى الهم الاقتصادي وأحقية المواطن الأردني في العيش الكريم وأن الملك لديه رؤية إصلاحية في كافة المجالات وأن إنتقاده أو عتبه في بعض المواقع لموضوع هنا أو هناك ما كان إلا من باب عتب المحب لشعبه وليس إنتقاصاً لأحد أو لأي جهة.



تعليقات القراء

هاني الصلاحات
مقالة رائعة جدا
21-03-2013 01:06 PM
محمد القضاة
الدكتور عادل من الشباب الاردني الواعد وله اسهامات ايجابية كثيرة واعتقد أنه قد وضع يده عى الجرح في محاكاة عقلانية ، كل الاحتارم دكتور
21-03-2013 01:10 PM
حسين عايد القطاونه
بارك الله لك جهودك الطيبه وجزاك الله خيرا
21-03-2013 11:38 PM
عدنان
توضيح رائع مشكور يا دكتور
22-03-2013 10:48 PM
s. green
والله اول مره اسمع عنك بصراحة وانت وين من زمان نحن نعتز بهكذا شباب واعدين امثالكم يادكتور سر على بركة الله فمشوار الف الميل يبداء بخطوة يجب ان نسمع عنك دائما يادكتره الاخبار الطيبه ايها الواعد الطيب
04-05-2013 07:31 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات