زيارة اوباما للمنطقه


تاتي زيارة اوباما للمنطقه في ذات السياق الذي تتشبث فيه الامبريالية المركزيه بمواصلة نهب ثراوتها , وادامة تخلفها , وتبعيتها , لتفادي الأزمة الذي دخلت فيها اقتصاديات الدول الرأسمالية والمركز الامبريالي الاميركي , فحسب المنظرون الغربيون لا يمكن التعافى من آثار الازمة الاقتصادية الخانقة بدون ثروات المنطقه , بعكس اليقين بان ازمة الراسمالية بنيويه ولا يمكن الخروج منها .
لا تحمل هذه الزياره في طياتها الخير لوطننا ولشعوب المنطقه , بل هناك خطر حقيقي بان تخلف هذه المحاولات المستميته اعادة انتاج الهيمنة بادوات الاسلام السياسي وتحدث دمارا شاملا وسط الفوضى الخلاقه مما يمكن العدو الصهيوني بالانفراد بكونه القوة الوحيدة المتماسكه في المنطقه .
اطاح نصر المقاومة اللبنانية في ال 2006 بمشروع الشرق الاوسط الجديد الذي لوحت به كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية آنذاك , والذي جاء تتمة للمشروع الامبريالي الذي ابتدأ بتفكيك الصف العربي باتفاقية كامب ديفيد , واوسلو ووادي عربه , وغزو العراق وانهائه كعمق استراتيجي عربي , ثم اعقبه نصر المقاومة الفلسطينية في غزه عام 2008 , تلاه ثبات نهج سوريا المقاوم والممانع برغم المؤامرة الامميه المستمرة منذ ما يزيد عن عامين , وتكريس التحالف الاستراتيجي الثلاثي ايران سوريا حزب الله الذي فرظ تحولا" في موازيين القوى وقوانين الصراع وتوازن الرعب مع العدو الصهيوني وهدد بزواله نهائيا , كما عمل الانسحاب الذي فرظته المقاومة العراقية الباسلة على تحالف قوات الغزو الامبريالي من العراق على تفاقم الازمات الرأسماليه وتعميق حدتها اضافة لازماتها البنيويه .
هذا التحولات باتت تشكل خطرا نوعيا حقيقا يهدد العدو الصهيوني ,والمشروع الامبريالي ويعجل بنهاية الرأسماليه , تتزامن مع اقتراب موعد الانسحاب الاميركي من افغانستان , الامر الذي يدب الرعب في اوصال المركز الامبريالي وكل الدول الراسمالية ويسدد ضربة قاصمة لها , ويمكن دول المنطقة من الهيمنة على قلب آسيا وهو قلب العالم ومفتاحه الاستراتيجي . ,
هذه الضروف الموضوعية استدعت من اوباما بصفته زعيم المعقل الامبريالي لان يهرع للمنطقة ليعيد انتاج المشروع الاستعماري عبر سيناريوهات متعدده .
والاردن بواقعه المتردي وحالة الوهن التي افضت اليها سياسة النظام المنهجيه بيئة ساسية واقتصادية ونفسية مواتية لفرضها على اعتبارها خشبة الانقاذ الاخيره .
,
كما ان المحيط الاقليمي يتسم بعدم الاستقرار السياسي , والاقتصادي , والامني , مما يهئ الاجواء ويفتح الابواب على سلسلة السيناريوهات المعدة والتي تاتي زيارة زعيم المعقل الامبريالي تتويجا لها .
وقد سبقها ايضا الاضعاف المنهجي لدور السلطة الفلسطينية , والاتفاق المبرم مع حماس برعاية النظام المصري المنسجم مع المشروع القادم وهو الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية مما يعني تولي الاردن باعتباره اطارا" رسميا" للصيغ الجديده الانفتاح بلا حدود , و التنسيق الامني , والتعاون المتقدم مع العدو الصهيوني كمقدمة للبينولكس " كارتيل الغاز " الاردن فلسطين , العدو الصهيوني , واستيعاب فلسطيني سوريا الذين يواجهون خطر التهجير بعد ضرب مخيم اليرموك خزان المقاومة الاستراتيجي في سياق المؤامرة الاممية عليها , اضافة لاستيعاب فلسطيني فلسطين لتهويد الدولة الصهيونية وفرظ الجغرافيا السياسية " الجغرافيا بلون الطائفة " في الكونفدراليه اي دولة يهودية وفلسطينية واردنيه , وانهاء حق العوده والدخول بالمفاوضات الممتدة الى مالا نهايه حول ما يسمى بالقضايا العالقه .
ومن هنا ياتي دور النظام الاردني ككيان وظيفي وادارة ملحقة بدوائر المركزالامبريالي لخدمة هذا المشروع الامر , الذي سيلحق مزيدا من الاضرار الفادحة بشعبنا المنهك اصلا بفضل سياسات النظام المنهجية لانهاكه , والذي ستاتي السيناريوهات لتطيح به و بالوطن , وتحدث مزيدا من التفكيك للنسيج الاجتماعي الذي يهدد الوجود الاردني برمته ويستدعي رص صفوف القوى السياسية تحت مضلة عمل نضالي جامع يتصدى للمشاريع المشبوهه بتعبئة جماهير شعبنا وتوعيتها لمواجهة تحدياتها باعلى ما يكون من الجاهزية النضالية .
ان الوطن يواجه خطر مخاطر مؤامرات تهدد كيانه ومصيره برمته , فعلى جماهير شعبنا ان تنضوي تحت لواء موحد وتصون وحدتها الوطنيه ونسيجها الاجتماعي , للتصدي لهذه المشاريع وان ترفضها وتطيح بها وتذود عن المستقبل والمنجزات التي كان ثمنها الجهد والعرق والنضالات والدم الاردني لصيانة الوطن وحفظ ابنائه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات