البطاط يهذي والقافلة تسير ..


شهدت الساحة العربية إطلالات كثيفة لوجوه وشخوص عديدة قفزت على الساحات والشاشات رافعة سيوفها الكرتونية تتوعد بالتخريب وتتنبأ بالخراب، من هذه الشخصيات أسماء محروقة أعادت تكرير نفسها وأسماء بدت كأنها مستجدة استطاعت ان تجد منصة وميكروفون وجمهور يبدو أنه مغيب خلف المركز الفكري الخاص بالمعمم أو بالمسترسل بتوزيع الأيمان والوطنية على مزاجه..

ولعل اسم البطاط صاحب اختراع جيش المختار هو أكلّح وأعقد هذه الوجوه التي ظهرت حديثا.. فللبطاط سيرة لا يفهم منها سوى اسمه وتاريخ لا يظهر منه إلا عباطته، فبعد أن ضاقت به العراق برحابة فضائها الطائفي.. اصبح يجهد بتوسيع مخيلته ليبدأ التهجم على الخليج العربي بشكل عام وعلى السعودية بشكل خاص حيث هدد بمهاجمتها بمليون من أنصاره..!، هذه الشخصية التي رأت في نفسها وكيلا عن (أمام مغيب) لم تأتي عبثا.. بل من يسمع صوته متناغما ضمن جوقة الكومبارس سيعلم ان لهذا العواء دوره.

فلقصة البطاط حبكة لم تختلف عن شطط الجنرال ميشال عون الذي لم تكفيه لبنان لكي يحطب فيها للخراب فانطلقت مخيلته للبحرين.. حيث بلغت فيه (الإنسانية) حدا جعلته يستفيض بالشرح عن (ظلم الشعب) ويصرح بأن التخريب هناك مستحق وله اسباب قد تجعلنا نفهمه..

وهنا لا بد لنا أن نلتفت لمن وراء العديد من (الروبوتات) التي انطلقت بالتصاريح والتهديدات التي تطال الخليج العربي مثل اللواء محمد علي جعفري قائد عام الحرس الثوري الإيراني والذي دعى الى تعديل تقييمات ونمط تصرفات (الأعداء) وعلى أساس الحقائق القائمة على الأرض وقدرة إيران العسكرية..

فنحن نجد وبكل بساطة أن كل هذا الهجوم الإعلامي والتهديدات الصريحة والمبطنة للخليج العربي تفرغ له وعمل عليه بالشكل المباشر منسوبي معسكر واحد وهو المعسكر الإيراني وبالتنسيق وتبادل الأدوار مع المعسكرات الأخرى التي ترى في وجود خليج عربي واحد قوي تهديدا لها ولمصالحها.. وذلك في الوقت الذي تميز فيه الخليج بالاستقرار المغلف باليقظة والتخطيط المستمر للوصول الى حالة من تجّذير لشبكة الآمان مع جهود عقلانية لتوسيع مظلة الأستقرار في الوطن العربي.

وبالرغم من أن التهجم على السعودية بشكل خاص لم ينقطع منذ نشأتها ونشأة أعدائها.. فقد استمرت المملكة بالعمل الجماعي مع الدول العربية الراشدة و وبخطة طريق تخلو من التهور للوصول الى نهج شامل ومستقر للمنطقة تنعدم فيه اسباب الانهيار المفاجيء في المجتمعات والأنظمة العربية من خلال المساهمة في خلق أو صيانة المنظومات السياسية والاقتصادية والتي تحقق التناغم بين الشعوب العربية وأنظمتها...

وما دعوة العاهل السعودي المتكررة الى وحدة الخليج العربي وكذلك دعوته السابقة لضم الأردن والمغرب الى هذا الإتحاد إلا دلالات لرغبة قوية ومؤشرات لتوفر محرك سياسي سعودي يعمل لإعادة صيانة وطرح المشروع القومي العربي وبقواعد منطقية تخلو من الطوباوية والنرجسية وبما يؤدي الى التكامل العربي بالحد الأدنى.

وهنا نستطيع أن نفهم مدى حرقة المطبلين والمزمرين من امثال عون والبطاط وعيسى قاسم ومحمد جعفري.. الخ حين نعلم مدى الضرر الذي سيصيب كل المشاريع المستهدفه لنا عند إستحقاق نتاج الدور الجبار الذي قامت به السعودية للحفاظ على جوهر المشروع العربي والإسلامي في المنطقة رغم المعوقات التي تدفقت من خارج ومن داخل هذا الخليج احيانا..

ولكن رغم كل هذا العواء وهذا النواح وهذا التشكيك والفبركة والدسائس.. فأن القافلة ستبقى تسير

جرير خلف



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات