هيثم المالح والوجه الكالح


لا ادري ما هو الثمن الذي قبضه ما يسمى بالمعارض السوري هيثم الكالح من وكالات الاستخبارات العربية والأجنبية , ليتهم الأردن بأنه يقف خلف مطاردة المجاهدين في سوريا ,التي مزقتها الصراعات الكاذبة والمخادعة على السلطة من اجل جلب السعادة للشعب السوري وتخليصه من نظام ديكتاتوري حسب وصفهم إلى نظام أخر يقوده الثوار جلب للشعب السوري الويلات والدمار.
نستغرب إن صح ما ورد على لسان المالح من اتهامات للاردن بانه يطارد المجاهدين في سوريا ونتساءل : من أين يا ترى استقى المالح معلوماته الخطيرة التي يؤكد بها أن للأردن فرق لمكافحة الإرهاب تعمل بين الثوار والجيش الحر في سوريا والذي لا يُعرف أصله وفصله ؟, لدرجة أن السوريين الذين وصلوا الأردن هرباً من الجحيم , أفادوا بان القسوة التي يواجهونها من ما يسمى بعناصر الجيش الحر , تفوق خطورتها عشرات المرات عما كانوا يواجهونها من قبل بعض عناصر الجيش السوري قبل وبعد الأحداث.
فالأردن لم يكن لديه عناصر لمكافحة الإرهاب في أفغانستان كما يدعي المالح وفي غيرها من الدول , لانه ليس معنياً بمعاداة واستعداء القاعدة وعناصرها , اللهم إلا بمقدار ما يحقق الأمن لأرضنا وشعبنا , فمن يتمعن بتصريح المالح يلحظ إن خطورته وخباثته جاءت في هذا الوقت لإثارة عناصر القاعدة ضد الأردن , وخاصة في ظل الظروف التي جلبتها إلينا ثورات الغش والخداع , ونضال المالح وغيره وكأنه تصريح يحمل في طياته إشارة البدء القاعدي للعمل ضد الأردن.
فهل بات الأردن دولة عظمى ينتشر جيشها في كل بقاع الدنيا فتراه يقاتل في شرق السعودية ويدافع عن البحرين , ويقمع ثوار الكويت , ويدير عمليات الانبار, ويطارد عناصر الجيش الحر في كل بقاع سوريا ؟.فماذا يُضيرالمالح وغيره من ثوار لندن وباريس إذا ما أراد الاردن الدفاع عن أرضه وشعبه بملاحقة ومطاردة المارقين في كل مكان تصل اليه اقدام الاردنيين ؟.
فالأردن لم يكن يوماً خائفاً كما يدعي المالح من وجود حكم إسلامي لا في ارضه ولا في سوريا ولا في العراق فكان من أوائل المهنئين لنظام الإخوان في مصر وأول المتعاونين مع نظام الحكم الإسلامي في ليبيا , وأول الداعمين لحكم الاسلاميين في تونس , كما أن كوادر الإخوان المسلمين يعيشون في الدولة الأردنية في كل مفارز وجوانب الدولة , ويتمتعون بحرية لن يمنحونها لغيرهم اذا ما ستفردوا بالحكم , ولكنهم وللأمانة عقلانيين أكثر من الاخوان في بقية الدول التي غزاها ربيع بني صهيون .
فإذا كان المالح لا يعلم فعليه ان يدرك بان رجل الامن الأردني يمتلك من القدرة والتدريب والكفاءة ما مكنته من النجاح في بؤر تورا بورا وكابول لتحقيق الطمأنينة للاردني الجالس في عمان ,وهذا يمثل قمة الفخر للأمن الأردني لانه يجعلنا نشعر بالراحة والطمأنينة التي تفتقدها منذ نعومة أظافرك.
وعلى المالح أن يعي تماماً بأن الأردني لم يكن يوماً خائناً لكي يصف رجال أمننا وينعتهم بالخيانة والتجسس , فالخائن هو من يتخذ من لندن وباريس منابر ومتاريس للقتال عبر الانترنت , وأتحداك أيها المالح إذا استطعت أن تثبت للسوريين عبر نضالك بان هناك ابن أو شقيق لك يقاتل على الأرض السورية, التي تدعي منابركم بأن الجيش الحر يسيطر على غالبية الارض السورية.
فإذا صحت المعلومات التي يفردها الاعلام المزيف والموجه بأن الثوار يسيطرون على غالبية مدن سوريا وخاصة دمشق ومحيطها , فماذا يعني للثوار وللاعلام المزيف والمزور للحقائق حضور زوجة الرئيس السوري اسماء الاسد واولاد شقيقه ماهر وشقيقته بشرى لمهرجان ( الام بتلم ) في قلب دمشق وفي المكان الذي اعلنت العربية والجزيرة عن سقوطه بيد ثوار التخريب والتجريب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فالنجاح للأمن الأردني وصل الى ربيع قمته بعجز مغذي ومهندس الإرهاب التمييز بين رجاله وبين جماعته الأصلية , فلقد مدح المالح صاحب شعار ناضل ضد الاستعمار عبر المحيط الأطلسي والبحر المتوسط امننا دون ان يدري, فهكذا يرى المالح النضال بين أقدام الغانيات في بلاد الضباب, فبئس نضالكم وبئست ثورة تشرفون عليها , وبئس قادة لا يتمتعون بأدنى درجات الحصافة واللباقة في إدارة أمور السياسة.
فهل يعلم المالح بأن الاردن الذي يتهمه بمعادة الثوار والاخوان كان اول من احتضن الاخوان المسلمين في بداية ثمانينات القرن الماضي بعد احداث حماة ؟؟؟ , فلن يفلح المالح وغيره بالعبث بأرضنا وساحتنا لان الشعب الاردني سيبقى يردد لهولاء الناعقين :
إن حسبتم أن الأردن قد يترنح غداً ,فإننا نقول لكم خسئتم , وخسئ من يمدكم بفكركم إمدادا.
وقفة للتأمل :" يجب على المالح أن يعلم بأن الشعب الاردني الذي يسعى لتفتيته وإثارة البلابل عليه بهذه التصريحات المشؤومة , ينظر للدنيا التي يقاتل من اجلها مع الثوار , على انها مسرحية دفع ثمنها في السابق سواء أعجبته أم لم تعجبه".



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات