عصرٌ .. مفاجآته حبلى


الإنتفاضات العربية : هل تواجه الهزيمة على أيدي المستعمرين الجدد ؟. فالإخوان المسلمون في بداية كل انطلاقة لانتفاضة عربية نجدهم يقفون محايدين . وعند بلوغ تحقيق الأهداف نجدهم يدخلون بكل قوة كونهم أصحاب الجماعة الأكثر تنظيماً فيقطفون ثمار الثورة ويحولونها ويجيرونها لمصلحتهم . ولأن الشعوب العربية الغاضبة غير مؤهلة لقيادة نفسها فقد رمت بهمومها ومطالبها لهم ظنا منها ان تكون لهم المنقض , لكنهم كانوا أكثر أنانية من غيرهم . 
إن الإضطرابات التي تشهدها مصر وتونس , تؤكد على فشل امبراطوريتهم . فإدارة الإخوان لها تشوبها علامات استفهام كبرى في سعيهم للإستحواذ على جميع مرافق الحياة ونواياهم تجاه مدنية الدولة . وهم , وفي سعيهم هذا , يلوحون بأنهم أفضل للحكم من التيار السلفي المتشدد بضربه تارة ودعمه تارة أخرى حسب ما يتطلبه الوضع ومغازلة الآخر , اما مع باقي القوى الموجودة فقد تم استبعادهم وبلا رجعة .
وواهم من يعتقد أو يجير بما يجري في الدول التي استحوذ عليها الإخوان على انها (الثورة المضادة) ففي ابجديات الثوار ان الامر باقي على مكان علية حتى وان كان راس النظام قد تغير , ويعتبرون ان ما جرى من انتخابات وغيرها هو التفاف على مستحقات ثورتهم , ومنهم من يؤكد على ان الاخوان المسلمين ركن من اركان سايكس بيكو حتى وان حصل خلافات فيما بينهم في اطار تضارب مصالح طرف على اخر وعلى هذا الشأن يعتبرون ان ثورتهم مستمرة حتى النصر . وجاءت دعوة المخلوع حسني مبارك لأبناء الشعب المصري الوقوف إلى جانب مرسي لتأكد على مرجعيتهم الواحدة .
وكما أسلفت في العديد من الندوات والمقالات , فإن مستقبل المنطقة , منوط بما ستشهده المنطقة العربية من نزاعات وصراعات وإفرازات . لقد
ارتاح النظام الأردني وقد مرر الإنتخابات الأخيرة بإفرازه حزب الوسط الإسلامي ومده برجالات وثيقة زمزم التي جاءت متزامنة مع الإنتخابات لضرب جماعة الإخوان وإضعافها وإيجاد البديل الداخلي الذي يمكن أن يكون بديلاً مقبولاً للآخر .
لكن ما يدور اليوم بعيداً عن الإخوان والنظام , هو أن الشخصيات الأردنية التي ساهمت في انطلاقة 14-01-2011 قررت المضي قدماً في حراكها حتى تتحقق مطالب الشعب بالحرية والعدالة والديمقراطية فقد التقيت مع العديد منهم ممن هم يصرون على ذلك وبدون التنسيق مع من كان في السابق يخطط لإجهاض الحراك الشعبي كما جرى عام 1957 . ونحن في عصر المفاجآت الحبلى !.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات