من قتل الشهداء يا باشا ؟


انتهت سلبيا وعلى وجه السرعة قضايا الشهداء قيس العمري واحمد مقابلة وفيصل السعيدات الذين سقطوا في أحداث قرار رفع الأسعار ،وفشلت إجراءات التحقيق فيها ،وتحولت بسهولة إلى قضايا عادية مجهولة دون التوصل إلى تحديد هوية القتلة ،وأغلق جهاز الأمن العام ملفاتها وأصاب الفتور همة المحققين ،وانشغلوا بقضايا متشعبة أخرى، فذبلت الجهود ثم توقفت من الناحية العملية الإجراءات الأساسية للبحث والتحري ، وكانت ردود الفعل الرسمية والشعبية وردود فعل ذوي الشهداء عبارة عن زوبعة في فنجان ،تماما كما آل إليه مصير قضيتي الشهيدين الملازم عبد الله الدعجه والملازم أيمن مقدداي .

بعيدا عن المزينات الإعلامية بدا مدير الأمن العام متماشيا مع العقل والمنطق وملما بالقضايا الأمنية المثارة ، وقال في برنامج ستون دقيقة يوم الجمعة ،انه لم يقتنع بالتقارير التي أكدت له قيام دورية شرطة بقتل مواطن كان يقود سيارة مسروقة بعد ان أطلق النار عليها ،وقام بتفحص الواقعة بنفسه وتمحيص تفصيلاتها ،وتوصل الى الحقيقة القاطعة وقال بإيجاز شديد لم يكن (بحوزة القتيل سلاح) وكان هذا سببا مباشرا لإعادة إثارة قضايا الشهداء عبر هذا المقال.

حسين باشا ابن الشهيد هزاع المجالي خير من يدرك معنى ان يبقى المجرم حرا طليقا ويفلت من العقاب ،وما أدلى به خلال البرنامج يدعوا للثقة والاعتزاز ،فقد كان جريئا وواضحا ،وعلى أعلى درجات المسؤولية والشفافية والصدق، كيف لا وقد اكتوى ذات مرة بنار الجريمة وهو في المهد صبيا ،وفقد والده صاحب الدولة واحد ابرز رجالات الأردن الإبرار.

نستطيع ان نستخلص من المقابلة دلالات مهمة ،فلا نتوقع بعد ما سمعناه ان يفقد مدير الأمن العام البصر في عتمة أحداث الربيع ، أو أن تأخذه الأزمات والمفاجآت على حين غرة حتى وان شكا من ضغط العمل ،فقد اثبت انه يملأ منصبه وهو يمسك جيدا بزمام الأمور ،وكل الأمن العام في مجال رؤيته ، ،ولديه فكرة واضحة عما ما يدور حوله من أحداث لا بد وأن تمكنه من نفض الغبار عن الملفات المنسية وملاحقة قتلة الشهداء .

إذا لم تكشف قضاياهم ستبقى أمانة معلقة في عنق مدير الأمن العام إلى يوم الدين ،ومن المهم أن يبادر الى وضع يده عليها مباشرة ،وفتحها من جديد ،كما فعل إزاء حادثة الدورية التي تحدث عنا وهو الذي وضع أكثر القواعد صرامة لمرؤوسيه ليحافظوا على أرواح المواطنين وأعراضهم وأموالهم، تجلت في طريقة تعامله مع تلك الواقعة الشديدة الغموض التي أودت بحياة احد المواطنين ،وأدرك أن من الواجب أن يتصرف بحكمة ويكشف الحقيقة لعموم الناس مباشرة وعلى شاشة التلفزيون، لكن المطلوب من الباشا الإيعاز ببذل المزيد من العطاء والجهد سيتكلل بعون الله بالقبض على قتلة الشهداء وتقديمهم إلى القضاء ،وهو الأمل الوحيد ليس فقط لأهلهم وذويهم الذين أصابهم اليأس والقنوط ،وتلاحقهم الغصة ليل نهار بل وللأردنيين جميعا وعلى رأسهم جلالة الملك .

fayez.shbikat@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات